استعرض تحليل أجراه معهد البحوث والسياسات الدولي IMPACT-SE في لندن، المقرب من الاحتلال الإسرائيلي، التغييرات التي طرأت على نحو 300 كتاب مدرسي سعودي، تجاه الكيان، في السنوات الخمس الماضية.
وذكر المعهد في تقرير نشره، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن "الثورة التي نفذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انعكست أيضًا على تغيير محتويات الكتب المدرسية"، مشيرًا إلى أن "أهم ما أجراه هو تغيير الموقف السلبي تجاه اليهود".
وأوضح المعهد، المعروف بتحريضه على المنهاج الفلسطيني، أن السعودية أزالت من المنهاج كل ما يشير إلى اليهود على أنهم "قردة وخنازير"، وما يتهمهم بأنهم "خونة بطبيعتهم وأعداء لدودين للإسلام"
وأشار إلى أن الرياض أزالت المواد المعادية لـ"إسرائيل" وجميع الأمثلة "المعادية للسامية" من المنهاج التعليمي، وأضافت محتوى ضد حزب الله، والحوثيين المدعومين من إيران، وجماعة الإخوان المسلمين.
وبيّن المعهد أن السعودية حذفت من المنهاج قصيدة تُعارض الاستيطان اليهودي في فلسطين، وألغت تدريبًا كان يطلب من الطلبة دحض المزاعم الصهيونية حول علاقتهم بفلسطين.
ووفق المعهد، فإن السلطات السعودية حذفت، من كتاب تاريخ في المرحلة الثانوية، درسًا يتضمن النتائج الإيجابية للانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة الحجارة عام 1987)، وأزالت فقرة تشير إلى "إسرائيل" على أنها "ديمقراطية مزورة".
كما حذفت السلطات السعودية، وفق معهد البحوث والسياسات الدولي، "ما يتهم إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969"، وما يشير إلى أن "أسباب بدء إسرائيل حرب الأيام الستة (النكسة) كانت رغبتها في السيطرة على الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية في القدس، وآبار النفط في شبه جزيرة سيناء".
وقال المعهد: "في عدة مواضع في الكتب المدرسية، عدّلوا المصطلحات تجاه إسرائيل واستبدلوا (العدو الصهيوني) أو (العدو الإسرائيلي) بـ(الاحتلال الإسرائيلي)".
ورغم التغييرات الكبيرة التي أجرتها السلطات على 301 كتاب في المنهاج لـ"تغيير الموقف السلبي تجاه اليهود"، إلا أن المعهد قال إن: "الكتب المدرسية ما زالت لا تعترف بإسرائيل، ولا تُعلّم عن الهولوكوست، وتتجاهل الخرائط ذكر كلمة إسرائيل".
ووصف نائب رئيس معهد البحوث والسياسات إيريك أغاسي التغييرات التي يجريها بن سلمان بـ"الشجاعة للغاية وغير المسبوقة".
وأشار أغاسي، وفق ترجمة وكالة "صفا"، إلى أن أهمية ذلك تكمن في أن "السعودية ليست مجرد دولة، إنما يتم توزيع كتبها المدرسية على المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم ويدرسها عشرات الملايين من الطلاب في المساجد وغيرها من الأماكن التعليمية".