web site counter

يُنظم لأول مرة على شاطئ غزة

مخيم بحري لأطفال التوحد للاستشفاء بالسباحة

غزة - فضل مطر - صفا

على شاطئ بحر غزة، انطلق أول مخيم بحري لأطفال "طيف التوحد" للاستشفاء بالسباحة ودمجهم في المجتمع من خلال أنشطة ترفيهية متنوعة ومتخصصة.

ويُشرف على المخيم البحري نادي "الدولفين" للتنمية والتطوير برعاية المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بمشاركة به 20 طفلاً مع ذويهم، وتتراوح أعمارهم من (5-12عامًا).

ويقول رئيس مجلس إدارة النادي وائل بنات لمراسل "صفا" إن المخيم هذا العام ينفذ لأول مرة على شاطئ البحر بالتعاون مع بلدية غزة، في بيئة مختلفة إلى حد كبير عن المخيمات الثلاثة التي نفذها النادي خلال السنوات الماضية.

وأوضح بنات أن اختيار المياه المفتوحة لتنفيذ هذا المخيم لهذه الفئة يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال الحسية والإدراكية، والقدرة على التركيز وتحسين الحالة المزاجية لديهم، وإعطاء مساحة أوسع للعب وإشراك أمهات الأطفال في فعاليات المخيم لإكسابهن مهارات جديدة في التعامل مع أطفالهن.

و"طيف التوحّد" هو عبارة عن اضطراب في نمو الدماغ للأطفال يتمثّل في خلل بوظائف الإدراك السمعي والبصري، ومع تقدم العمر تتحسن حالتهم ما يؤهلهم ليعيشوا حياة طبيعية.

سعادة غامرة

وتعبّر المواطنة هنا حسان عن سعادتها بمشاركة طفلها صالح (12عامًا) بالمخيم، موضحةً أن طفلها ينتظر الإجازة المدرسية على أحر من الجمر للالتحاق بهذا المخيم وممارسة رياضة السباحة التي يهواها.

ورأت أن تنظيم المخيم هذا العام على البحر فرصة كي يختلط طفلها أكثر مع الناس المصطافين على البحر.

وشارك الطفل صالح بثلاث نسخ سابقة لهذا المخيم، الذي يرجع له الفضل بصورة كبيرة للاستشفاء بالماء، وهو ما يحتاجه فعلاً أطفال التوحد، إذ تحسن بصورة كبيرة وتمكن من الدراسة المدارس الحكومية وتعلم النطق كاملاً.

وتوافقها المواطنة منى يونس، إذ ترى بالمخيم البحري فرصة مهمة جدًا لعلاج طفلها عمر (8 أعوام)، قائلةً: "يمكن لأطفالنا هنا أ، يفرغوا طاقتهم السلبية وإكسابهم مهارات جديدة".

وتعرب يونس عن أملها أن تتواصل مخيمات مماثلة للأطفال، وأن يهتموا بهم بشكل كبير، خاصة أن أطفال التوحد يعانون من تهميش مجتمعي.

استشفاء مائي

ريم جعرور مشرفة على المخيم، تقول إن المخيم البحري والذي يمتد طيلة أسبوعين فرصة للاستشفاء المائي من "طيف التوحد"، مشيرةً إلى أن المخيمات السابقة شكلت علاجًا حقيقيًا للأطفال؛ فيما تتواصل هذا العام الجهود لتأهيلهم ودمجهم بالمجتمع.

وتوضح جعرور أن أطفال "طيف التوحّد" يعانون مشكلة في التواصل الاجتماعي، ما يعزلهم عن المجتمع، ودرجة اضطرابهم تختلف من طفل لآخر.

وطفل طيف التوحد بحكم طبيعته ينجذبون إلى المياه بشكل عام؛ لذلك تكون هذه المخيمات فرصةً لتأهيل هؤلاء الأطفال للتعامل مع الماء، ليكون سبيل علاج لهم.

ويشرف على المخيم كادر مختص في التعامل مع أطفال التوحد، وفريق سبّاحين لديهم إمكانية للتعامل مع هؤلاء الأطفال، حيث يتلقون من انضمامهم للمخيم تمارين تهيئة صباحية وتنشيطية ثم ينطلقون للسباحة لفترة تمتد لساعتين، ثم يخرجون إلى المخيم ويتلقون أنشطة ترفيهية كالرسم والأشغال اليدوية والألعاب الحركية.

عوائق وتحديات

وتشير المشرفة ريم جعرور إلى أن نادي الدولفين يواجه تحديات كبيرة في مواصلة أنشطته لهذه المخيمات، أبرزها العوائق المالية، إذ أن تكلفة المخيم عالية والميزانية لا تسمح بتقديم الرعاية إلا لـ20 طفلاً.

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، تقدر أعداد حالات طيف التوحد في غزة نحو 3 آلاف طفل، لكن هذا النادي يستقبل أطفال ذات معايير محددة، أولها تعاون الأهل مع الطفل والثاني معيار العمر؛ حيث يتم استقبال أطفال في سنّ (5-12 عامًا).

وتبعث رسالة لجميع أهالي أطفال "طيف التوحد" أن هذا الاضطراب السلوكي ليس معضلةً؛ وإنما يمكن علاجه بالمتابعة والمعرفة السلوكية للطفل، مؤكدةً أهمية الاستشفاء المائي لعلاج الطفل ودمجه بالمجتمع.

 

أ ك/ف م

/ تعليق عبر الفيس بوك