web site counter

خلال حوار مصوّر مع وكالة "صفا"

بكيرات لـ"صفا": إبعادي عن القدس لكوني يقظًا لمخططات الاحتلال

القدس المحتلة - خــاص صفا

"أنا القدس والقدس أنا، مدينتي التي عشقتها هي روحي وبستاني وأرضي، وأنا جزء من أعمدتها ومآذنها وحجارتها وأهلها وهوائها وكل مكوناتها".

هذا ما قاله نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ ناجح بكيرات الذي تسلّم قبل أيامٍ قرارًا بالإبعاد عن القدس لنصف عام.

ويقول الشيخ لوكالة "صفا": يريدون قلعي من القدس كما تُقلع الشجرة من أرضها، ومعنى ذلك هو قلع نفسي".

وفنّد بكيرات ادعاءات الاحتلال باتهامه أنه ناشط في حركة حماس أو أنه يُشكّل خطرًا على الكيان.

وتذرع قائد الجبهة الداخلية للاحتلال في قرار الإبعاد أن "الإبعاد ضروري للحفاظ على أمن الدولة وسلامة المجتمع والحفاظ على النظام العام، ووجه له تهمة ناشط كبير في حماس متورط بنشاطات أمنية، وهناك خطر من تواجده في القدس".

ويبين أن هذه القرارات ولدت من رحم الفكر الصهيوني، الذي رحل أكثر من 800 ألف فلسطيني، والذي قال عنه بن غوريون" لا أرى في الترحيل القسري أي شيء غير أخلاقي، وعلينا أن نرحل الفلسطينيين جميعا".

"لن أغادر المدينة"

وعن الإبعاد، يؤكد بكيرات أنه جزء من الترحيل القسري، وتفريغ القدس ومحاولة تهويدها في ظل غياب المرجعيات والقادة الذين يؤثرون في منع الاحتلال من تهويدها.

ويقول: لن أنفّذ القرار وسألزم بيتي ولن أخرج من القدس، إلا إذا نه بالقوة".

وأبعدت سلطات الاحتلال الشيخ بكيرات عديد المرات عن المسجد الأقصى، كما أنه تعرض للاعتقال بشكلٍ مستمر منذ الثمانينات لأكثر من 30 مرة، عدا عن منعه من السفر مرارًا.

ويبين الشيخ بكيرات أن استهدافه بالإبعاد جاء من منظور أنه "يقف خلف فتح المصلى المرواني وعمارة المسجد الأقصى".

ويقول: تفهمي لطبيعة الصراع مع الاحتلال في الأقصى يشكل لهم هاجسًا كبيرًا بأن مخططاتهم في الأقصى لن تستمر، كما يريدون التخلص من هذه القيادة المقدسية.

يُشار إلى أن للشيخ بكيرات دورٌ كبير في إزالة مشروع البوابات الإلكترونية في 2017، فيما تنظر إليه سلطات الاحتلال إلى أنه قائد المجتمع المقدسي في توعيته.

ويحذر بكيرات من أبعاد هذا القرار، قائلاً: "ربما تكون البداية عند (ناجح)، لكن النهاية هي آلاف وأولهم ستكون القيادات المجتمعية والفكرية والدينية".

ويضيف: إنها بداية خطرة يسعى الاحتلال من خلالها إلى تفريغ القدس من القيادات والنشطاء، وسيلحق بهم كل من يخالف سياسة الاحتلال، كما أنها عصًا غليظة مسلطة؛ مفادها أنه إذا لم تسكتوا فإن مصيركم ما جرى مع ناجح بكيرات".

وولد الشيخ بكيرات في بلدة صور باهر بالقدس بعد عقدٍ من النكبة

وعاش وتعلم وترعرع فيها، وقضى طفولته ودراسته هناك، ولديه من 12 ولدًا وبنتًا وأكثر من ذلك بقليل من الأحفاد.

ويقول "كلما نظرت لأي زاوية من زوايا المدينة أجد أن لي هنا علاقة، أفراح وأتراح وهواء المدينة، كل ذكرياتي وطفولتي كانت بين حجارة المدينة وحواريها".

مصلى الصابرين

وأنشأ بكيرات مصلى الصابرين في منزله منذ 23 عاما، وضمّ مكتبة تضم نحو 10 آلاف كتاب، ومراجع في الفلسفة والنظريات ومؤلفات عديدة له، ويسميه بـ"الخلوة" التي يأنس فيها.

ومنذ عام 1987، أشرف على مسابقة القدس لحفظ القرآن الكريم ومناهج الحفظ، وشارك بالإعلام من خلال مئات ٍ من المقاطع المصورة التي تشرح وتعمق فكرة التعريف بالقدس، وما زال لديه برنامج بعنوان" منارات مقدسية في اذاعة القرآن الكريم".

وشغل بكيرات العديد من المناصب، حيث عمل ما بين عامي 1981– 1990 مرشدًا في المسجد الأقصى وإمامًا في مسجد الخانقاه ومسجد عمر بن الخطاب، فيما تولى بين عامي 1990– 2000 رئاسة لجنة التراث الإسلامي، وما بين 2003– 2012 شغل رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى.

 

م ق/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك