مأساة حقيقية أصابت السيدة نجوى عيشة (48 عامًا) جراء قصف إسرائيلي أصاب منزلها في غزة في ثالث أيام العدوان الإسرائيلي؛ ليتسبب ذلك في شلل نصفي ويقلب حياتها رأسًا على عقب.
الدموع على وجنتي نجوى لا تكاد تتوقف وهي تستقبل أقاربها للاطمئنان على وضعها الصحي، حيث باتت ترقد داخل قسم العظام بالمستشفى في وضع صحّي حرج وتحتاج لعناية طبيّة فائقة.
وما زاد من معاناة هذه العائلة المكلومة أن نجوى كانت المعيل الأساسي لها، حيث تعيل أربعةً من الأبناء في وقت أن زوجها يعاني من إعاقة.
تفاصيل المأساة
ففي صباح اليوم الثالث من العدوان، صعدت نجوى إلى سطح المنزل برفقة نجلها؛ لكن صاروخًا إسرائيليًا باغتهما وتسبب في سقوطهما من أعلى المنزل المكون من طابقين، يقول زوجها مازن.
ويروي عيشة تفاصيل الحادث لوكالة صفا قائلاً: "سمعت صراخ الجيران، بعد الانفجار المرعب الذي سمعناه جراء القصف؛ وكالعادة اعتقدت أنه قصف مجاور لنا، لكنني لم أدرك أن هذا القصف طال زوجتي".
وتواصل الجيران مع طواقم الإسعاف لنقلها مباشرة إلى المشفى، وهنا حلّت الصدمة على العائلة ويفجعوا بالشلل النصفي الذي أصاب جسدها، جراء هذا القصف الغادر".
حيث لم يتوقّف زوجها المكلوم مازن عيشة عن البكاء منذ أن علم بإصابة زوجته بالشلل النصفي، قائلاً "كانت تقول دومًا أنني عكازك في هذه الحياة. الآن ماذا أقول؟. حسبنا الله في هذا العدو المجرم".
كما أن الصدمة أصابت كل أرجاء منزل عائلة عيشة؛ بعد سماعهم لنبأ الشلل النصفي الذي حلّ بوالدتهم، كانت السند لهذا المنزل المتواضع، في ظل أن والدهم يسير بالعكاكيز المساندة، وبالكاد يلبي أدنى احتياجات عائلته.
فقد كانت نجوى تعمل في روضةٍ للأطفال وتتقاضى راتبًا شهريًّا ضئيلاً بالكاد يوفر أدنى مقومات الحياة.
ويوضح عيشة أن والدته كانت تعيل أشقاءه الأربعة ووالده، في وقت أن والدي لا يستطيع العمل، ولديه إعاقة بمفصليه بالكاد يستطيع السير بهم.
مناشدة عاجلة
ويناشد رمزي نجل المصابة الجهات المختصة بالعمل على سفر والدته في أسرع وقت لزرع نخاع شوكي لها، علّها ترجع لوضعها الصحي، أو أن يخفف من ألمها.
وبحسب الأطباء، فإن نجوى أصيبت بالشلل النصفي وكسر في 4 عظمات الصدر، وتهتك في بعض العظام في جسدها جراء السقوط وتحتاج للعلاج بالخارج.
واستشهد في العدوان الإسرائيلي الذي بدأ على غزة الثلاثاء الماضي 33 مواطنًا، ثلثهم من الأطفال والنساء، في حين أصيب 147 موطنًا بجراح مختلفة، جراء القصف الذي استهدف منازل المواطنين.