أجمع مؤتمرون من فصائل وقوى وطنية وإسلامية، يوم الاثنين، على أن معركة "سيف القدس"، أصّلت لقواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، وعززت "وحدة الساحات" في أي مواجهة معه.
جاء ذلك خلال ورشة عمل لمركز الدراسات السياسية والتنموية بمدينة غزة، في الذكرى الثانية لمعركة "سيف القدس"، وسط حضور محللين وشخصيات اعتبارية ووطنية.
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، "إن معركة سيف القدس أعادت المسار من جديد للقضية الفلسطينية، وأفقدت قدرة الاحتلال على الردع، في وقت أن الاحتلال عجز عن حسم هذه المعركة، أو أن ينتزع موقف سياسي من المقاومة".
وأضاف أن المقاومة دخلت مسار نضالي جديد في مواجهة الاحتلال، "بعد أن تدخلت وانتصرت للقدس والشيخ جراح، وهذه المعركة أسست ورسخت مفهوم تكامل ساحات في مواجهة الاحتلال".
وتابع قاسم، "المقاومة في الضفة المحتلة اشتعلت بعيد معركة "سيف القدس"، لافتًا إلى أن المقاومة في الضفة كبدت المحتل منذ تلك المعركة وحتى اليوم 55 مستوطن، في وقت أنها كشفت وطنية أهلنا في الداخل وهشاشة وضعف الاحتلال".
وحّدت الجبهات
وأكد القيادي بالجبهة الشعبية هاني الثوابتة، أن معركة "سيف القدس" من أهم التجارب التي خاضها شعبنا، "حيث أرادت المقاومة أن توصل من خلالها رسالة واضحة أن القدس وجنين ونابلس ليسوا وحدهم في أي معركة يخوضها شعبنا".
وقال الثوابتة، "إن هذه المعركة أعادت للعقل الصهيوني أن هناك إمكانية أن يتزحزح ويرحل عن هذه الأرض، موضحًا أن "سيف القدس" وحدّت أبناء شعبنا في غزة والضفة والداخل المحتل والشتات".
وأكد أن "سيف القدس" استطاعت من خلالها المقاومة أن توحّد الجبهات، وأن تؤصل لقواعد اشتباك جديدة، وأن تعيد توازن الرعب مع الاحتلال.
وأوضح الثوابتة أن "سيف القدس فتحت مساحة مهمة من مساحات الفعل الفلسطيني في مناطق محتلة عام 1948، وأعطت ناقوس خطر أن هناك 2 مليون فلسطيني في الداخل هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني".
وذكر أن الاحتلال على مدار 75 عام حاول تدجين وأسرلة شعبنا في الداخل المحتل عبر وسائل وأدوات كثيرة، لكن "سيف القدس" أفشلت كل هذه المحاولات.
وأضاف الثوابتة "هذه المعركة أفشلت قاطرة التطبيع والمطبعين، وأن يستمروا في تدجين وعي شعوبنا في الابتعاد عن قضية فلسطين، هذه المعركة أعادت شعور عروبي لنصرة شعبنا ومقدسات أمتنا العربية والإسلامية".
معادلة مهمة
من جانبه قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، "إن معركة "سيف القدس" فرضت المقاومة فيها معادلة مهمة في المواجهة مع الاحتلال، حيث شكّلت غزة بمثابة سيف ودرع لأهلنا في القدس".
وأكد سلمي أن "سيف القدس" فاجأت المنظومة الأمنية والسياسية والعسكرية، قائلًا "كان العدو يعتقد للحظة إشغال المنطقة بهمومها وقضاياها؛ إلاّ أن كل هذه المحاولات فشلت فشلاً ذريعًا في ذلك".
وأضاف "سيف القدس شكلت علامة فارقة في مسيرة المقاومة والصراع مع العدو، وأكدت للاحتلال أنه لا يمكن له أن يحسم الصراع بالقدس، وأن أي اعتداء على الأقصى سيفجر ساعة الصراع".
وذكر سلمي أن المقاومة استطاعت أن تبادر وتحدد ساعة الصفر، وهي من تحدد نهاية المعركة، ورسخت قواعد اشتباك بالميدان والوحدة وهو أن القصف بالقصف، والاعتداء يقابله اعتداء.
وأشار إلى أن هذه المعركة أكدت للاحتلال أنه لا يمكن له أن يمرر سياسات ومخططات على الأقصى، "فالمقاومة ترسل رسالة لكل من طبع مع الاحتلال أن المحتل لا يستطيع أن يوفر لنفسه الأمن والأمان".
وأضاف سلمي "هذه المعركة حققت نتائج مهمة، أهمها أنه بعد معركة سيف القدس كان هناك إشعال للمقاومة بالضفة، بدأت تشكيل مجموعات أساسية بالضفة، وهذه كانت نتيجة حقيقية "سيف القدس".
وأوضح أن "سيف القدس" فتحت الباب أمام محور المقاومة أن الساحات حاضرة، وهذا ما حدث فعلا في لبنان وسوريا، وأن المقاومة متكاملة في الدفاع عن الأقصى".
وأكد سلمي أن المطلوب اليوم هو البناء على نتائج هذه المعركة، "والتي أكدت على وحدة القضية والبندقية والمصير، وأن شعبنا لا يمكن له أن يلقي السلاح".