لم يُخف المقدسي نضال الرجبي قلقه الشديد من إقدام بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة بأي لحظة على هدم منزله في حي البستان ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وفقًا لقانون "كمينتس" الإسرائيلي.
ففي منزلٍ لا تتجاوز مساحته 100 متر، يعيش المقدسي الرجبي مع عائلته البالغ عددها ستة أفراد، لحظات عصيبة، لا يعرف للنوم والراحة طعمًا، خشية من هدم الاحتلال منزله وأحلامه بأي لحظة، وتشريد عائلته في العراء.
وعائلة الرجبي واحدة من العائلات المقدسية التي تُعاني الأمرين، بسبب اعتداءات الاحتلال، وعمليات الهدم التي لا تتوقف في المدينة المحتلة، ولاسيما بلدة سلوان الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى.
ودائمًا ما تتعرض العائلة في سلوان لاعتداءات همجية من الاحتلال ومستوطنيه، تتمثل في مداهمة منازلها وتفتيشها، وملاحقة واعتقال أبنائها والاعتداء عليهم أحيانًا، إلى جانب إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع تجاه المنازل والمركبات.
معاناة بلا حدود
يقول الرجبي لوكالة "صفا" إن قوات الاحتلال تتعمد يوميًا استهداف أحياء سلوان، والتنكيل بأهلها ومحاولة إبعادهم عنها وتهجيرهم قسرًا منها، كونها البلدة الأقرب للمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
ويوضح أن بلدية الاحتلال سلمته مؤخرًا، قرارًا بهدم منزله في حي البستان، وفقًا لقانون "كمينتس"، ما يعني أن الهدم أصبح ساريًا المفعول وبأي وقت قد تأتي طواقم البلدية وتُباشر عملية هدمه، بعدما جرى أخذ قياساته الأربعاء الماضي.
ويضيف "معاناتنا لم تتوقف يومًا، بسبب الاحتلال وإجراءاته العنصرية، ومحاولته التنغيص على المقدسيين واستفزازهم والتنكيل بهم، من خلال التفتيش والملاحقة والاعتقال، لكن رغم هذه الانتهاكات، إلا أننا صامدين لن نتخلى عن بيوتنا وأراضينا".
ويتابع "نرفض كل مخططات الاحتلال، لأنه هدفها الوحيد السيطرة والاستيلاء على أرضنا وممتلكاتنا في سلوان، لإقامة مشاريع للمستوطنين".
ولم تقتصر اعتداءات قوات الاحتلال على ذلك، بل قمعت بالأمس، اعتصامًا تضامنيًا مع المقدسي الرجبي المهدد بهدم منزله، وأطلقت قنابل الغاز بكثافة صوب الشبان عند حي البستان وعين سلوان وبئر أيوب، ما أدى لإصابة كبار السن والشبان والأطفال بالاختناق.
وتعتبر سلوان من أكثر البلدات المقدسية استهدافًا وتهديدًا إما بهدم منازلها أو إخلاء أهلها وتهجيرهم قسرًا، لصالح الجمعيات الاستيطانية، وخاصة أن أكثر من 40% من مبانيها مهددة بالهدم، بادعاء أنها "غير قانونية".
ويتهدد ستة من أحيائها خطر الهدم والتطهير العرقي، بهدف الاستيلاء عليها وإبعاد أهلها عن محيط الأقصى، كونهم يُشكلون خط الدفاع الأول عنه، ناهيك عن إقامة المشاريع التهويدية والاستيطانية على أراضيها.
صمود لا يلين
وأما رئيس لجنة أهالي حي بطن الهوى زهير الرجبي فيقول إن سلطات الاحتلال تستهدف عائلة الرجبي منذ سنوات طويلة، سواءً في حي بطن الهوى أو البستان، المهددان بالهدم والإخلاء القسري.
ويوضح الرجبي، في حديثه لوكالة "صفا"، أن العائلة تتعرض لضغوطات واعتداءات كبيرة من الاحتلال ومستوطنيه، كونها تشكل النسبة الأكبر في بلدة سلوان، كما تواجه كابوس التهجير والتطهير العرقي، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال والملاحقة وتفتيش المنازل، وغيرها.
ويشير إلى أن أهالي البستان والعائلة أرسلوا خلال وقفة تضامنية مع المقدسي نضال الرجبي أمس، رسالة للاحتلال مفادها أننا "لا نخاف الهدم ولا القمع والاعتقال"، في سبيل الدفاع عن بيوتنا وأرضنا.
ووفقًا للرجبي، فإن أحياء سلوان تتعرض يوميًا لاقتحامات واعتقالات ليلية وعمليات تفتيش للمنازل، واطلاق قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية، والاعتداء على الأهالي، في محاولة للتضييق عليهم، وكسر إرادتهم وشوكتهم.
ويضيف "رُغم الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد أهالي سلوان، وعمليات الهدم والتهجير، إلا أنهم يؤكدون تمسكهم بأرضهم وعقاراتهم، باعتبار ذلك حقهم الشرعي والمشروع".
ويؤكد على صمود عائلة الرجبي في وجه الاحتلال، والتصدي لمخططات التهويد والاستيطان، في سبيل البقاء بالقدس والدفاع عنها.