أعربت منظمات حقوقية فلسطينية في لبنان، عن قلقها الشديد بسبب عدم إجلاء عدد من العائلات الفلسطينية التي ما زالت في السودان، وعدم تحديد عددهم وأماكن تواجدهم في مختلف المدن السودانية التي تشهد حربًا عنيفة.
وأعلنت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)، أنها تلقت مناشدة عاجلة من عائلتين فلسطينيتين من حملة وثائق السفر الفلسطينية الصادرة بلبنان، تطلب التدخل السريع لدى السفارة الفلسطينية أو اللبنانية أو الصليب الاحمر الدولي أو المؤسسات الدولية الأخرى العاملة في السودان من أجل إجلائهم كبقية الرعايا الأجانب.
وقال أحد أفراد العائلات المناشدة ويدعى أحمد عيسى، إنّ عائلتين فلسطينيتين مكونتين من خمسة أفراد من حملة وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين الصادرة من لبنان بينهم أطفال ونساء تركوا دون إجلاء يواجهون خطر الموت، فيما تحاول الأسرتان الوصول إلى منطقة آمنة على نفقتهما الخاصة.
وأكد عيسى في اتصاله مع (شاهد)، أنّ السفارتين اللبنانية والفلسطينية، رفضتا إجلاءهم مع رعاياها، وحتّى اليوم جرى إجلاء كافة العائلات الموجودة من حملة جوازات سفر السلطة الفلسطينية والأردنية واللبنانية، ورفضت أي جهة التعاون أو إجلاءهم.
وفي السياق، طالبت (شاهد)، بعد إجراء العديد من الاتصالات بهذا الخصوص مع العديد من الجهات المحلية والدولية، بضرورة تحمل السفارة الفلسطينية في السودان لمسؤولياتها والعمل على إجلاء أفراد هذه العائلات إلى أماكن آمنة أو إعادتهم إلى البلدان التي يقيمون بها.
وشددت على ضرورة تحمل السفارة اللبنانية في السودان لمسؤولياتها تجاه هذه العائلات الفلسطينية التي تحمل وثائق سفر لبنانية وتأمين ملاذ آمن لهم.
وناشدت الصليب الأحمر الدولي بتدخل عاجل والعمل على إجلاء هذه العائلات العالقة.
وفي السياق، أثار ترك فلسطينيّي لبنان لمواجهة مصيرهم وحدهم، ومنعهم من دخول مصر والسعودية لحيازتهم وثائق سفر لبنانية، وتخلّي السفارة اللبنانية عنهم، غضبًا كبيرًا في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وقامت العديد من الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية بالتحرك لنجدة العائلات الفلسطينية المتروكة في السودان.
وقال مدير مؤسسة "شاهد" لحقوق الانسان محمود حنفي في تصريح صحفي، إن المؤسسة أجرت سلسلة اتصالات كثيفة شملت وكالة "أونروا"، والسفارة الفلسطينية، والخارجية اللبنانية، والمنظمات الدولية من أجل التحرك باتجاه هؤلاء الناس، وبدأت الأمور اليوم تتحرك نسبيًاً.
وأضاف أن “الموضوع حقوقي انساني بحت مرتبط بحالة التهميش القانوني التي يتعرض لها الفلسطيني خاصة الذي يحمل وثيقة في لبنان، فكل دول العالم عندما شاهدت أن الخطر شديد في السودان تحركت لإجلاء رعاياها، إن كانت دول غربية أو عربية وحتى السفارة الفلسطينية المعنية بالشأن الفلسطيني تحركت بدون شك".
وتابع "لكن عند التطبيق العملي واجهنا مشكلة عملية، وهي أن الجهات الرسمية الفلسطينية لم تتعامل مع الفلسطيني كونه فلسطينيًا، إلا إذا كان يحمل جواز سفر صادرًا عن السلطة".
وأكمل "وبالتالي أصبح الفلسطيني الذي يحمل (وثيقة) ليس فلسطينيًا من وجهة نظر الجهات الرسمية، بدليل أنه حتى السلطة والسفارة نسقت ورتبت أمور حَمَلة (جواز السفر الفلسطيني)، وتركت الفلسطينيين الذين يحملون (وثيقة)، علمًا أن هذا اسمه فلسطيني أيضًا".
واعتبر أن هذه الخطوة غير مناسبة وغير أخلاقية حتى من ناحية إنسانية، وكان يجب أن تأخذهم بعيدًا عن الحس الوطني والمسؤولية القانونية.
وأكد حنفي أن المسؤولية الثانية تقع "على عاتق السلطات اللبنانية، فهذا الفلسطيني يقيم على أرضك ويحمل وثيقة صادرة عن سلطاتك، فمن الأولى أن تتحمل المسؤولية تجاههم لا أن تتخلى عنهم".
وكانت الدفعة الأولى من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين، وصلت الأربعاء الماضي، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كما وصلت خلال الساعات الماضية دفعة جديدة، تم اجلاؤهم من السودان، وهم 20 لبنانيًا و12 فلسطينيًا ممن يحملون وثائق لبنانية.