قالت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" إن هناك تصاعدًا ملحوظًا في جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا، داعيةً السلطة الفلسطينية للتحرك الدولي لوقفها.
وحذّر رئيس الهيئة صلاح عبد العاطي، السبت، خلال مؤتمر عقده بمقر "حشد" غرب مدينة غزة في كلمة بالنيابة عن المؤسسات والهيئات الشعبية والمحلية واتحادات ونقابات، قيادة السلطة من خطورة المشاركة في اجتماع العقبة غدًا الأحد، بمشاركة إسرائيلية وبرعاية أمريكية في وقت أدانت الفصائل الفلسطينية هذا الاجتماع كونه يستهدف انتفاضة ومقاومة شعبنا.
وأوضح عبد العاطي، أن التنازل الذي أقدمت عليه السلطة بسحب مشروع المطالبة بوقف الاستيطان الإسرائيلي عن طاولة مجلس الأمن الدولي يضاف إلى سلسلة التنازلات التي اعتادت السلطة على تقديمها مجانًا لأمريكا و"إسرائيل".
وبيّن أن قبول السلطة بسحب الطلب من مجلس الأمن الدولي مقابل تعهد أمريكي ألاّ تقدم "إسرائيل" على بناء المزيد من المستوطنات في الفترة القادمة، في الوقت الذي شرّع الاحتلال 9 بؤر استيطانية قبل أيام ولم يتوقف عن هدم البيوت، يضع السلطة في مواجهة مباشرة مع شعبنا الفلسطيني.
وأضاف "هذه الممارسات الفاشية التي تتقهقر أمامها السلطة، ودون الأخذ بالاعتبار مصالح الشعب ولا احتياجاته للاستقلال وقيام دولته المستقلة ومنعه من العيش الكريم؛ تدفعنا للتساؤل هذه سلطة من؟ وماذا تخدم؟ وهل التقهقر أمام ممارسات الاحتلال يخدم مصالح الشعب الفلسطيني؟ أم يخدم استمرار بقاء هذه السلطة الضعيفة ؟.
وتابع حديثه "هذه التصرفات للأسف تأتي في الوقت الذي يتسع فيه التضامن الدولي مع شعبنا ومطالبه العادلة من هيئات شعبية واتساع التضامن الشعبي، ليشمل مواقف مؤسسات أهلية شبه حكومية-مثل وقف جميع العلاقات مع الاحتلال من قبل بلدية برشلونة، وحكومية مثل طرد مندوبة إسرائيل من مؤتمر الاتحاد الأفريقي".
وأوضح أن السلطة بهذه التصرفات "تقوم بإعطاء المزيد من الفرص لضمان بقاء الاحتلال وتقديم الفرج له؛ حتى يزداد الكيان فاشية ويمينية، وتتسع شهيته لقضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وتعزيز القوى الفاشية والعنصرية".
وذكر عبد العاطي أن الجرائم الاسرائيلية لا تتوقف؛ "إذ في الوقت الذي تتم فيها توافقات (إسرائيلية / فلسطينية) تقوم قوات القمع الإسرائيلي باجتياح نابلس وتوقع بأبنائها عشرات الشهداء والجرحى".
وقال: "إننا أمام هذه الممارسات من دولة الاحتلال فإننا مؤسسات وهيئات شعبية ومحلية واتحادات ونقابات نحذر قيادة السلطة من خطورة المشاركة في اجتماع العقبة غدًا الأحد، والذي يضم إلى جوار أمريكا والكيان الإسرائيلي وأطراف أخرى بهدف إجهاض مقاومة الشعب الفلسطيني الناهضة".
وطالب عبد العاطي بإنهاء ظاهرة التفرد بالقرار الفلسطيني والعودة إلى الشعب لإجراء الانتخابات التي نص عليها إعلان الجزائر، والالتزام بقرارات الإجماع الوطني بوقف التنسيق الأمني والغاء أيّة التزامات باتفاقات أوسلو سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا.
ودعا لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وكل النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية، ومغادرة نهج أوسلو لصالح استراتيجية وطنية عنوانها الوحدة والمقاومة والصمود على طريق إنجاز حقوق شعبنا بالعودة والتحرير.