يستمر الذهب في النضال على المدى القريب، فيما يحافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة المرتفعة.
لكن ورغم ذلك، فإن معدن الذهب لا يزال أحد الأصول الاستراتيجية التي يجب الاحتفاظ بها ضد مخاطر السوق المالية المحتملة جراء هذه الفائدة المرتفعة، وفق نصائح مختصون ومحللون اقتصاديون دوليون.
وينصح هؤلاء المختصون المستثمرين بالاستمرار في النظر إلى الذهب على أنه أصل استراتيجي مهم حتى في الوقت الذي سيواجه فيه المعدن الثمين رياحًا معاكسة صعبة على المدى القريب بعد أن توقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤقتًا عن "موقفه العدواني" في السياسة النقدية.
ووفقًا لخطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي "جيروم بأول"، يبدو أنه من الواضح أن الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على موقفه متشدد قوي، مما يشير إلى احتمال رفع أسعار الفائدة مرة أو مرتين هذا العام.
وقال "بأول" نهاية الأسبوع الماضي، إن جميع مسؤولي البنك الفدرالي تقريبا يتوقعون المزيد من رفع أسعار الفائدة هذا العام، مشيرًا إلى أنه حتى مع عدم اتخاذ المسؤولين قرارا بما سيفعلونه في هذا الصدد في الاجتماعات المقبلة، فإن اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة لشهر يوليو قد يشهد زيادة أخرى في سعر الفائدة.
كما شدد "بأول" على التزام الفيدرالي بخفض التضخم إلى مستهدفاته عند 2%، مشيرا إلى أنه لن يكون من الملائم خفض معدلات الفائدة خلال العام الجاري.
ضغوط على الذهب
ويرى هؤلاء الخبراء المختصون بالشأن الاقتصادي الدولي أن هذا الموقف المتشدد من قبل الفدرالي سيستمر في التأثير على الذهب حيث تظل تكاليف الفرصة البديلة لأصل غير مدر لأي عائد مرتفعة.
ومع ذلك، بينما يكافح الاحتياطي الفيدرالي لخفض التضخم إلى هدفه البالغ 2٪، فإن موقفه العدواني سيخلق حالة من عدم اليقين الإضافية للاقتصاد العالمي، حيث إن بيئة الفائدة المرتفعة تخلق بعض المخاطر لسوق الائتمان ويمكن أن تدفع الاقتصاد إلى الركود.
هل يحافظ الذهب على قوته؟
ومع ذلك، وفي حين أن إمكانات الذهب الصعودية قد تكون محدودة خلال هذا الصيف، فإنه من غير المتوقع رؤية أي انخفاض كبير أسعار الذهب، حيث أن المستثمرين العالميين الاستراتيجيين في الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب ما زالوا يتبنون الذهب مع استمرار ارتفاع حالة عدم اليقين في السوق.
وفي هذه البيئة الصعبة، يستمر الذهب في الأداء بشكل جيد لأن المستثمرين يرون قيمة الاحتفاظ بأصول الملاذ الآمن.
الأمر الآخر الذي يدعم الذهب هو الطلب المكثف من البنوك المركزية حول العالم، حيث ما زلنا نرى عددًا محدودًا من البنوك تبيع ذهبها، وأن غالبية البنوك المركزية في الأسواق الناشئة تواصل الشراء.
ويضيف أحد هؤلاء المختصين "إذا كنت تريد أن تعرف ماذا عليك أن تفعل كمستثمر، فانظر إلى ما تفعله البنوك المركزية، إنهم يشترون الذهب".
فيما يتعلق بالمدى الذي يمكن أن تنخفض فيه أسعار الذهب هذا الصيف حيث يحافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على تشدده، فسنواصل رؤية رياح معاكسة على المدى القصير مما سيؤدي إلى تقلب الأسعار المحدد النطاق واحتمال انخفاض أسعار الذهب إلى ما دون 1900 دولار للأوقية.
ومع ذلك، حتى لو انخفضت الأسعار بمقدار 100 دولار للأوقية، فإن الذهب لا يزال خيار استراتيجي بعيد المدى، وسيرتفع مجددًا لا محالة.