بينما تغمر الفرحة قلوب آلاف العائلات احتفالًا بنجاح أبنائهم في الثانوية العامة، يكتنف الحزن والألم عائلة الطالب المقدسي أمير أبو سنينة، الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يوم من إعلان النتائج.
وتعمّد الاحتلال قتل فرحة الطالب أبو سنينة بنجاحه في الثانوية العامة ومعرفة نتيجته، والتي كان ينتظرها بفارغ الصبر، ليرسم دروب حياته نحو مستقبل أفضل.
وفجر الأربعاء، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الطالب أبو سنينة في بلدة العيساوية شمال شرقي القدس المحتلة، وشرعت بتفتيشه محتوياته، ومن ثم اعتقلته واقتادته إلى مركز تحقيق "المسكوبية" غربي القدس.
فرحة منقوصة
تقول جدته مهدية أبو سنينة، في حديث لوكالة "صفا": إن "الاحتلال يتعمد التنغيص علينا، واغتيال فرحتنا بنجاح حفيدي أمير في التوجيهي وحصوله على معدل 69.9%، بسبب اعتقاله في زنازين المسكوبية".
وتشير إلى أن قوات الاحتلال داهمت المنزل فجر أمس بصورة همجية، وعاثت خرابًا في كل شيء، وصادرت عدة هواتف نقالة، ومن ثم اعتقلته أمير دون معرفة الأسباب.
وتبين أن حفيدها طلب من عناصر الشرطة عدم اعتقاله، بسبب نتائج التوجيهي، وأنه سيأتي لتسليم نفسه بعد الإعلان عنها، إلا أنهم رفضوا وأصروا على اعتقاله.
وتضيف أن "والدته كانت تتمنى أن يكون بينهم للاحتفال سويًا بنجاحه، إلا أن فرحتنا منقوصة، ربنا ينغص عليهم فرحتهم زي ما تعمدوا يحرمونا منها".
ومددت سلطات الاحتلال في القدس اعتقال الطالب أبو سنينة حتى يوم الاثنين القادم، لعرضه على محكمة "الصلح" مجددًا، علمًا أنه اُعتقل سابقًا مرتين، على خلفية أحداث شهدها المسجد الأقصى المبارك.
ولم يكن الطالب أبو سنينة الوحيد الذي حرمه الاحتلال من فرحة النجاح، بل أيضًا حرم الأسير أمير خضر عبيد من معرفة نتيجة نجاحه في "التوجيهي".
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشاب عبيد، بعد يومين من تقديمه امتحانات الثانوية العامة، وما زال يقبع في زنازين التحقيق بمعتقل "المسكوبية".
تفوق رغم الألم
ورغم أجواء الفرح والسعادة التي عمت أرجاء مدينة القدس، ابتهاجًا بتفوق أبنائها الطلبة ونجاحهم في الثانوية العامة، إلا أن شرطة الاحتلال تحاول تعكير هذه الأجواء من خلال ملاحقتها واعتقالها للشبان والأطفال الذين يطلقون المفرقعات والألعاب النارية.
وعقب إعلان النتائج، انتشرت شرطة الاحتلال في مختلف أحياء القدس القديمة بشكل استفزازي، لتنغيص فرحة الطلبة الناجحين وذويهم في الثانوية العامة.
وفي تحد كبير للاحتلال وإجراءاته، حقق عدد من أبناء أسرى القدس تفوقًا بامتحان الثانوية العامة، وحصدوا أعلى الدرجات، كما الطالبة مريم أبو غنام ابنة الأسير المقدسي محمد أبو غنام، والتي حصلت على معدل 98.6، والطالبة آسيا أبو عرفة ابنة وزير شؤون القدس السابق والمبعد عنها الأسير خالد أبو عرفة 94.7.