عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ لاندلاع نزاع مسلح بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، محذرًا بأن المدنيين هم من يدفعون ثمن النزاع الذي ينزلق إلى مستويات خطيرة، بعيدًا عن الالتزام بمعايير القانون الدولي الإنساني.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم السبت إن الخلافات والصراع الذي كان دائرًا في الكواليس بين رئيس مجلس السيادة في السودان القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، قائد القوات المسلحة ظهر إلى العلن خلال الأيام الأخيرة بتحركات عسكرية ميدانية من قوات الدعم السريع الخميس الموافق 13 أبريل/نيسان الجاري، لا سيما في مدينة مروي، وهو ما عدها الجيش تحركات غير قانونية.
وعلى وقع محاولات أطراف عديدة نزع فتيل الأزمة، تطورت الأمور إلى مواجهات عسكرية ضارية في العاصمة الخرطوم وعدة مدن وولايات أخرى، استخدمت فيه أسلحة وذخائر متعددة، بما فيها الطيران الحربي والدبابات.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن الاشتباكات المسلحة تفجرت في وقت مبكر صباح اليوم السبت الموافق 15 أبريل/ نيسان، مع تحركات عسكرية ميدانية واسعة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتبادل الجانبين الاتهامات بالمسؤولية عن التسبب بانفجار هذه المواجهة.
ووفق متابعة فريق الأورومتوسطي، فقد استخدم طرفا النزاع القوة النارية المفرطة دون مراعاة لأحوال المدنيين، حيث اكتفى الطرفان بدعوة المدنيين لالتزام منازلهم، في الوقت الذي تبادلت القوى المسلحة النيران والقذائف وسط الشوارع والتجمعات السكنية.
ووثق المرصد الأورومتوسطي من مقتل 18 شخصًا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، في حين تتوارد معلومات يجري التوثق منها بأن عدد القتلى، بمن فيهم المدنيون، أكثر من ذلك بكثير، حيث تواجه الفرق الطبية صعوبات في الوصول إليهم نتيجة الاشتباكات وإغلاق الشوارع، فضلًا عن تسجيل مئات الإصابات الذين نقل العشرات منهم إلى المشافي وسط صعوبات في تقديم الخدمات الصحية الملائمة لهم.
وطالب المرصد أطراف النزاع المسلح في السودان بالتوقف الفوري عن إطلاق النار، وحتى تحقق ذلك، شدد على ضرورة التزام هذه الأطراف بتجنيب المدنيين الأعمال الحربية وحمايتهم والالتزام بمعايير القانون الدولي الإنساني.