أقرّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان خطته الاستراتيجية الجديدة للأعوام 2023 – 2027، والتي حملت شعار "نقل الضحايا من تلقين للدعم إلى مدافعين فاعلين عن حقوق الإنسان".
وصُممت الخطة الاستراتيجية الجديدة للبناء على جهود وبرامج المنظمة السابقة والمستمرة، والتي تهدف إلى تحقيق العدالة لضحايا حقوق الإنسان في مناطق عملها، ومنحهم الأولوية في الحديث عن أنفسهم والدفاع عن حقوقهم.
وأقرّ المرصد الأورومتوسطي أولوياته وأهدافه الاستراتيجية عبر تحديد احتياجات فئاته المستهدفة، حيث يُظهر الأورومتوسطي التزامه بأهدافه ويضمن اتساق برامجه وأنشطته الدورية من خلال تحديد الإطار الاستراتيجي لعمله.
وتهدف الخطة الاستراتيجية وآليات العمل المقرّة إلى تلبية احتياجات الفئات المستهدفة، حيث تم تحديدها عبر سلسلة من ورش العمل، عملت فيها الإدارة العليا للمنظمة ومجلس إدارتها مع ممثلين عن ضحايا حقوق الإنسان في مناطق عملها، إلى جانب استشارييها في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف وضع خطة عمل ومناقشة الأولويات للسنوات الخمس المقبلة.
وتتمثل إحدى استراتيجيات العمل الرئيسة للأورومتوسطي في تدريب وتحضير الشباب في المجتمعات التي تنتشر فيها انتهاكات حقوق الإنسان ليكونوا مدافعين فاعلين عن حقوق الإنسان، إما من خلال ضمّهم كأعضاء في فريق العمل أو كمستفيدين مباشرين يشاركون في عمليات صنع القرار وتحديد أولويات المنظمة.
قال رئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده إن "إحدى الاستراتيجيات الرئيسة لعمل الأورومتوسطي تتمثل في إشراك الفئات المستهدفة في عملية الدفاع عن حقوقهم وإتاحة الفرصة للضحايا لتمكين أنفسهم ومجتمعاتهم، فضلًا عن تحويل هؤلاء الضحايا من متلقين للدعم إلى مدافعين فاعلين عن حقوق الإنسان."
وأضاف: "الضحايا في الأورومتوسطي لا يشاركون في تحديد أولويات المنظمة وأنشطتها فحسب، بل وفي عملية التنفيذ كذلك، وهذا ما يفسر كون الضحايا أو الناجين من انتهاكات حقوق الإنسان يشكلون نحو 70% من موظفي ومتطوعي الأورومتوسطي".
وأشار عبده إلى أن هذه الاستراتيجية تنبع من الاعتقاد الراسخ بوجوب مشاركة الضحايا في صنع القرار، لا سيما وأن احتياجاتهم عادةً ما تحددها أطراف أخرى خارجية دون مشاركتهم.
ومنذ تأسيسه في عام 2011، طوّر الأورومتوسطي ثلاث فلسفات عمل خاصة به، بما يشمل إشراك الفئات المستهدفة في تحديد أولويات عمله، والاعتماد على الشباب والمتطوعين كمكوّن أساسي لفريق العمل، والتركيز على العمل في أوروبا بهدف التأثير على آليات صنع القرار لتحقيق الأهداف التي حددها.
ونجح الأورومتوسطي في كثير من الحالات في إحداث تغيير حقيقي على أرض الواقع، حيث يظهر ذلك من خلال استجابة السلطات المعنية وصناع القرار والحكومات للضغط الذي تمارسه المنظمة بهدف تحسين السياسات والتعامل مع الأزمات بطرق تضمن حماية حقوق الأشخاص المستضعفين، بما في ذلك الضحايا والمتضررين.