تُخطط سلطات الاحتلال لبناء مستوطنة "كدمات تسيون" في دير السنة بجبل المكبر، لتتوسط وتعتلي معظم أحياء القدس المحتلة التي تعاني حربًا بلا هوادة إقامة المشاريع الاستيطانية على أراضيها الضيقة.
وحصل المشروع على أبواب المصادقة النهائية، وسيتم طرحه على طاولة اللجنة المحلية في بلدية الاحتلال مطلع أغسطس.
الناشط المقدسي راسم عبيدات يقول في لقاء خاص لوكالة "صفا" إن مستوطنة "كدمات تسيون" جزء من مخطط لربط المستوطنات التي ستقام شرق جبل الكبر.
ويحذر من خطورة بناء هذه المستوطنة "أمنيًا وجغرافيًا"، حيث تطل على كل أحياء القدس للسيطرة والتحكم بالقسم الشرقي من المدينة، عدا عن أنها تعتلي أحياء رأس العامود ووادي قدوم وجبل المكبر، وسلوان، والمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وتستعد "كدمات تسيون" لتكون أكبر مستوطنة في المدينة المقدسة، تضم 384 وحدة سكنية في مراحلها الأولى على مساحة 79 دونمًا، وصولاً إلى 1200 وحدة ومنشأة عامة.
أما بالنسبة للمنازل الموجودة داخل جدار الفصل العنصري في دير السنة؛ فقد هدمت البلدية الاحتلال منزلين وخمسة أخرى مهددة بالإخلاء والهدم.
يُشار إلى أن بلدية الاحتلال ترفض المشاريع التنظيمية للبناء في المنطقة، بحجة أن الأرض لا تصلح للبناء للفلسطينيين، بينما حاليًا تصلح لبناء المستوطنة بعد أن حصلت على التسهيلات.
ويرفق بالمشروع الاستيطاني وثائق تدعي أن ما يقارب 45 % من الأراضي التي ستقام عليها المستوطنة تحت إشراف ووصاية ما يسمى حارس أملاك الغائبين، والجزء المتبقي يدعي المستوطنين أنهم يملكونه بموجب عقود شراء قديمة قبل احتلال المدينة.
وعن استهداف جبل المكبر بالمستوطنات، يوضح عبيدات أن الاحتلال شرع ببناء مستوطنة "نوف تسيون" عام 1999 في قلب الحي، وأنجز منها مرحلتين (أ) و(ب) وبقي (ج)، وبنيت فيها 400 وحدة استيطانية، فيما يتم التخطيط لبناء 100 وحدة أخرى، و275 غرفة فندقية.
ويقول الناشط: "تعرضت أحياء الحيّ للتغول بالمشروع الاستيطاني المسمى بالشارع الأمريكي القادم من مستوطنة أبو غنيم "هارهاحوماه"، باتجاه أحياء شمال شرق القدس، للوصل بين مستوطنات داخل جدار الفصل وخارجه".
ويضيف: يسعون لبناء أكبر قاعدة لما يُسمى بـ"حرس الحدود" بالقدس على أطراف جبل المكبر، بعد مصادرة مئات الدونمات.
ويطالب عبيدات بالتحرك الفوري على المستوى القانوني، والتحرك الجدي على مستوى السلطة الفلسطينية، باعتبار أن ذلك انتهاكٌ لسيادة القدس، بالإضافة إلى تحرك جدي دولي وعربي وإسلامي وقانوني من أجل إلغاء المشروع أو تأجيله.
ويبين أن هناك تزويرًا بالملكيات التي تشير إلى أن 45 % تعود لأملاك غائبين مملوكة لمؤسسات استيطانية قبل 1948.
وتتعرض جبل المكبر جنوب القدس لعدوانٍ شرس من خلال شق الطرق الاستيطانية وتوسعة للبؤرة الاستيطانية المسماة "نوف تسيون".
وتتصدى مؤسسات وعائلات جبل المكبر لسياسة هدم المنازل ومنع التراخيص، فيما خاضت فعاليات الحيّ حراكًا مطوّلاً العام الماضي لوقف هدم المنازل المهددة بالإزالة في الجبل، واستطاعت تجميد كل أوامر الهدم بالمنطقة، ولكن بلدية الاحتلال ومع قدوم الحكومة الجديدة تنصلت من التزاماتها السابقة.