بعبارات الحمد والرضى والاطمئنان تلقى والد الاستشهادي معتز خواجا نبأ ارتقاء نجله عقب تنفيذه عملية إطلاق نار في حي "ديزنكوف" الشهير في "تل أبيب".
ومعتز صلاح الخواجا (23 عاما) من بلدة نعلين غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أدى صلاة المغرب في مسجد بلدته وسلم على الشبان كما عادته يوميًا، وانطلق نحو هدفه إلى قلب الكيان بكتمان.
والخواجا اعتقل خلال دراسته في المدرسة لعامين بتهم إلقاء الحجارة وزجاجات حارقة وأكواع متفجرة على أهداف إسرائيلية، ثم ما لبث أن نفذ عدة عمليات إطلاق نار صوب الجنود على تخوم بلدته عند الجدار الفاصل، ليعاد اعتقاله بصحبة رفيق دربه سلاح الكارلو.
وظل على هذا الحال رغم تحرره من السجون، إلى أن نفذ عمليته في تل أبيب والتي أدت لجرح 5 مستوطنين بعضهم في حال الخطر.
رسالة بالنار
محمد عبد الكريم سرور أحد وجهاء بلدة نعلين يؤكد أن: "الجميع في البلدة لم يفاجأ بما صنعه معتز، فهو من خيرة الشبان وأكثرهم اندفاعًا لصد الاحتلال والمستوطنين، ولا يخشى من أي ردة فعل مهما كانت".
ويضيف سرور لوكالة "صفا" أن معتز اعتقل في صغره على خلفية مقاومة الاحتلال، فكان دائم الوجود بالميدان لا يخشى الاعتقال أو الإصابة، فهو من أسرة مناضلة ووالده أسير محرر، واعتقل 4 أعوام على خلفية مقاومة الاحتلال.
ويلفت إلى أن اعتقالات معتز كانت على قضايا عسكرية وحيازة سلاح، وكأنه يعشق الشهادة ويحضر لها.
ويتطرق سرور إلى أن الوضع المادي للشهيد مريح جدا ويشتغل في عمله بتفان وإخلاص، وعرف عن أخلاقه ووطنيته من بين الشبان.
ويرى أن بلدة نعلين تميزت بنضالها واستمرارية المقاومة فيها، بحكم وجود الجدار العنصري والشارع الالتفافي للمستوطنين، فلا يكاد يمر يوم دون اقتحام أو مواجهة وتصد من الشبان.
ويفسر سرور أن ما قام به معتز في عمق الكيان رسالة لها وقع ونتائج قد فهمها الاحتلال مع استمرار التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني والقتل اليومي، مشددًا على أنه وبمجرد وجود الاحتلال على الأرض الفلسطينية، فهذا يشكل الدافع الأكبر للمقاومة ولمثل هكذا عمليات.
ويستهجن اقتحام الاحتلال للمنزل وتخريبه واعتقال والد معتز وشقيقه والتهديد بهدمه.
سرعة وسرية
بدوره، يقول الشيخ بلال الخواجا إن معتز وكعادته كما في كل يوم خميس، يتناول الطعام مع عائلته ويجالس أصدقائه، حتى إنه أدى صلاة المغرب في مسجد البلدة وسلم على أصدقائه دون أي لفت نظر.
ويوضح الخواجا لوكالة "صفا" أن "معتز مارس أعماله وبروتوكوله اليومي كالمعتاد، وفي المساء بدأ تداول اسم منفذ العملية وهنا كانت المفاجأة، واستغرب الجميع بكيفية وصوله لقلب الكيان دون علم أحد أو مساعدة من أحد وبسرية تامة".
وعن حياته اليومية، يشير إلى أن معتز كان ينزعج عندما يعدم الاحتلال الشبان والمقاومين في جنين ونابلس، ويتأثر بقوة من حجم الظلم، وكأن نفسه تؤنبه عند كل قطرة دم تسيل.
ويؤكد الخواجا أن ما أقدم عليه معتز هو شرف لعائلته وبلدته، وأنه مفخرة لا يقبل الضيم والخنوع، وأن هذا الجيل من سيعيد العزة لشعبهم وأمتهم.