تفاجأ مواطنون بانحسار مياه البحر في قطاع غزة لبضعة أمتار في ظل مخاوف حول علاقة تلك الظاهرة بحركة الزلازل النشطة في المنطقة، وإمكانية التسبب بتسونامي.
جاء ذلك بعد تداول ناشطين صورًا توضح تراجع مياه بحر عكا لمسافة 200 متر بالتزامن زلزال جديد ضرب تركيا مساء أمس الإثنين، بقوة 6.4 درجات على مقياس ريختر.
وشعرت بالزلزال عدة بلدان تقع على البحر المتوسط بما فيها فلسطين، وهو ما عزز موجة من الإشاعات التي انتشرت بالفعل منذ يوم الزلزال الرئيسي في 6 فبراير الماضي، وتزعم أن الدول الواقعة على ذلك البحر قد تختبر تسونامي كبيرًا قريبًا.
لكن مختص قلّل من احتمالية حدوث تسونامي، موضحًا أن ما لاحظه المواطنون عبارة عن حالة جزر طبيعية في مياه البحر، لافتًا إلى أن التراجع هذه المرة بشكل أكبر من المعتاد، وقد يكون للزلزال علاقة في ذلك.
أستاذ الجيوفيزياء البيئية وعلوم البيئة في الجامعة الإسلامية زياد أبو هين يقول إن مياه شاطئ البحر تراجعت في أماكن مختلفة من فلسطين بعد أن أشارت تقارير إلى تراجعها نحو 200 متر في عكا، وفي غزة تراجعت لنحو 15- 20 مترًا.
ويضيف في حديثه لوكالة "صفا": إن هذه الحالة أيضًا تشهدها بعض الدول العربية المطلة على البحر المتوسط.
ويوضح أبو هين أن ظاهرة جزر مياه البحر ليست مرتبطة بشكل مباشر بموضوع الزلزال ولكن قد يكون أحد الأسباب الثانوية هو الزلازل.
ويتابع: "حينما حدثت الزلازل في تركيا والتقت الصفيحة الإفريقية بالصفيحة العربية مع صفيحة الأناضول وانزاحت صفيحة الأناضول قليلاً نحو الجنوب الغربي أي ناحية البحر بـ3 أمتار، أدى ذلك إلى اضطراب مياه البحر نوعًا ما، وتأثرت به شواطئ قبرص وهو أحد الأسباب الذي قد تكون أدت إلى جزر البحر".
ويستدرك أبو هين: "لكن كما يفيد بعض علماء الفلك فإن السبب الرئيسي هو جزر طبيعي سيما أن أمس كان آخر أيام الشهر الهجري وبالتالي تكون الشمس والقمر أقرب ما تكون إلى الأرض ودائمًا يكون الجزر في هذه الأيام لسنتيمترات أو أمتار قليلة".
غير أن كمية تراجع مياه البحر هذه المرة كبيرة، ولذلك قد تكون الزلازل تلعب دورا في ذلك، بحسب المختص.
ويشير أبو هين إلى أن هذا الأمر لا يدعو للقلق لأن ما يحدث حالة جزر وليس مد، لافتًا إلى أن الخبراء يقولون إن الأمر سيعود إلى طبيعته خلال أيام.
احتمالية حدوث زلزال بفلسطين
ويؤكد الأكاديمي أن أي عالم زلازل لا يستطيع بكل ما أوتي من علم أن يتوقع حدوث زلزال.
وبشأن الهزات الارتدادية المتكررة، يبين أبو هين أن ما يحصل أن الألواح الثلاثة للقشرة الأرضية تحركت، منوها إلى أنها غير مستقرة حاليًا.
لكنه يحذر من أن الزلازل الارتدادية أحيانًا يكون خطرها كبير خصوصا في منطقة ضربها زلزال كبير أدى إلى خلخلة بعض المنازل.
ويتابع أبو هين: "بالتالي قد تؤدي الهزات الارتدادية إلى هدم بعض المباني التي تأثرت بالزلزال الأول".
ويقول إن فلسطين حسب التصنيفات الزلزالية فإن نسبة حدوث زلزال فيها ضعيفة، موضحا أن منطقة البحر الميت والأغوار تصنف المنطقة الأعلى خطرا بينما قطاع غزة المنطقة الأقل.
ويضيف: "لكن لو حدث زلزال قريب يمكن أن يؤثر على القطاع لأن المباني فيه غير مقاومة للزلازل بفعل القصف الإسرائيلي العنيف والحروب المتتالية".