web site counter

"بحاجة ماسة للترميم"

4 أعوام على "هبة باب الرحمة".. وأطماع الاحتلال مستمرة

القدس المحتلة - خاص صفا

أربعة أعوام مرت على هبة "باب الرحمة"، وتمكن المقدسيون من إعادة فتح المصلى، الذي أغلقته شرطة الاحتلال الإسرائيلي مدة 16 عامًا، ومنعت الصلاة فيه.

 

ففي مثل هذا اليوم من العام 2019، كشّر المقدسيون عن أنيابهم وتحدوا بصمودهم وإرادتهم القوية إجراءات الاحتلال، وأعادوا فتح مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى المبارك وأداء الصلاة فيه.

 

وتعود أحداث الهبّة إلى السابع عشر من فبراير/ شباط 2019، عندما اكتشف المصلّون قفلًا على البوابة الواقعة أعلى الدرج المؤدي للمكان، تبيّن أنّ قوات الاحتلال وضعته على إثر اجتماع مجلس الأوقاف الجديد في المبنى بتاريخ 14/2/2019، وأداء صلاة الظهر فيه.

 

الأمر الذي أحدث موجة غضب عارمة في صفوف المصلين، فبدأت التطورات تتلاحق في باب الرحمة، وأدى المقدسيون صلواتهم فيه، حتى تحول إلى نقطة للرباط والمواجهة، تُوجت بانتصار المقدسيين ودخولهم المصلى بعد إغلاقه 16 عامًا.

 

ورغم مرور أربعة أعوام على إعادة فتحه، إلا أنه ما بزال يتعرض لاستهداف إسرائيلي متواصل، يتمثل باقتحام عناصر شرطة الاحتلال للمصلى وتدنيسه بأحذيتهم، ومنع ترميمه، ناهيك عن ملاحقة المصلين واعتقالهم وإبعادهم عنه لفترات متفاوتة.

 

ولم تتوقف الجماعات اليهودية المتطرفة عن حملاتها التحريضية ضد مصلى باب الرحمة، ومطالبتها السماح بالدخول إليه وأداء الطقوس التلمودية فيه، وتحويله إلى كنيس يهودي.

 

وتأتي ذكرى الهبة هذا العام، في ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، ومحاولاتهم الحثيثة لفرض وقائع جديدة في المسجد، وتنفيذ مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وسط توقعات بتصاعد الأوضاع خلال شهر رمضان المبارك، بسبب تزامنه مع "عيد الفصح" العبري.

 

بحاجة للترميم

نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس الشيخ ناجح بكيرات يقول إن باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، إذ يتعرض لانتهاكات إسرائيلية مستمرة، أخطرها استمرار الاحتلال في منع الأوقاف من ترميم المصلى، فهو بحاجة ماسة للترميم الكامل.

 

ويوضح بكيرات، في حديث لوكالة "صفا"، أن تسرب المياه وتدفقها إلى مبنى قديم يعود تاريخه لأكثر من 2000 عام، سيؤدي عدم ترميمه إلى حدوث انهيار في باب الرحمة.

 

ويضيف أن الاحتلال يتساوق في الرواية التوراتية في منطقة باب الرحمة وكأنها تحت سيطرته وقبضته، ويحاول منع تنفيذ أي نشاطات فيها، كالاعتكاف والإفطارات، وغيرها، ويحرم المسلمين من روحانية المصلى.

 

ويشكل باب الرحمة- كما يبين بكيرات- استراتيجية مركزية عقائدية ودينية وتاريخية في العقلية الإسلامية، وحرمان المسلمين من هذه الروحانية يشكل أكبر انتهاك وتعدي صارخ على المصليات.

ويعتبر من أقدم وأشهر الأبواب في السور الشرقي للأقصى، يقع على بعد 200 متر جنوبي باب الأسباط، ويتمتع بمكانة دينية وتاريخية عظيمة، وهو مكون من بوابتين ضخمتين، هما الرحمة جنوبًا والتوبة شمالًا.

 

ويشير إلى أن الاحتلال يحاول تجفيف الوجود الفلسطيني في باب الرحمة، وعرقلة وجود المصلين داخله، في المقابل، السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحامه، وأداء بعض الطقوس التلمودية عند الباب.

 

إعمار المصلى

ويفيد بكيرات بأن مصلى باب الرحمة من المصليات التي لا يوجد لها أبواب وأقفال، لأن الاحتلال أراد الاستيلاء على هذه الأبواب ومنع الدخول إليه، فاضطر أهل القدس عند إعادة فتحه لإزالتها.

 

ويلفت إلى أن الاحتلال أراد أن يُخضع مصلى باب الرحمة لقانون المحاكم، وحاول إصدار عدة قرارات قانونية لمنع استعماله، وكأنه تحت التصرف أو القانون الإسرائيلي، لكن أهل القدس كسروا كل هذه القوانين العنصرية.

 

وبحسب بكيرات، فإن سلطات الاحتلال تطمح إلى إغلاق المصلى ومنع المسلمين من استعماله، ومحاولة ضرب الذاكرة الإسلامية، وتقديم روايته التلمودية داخله، وبسط سيطرته وهيمنته الكاملة عليه.

 

ويؤكد أن قضية باب الرحمة حُسمت بشكل واضح لصالح المسلمين، كما قضية باب الأسباط، بالرغم من العراقيل والانتهاكات الإسرائيلية، وما جرى في عام 2019 أفشل كل مخططات الاحتلال.

 

ورغم الملاحقة والتنكيل، إلا أن المصلين يُحاولون الحفاظ على مصلى باب الرحمة عبر إعماره بشكل دائم، والتصدي لأي محاولة تستهدف طمس هويته العربية والإسلامية، والاستيلاء عليه.

 

 

ق م

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام