ارتفاع أسعار الأعلاف وخصومات رواتب الموظفين وزيادة الطلب، أسباب أدت إلى التراجع في الإقبال على شراء الأضاحي لهذا الموسم، بحسب ما يقوله تاجر المواشي محمد ريان من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
ويوضح ريان لوكالة "صفا" أن أسعار المواشي ارتفعت عن العام الماضي بنسبة 15 إلى 20%.
ويعزو التاجر الارتفاع إلى جملة من الأسباب؛ وهي ارتفاع أسعار الأعلاف والشعير والذي وصل سعر الطن منه إلى 2100 شيقل، بواقع ضعف ما كان عليه سابقًا، وزيادة الطلب على اللحوم، مبينًا أن مصادفة شهر رمضان وعيد الفصح زاد الطلب على اللحوم، إضافة إلى مواسم الأفراح والولائم، ودخول عيد الأضحى أسهم في ارتفاع الأسعار.
وحول أسعار المواشي يقول ريان إن الضأن والماعز المحلية تباع بواقع 8 دنانير للكيلو غرام الواحد، في حين كانت العام الماضي بأقل من ذلك بـ5.1 دينار، فيما وصلت أسعار الأبقار إلى 22 شيكلاً للكيلو الواحد، بارتفاع 5 شواكل عن العام السابق.
ويبين ريان طبيعة تسمين وتجارة المواشي وخصوصًا المحلية، نظرًا للطلب الكبير عليها، فيقول: "يتم شراء الخروف الصغير بعمر الشهرين بـ240 دينارًا، ويتم تسمينه بتكلفة 100 دينار إلى أن يصبح جاهزًا للأضحية، ويُضاف مربح التاجر ليصل الإجمالي إلى 450 - 500 دينار.
وبحسب التاجر، فإن هذا السعر يفوق قدرة الكثير من المواطنين على شراء الأضحية، وخصوصًا قطاع الموظفين، بسبب الخصومات على الرواتب، في ظل ما يترتب على المواطن من نفقات إضافية خلال العيد، ما يحرمه من شراء الأضحية.
ويتطرق ريان إلى عدم مساهمة الحكومة ووزارة الزراعة في دعم المزارعين، ما يبقي أسعار المواشي البلدية في ارتفاع رغم أن الطلب عليها أكثر بكثير من المواشي المستوردة التي تلقى قبولاً أقل من الزبائن.
ويشير إلى أن أسعار الأبقار المستوردة من "إسرائيل" تخضع لأهواء التجار الإسرائيليين صعودًا وهبوطًا.
وحول استيراد الأبقار من الخارج، يلفت ريان إلى أن التجار الفلسطينيين يستوردون من عدة دول مثل بلجيكا واستراليا وفرنسا؛ إلا أن أسعارها مرتفعة نظرًا لارتفاع الضرائب وتكاليف الشحن.
بدوره، يقول أحد تجار المواشي من رام الله لـ"صفا" إن حجوزات المواطنين للأضاحي هذا العام وصلت بنسبة70% عن العام الماضي وأقل.
ويضيف أن المواطنين الذين يحجزون أضاحي العيد يضطرون لدفع نصف تكلفتها نقدًا وتقسيط ما تبقى، بسبب عدم صرف الحكومة للرواتب كاملة.
ويشير التاجر إلى عزوف المواطنين عن شراء المواشي المحلية بسبب ارتفاع أسعارها، ويلجأون إلى الاشتراك في حصص الأبقار والتي يمكن أن تكون أقل بواقع 30%، مقارنةً في حال أضحية الماعز أو الضأن.
ويقول التاجر إن هذا العام يشهد تراجعًا كبيرا في الإقبال على الأضاحي مقارنة بالموسم الماضي، وكل ذلك يرجع لارتفاع أسعارها.
ويبلغ متوسط استهلاك الضفة الغربية وقطاع غزة 250 ألفًا من أضاحي الماعز والضأن وحدهما.
وبين تقرير اقتصادي أن نسبة الحركة الشرائية تراجعت إلى النصف خلال الفترة الحالية، وذلك نظرًا لارتفاع الأسعار وعدم انتظام صرف الرواتب كاملة منذ نحو سنتين.