غزة- مدلين خلة - صفا
قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف إن تشديد الاحتلال الإسرائيلي حصاره على القطاع، وإغلاق المعابر، أدى لتفاقم أزمة المياه، جراء نقص الوقود، وعدم قدرة البلديات على إيصال المياه للاستخدام المنزلي للمواطنين.
وأوضح معروف في تصريح خاص لوكالة "صفا"، يوم الاثنين، أن الاحتلال تعمد تدمير أكثر من 700 بئر خلال حربه على القطاع، محذرًا من أن نقص الوقود يُنذر بتوقف آبار المياه العاملة في القطاع ومحطات التحلية.
وأضاف أن القطاع يواجه أزمة خانقة في مياه الشرب، بعد تدمير الاحتلال 580 محطة مياه، وما تبقى منها مهدد بالتوقف، بفعل نقص الوقود، فضلًا عن عدم قدرة لجان الطوارئ على توفير صهاريج المياه الصالحة للشرب.
وأكد أن استمرار إغلاق المعابر وفرض حصار مطبق على أهالي القطاع يُفاقم الوضع الإنساني السيء أساسًا على كافة الأصعدة، بدايةً من تهديد الأمن الغذائي، وصولًا لعودة شبح المجاعة.
وحذر من أن استمرار تنفيذ الاحتلال لقرار إغلاق المعابر ومنع المساعدات يُنذر بحدوث كارثة إنسانية، نظرًا لأن الإغلاق يمس جوانب حياة الغزيين كافة.
وأشار معروف إلى تأثير استمرار إغلاق المعابر على القطاع الصحي، والذي يتمثل في توقف توريد الأدوية ومحطات الاكسجين، وتعطل خدمات غسيل الكُلى، تزامنًا مع انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، معتبرًا ذلك يشكل إمعانًا في قتل المرضى وتهديد حياتهم.
واعتبر أن قرار الاحتلال يمثل جريمة حرب ضد الإنسانية، ويأتي في إطار استكمال سلسة الجرائم التي مارستها "إسرائيل" خلال حرب الإبادة.
وبين أن الاحتلال يُمعن في مفاقمة معاناة أبناء شعبنا بشتى الصور، فمن القتل المباشر والاعدامات الميدانية خلال حرب الابادة، إلى انتهاج سياسة التجويع الممنهجة.
وتابع أن الاحتلال يريد من خلال هذه الممارسات، قتل الغزيين بشكل بطيء، عبر منع كل أسباب ومقومات الحياة.
وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى جعل الحياة في القطاع شبه مستحيلة، بغية دفع الناس للخروج والتفكير بالهجرة.
وقال معروف: "ما لم يستطع الاحتلال تنفيذه تحت وطأة القصف والدمار، يحاول تثبيته، من خلال تضييق الوضع الإنساني والمعيشة والحياة للمواطنين في القطاع".
وطالب معروف المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الاخلاقية والقانونية، والتحرك الفوري بالضغط على الاحتلال وإيقاف هذه الجريمة بحق 2,4 مليون فلسطيني في القطاع.
ولليوم التاسع على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع والوقود إلى القطاع.
ويعاني القطاع من نقصٍ حاد في السلع والمواد الغذائية الأساسية، والمستلزمات الطبية، والوقود، مما فاقم الوضع الإنساني، ومعاناة المواطنين.
ر ش