web site counter

"وجه القدس".. أضخم مشروع تهويدي يمحو معالمها

القدس المحتلة - خاص صفا

لم تتوقف بلدية الاحتلال عن مشاريعها التهويدية الرامية إلى محو آثار وتاريخ مدينة القدس المحتلة، وطمس معالمها، وتغيير وجهها الحضاري الحقيقي، وجعلها مدينة تبدو ذات طراز غربي حديث مليئة بالأبراج والبنايات الشاهقة.

ودائمًا ما يستهدف الاحتلال المدينة المقدسة بمخططات من شأنها تغيير طابعها العربي والإسلامي العريق، والتأثير على مستقبلها وأهلها، وحجب كل البناء المعماري التاريخي القديم، واستحداث أبنية جديدة تطمس تاريخها.

وكشفت بلدية الاحتلال عن عدة خطط تهويدية وصفتها بـ"الاستراتيجية" بالقدس، منها ما يسمى مشروع "وجه القدس"، الذي سيقام على مساحة تُقدر بنحو 1.2 مليون متر مربع للبناء الاستيطاني الجديد، منها 650 ألف متر مربع للعمالة، 200 ألف متر للفنادق، و100 ألف متر للاستخدامات العامة والثقافية.

وسيُخصص أيضًا، 72 ألف متر مربع للتجارة، و70 ألفًا للسكن الاستيطاني للإيجار، و25 ألف متر من الاستيطان المحمية، كل هذا سيتم في نحو 20 برجًا يضم ما بين 18-40 طابقًا.

وتضيف بلدية الاحتلال أنه "في السنوات الأخيرة، تغير مدخل القدس إلى درجة لا يمكن التعرف عليها، وسيجد أولئك الذين لم يزوروا المدينة مؤخرًا صعوبة في التعرف على مكان وجودهم، وبعد فترة وجيزة، سيتم توجيه حركة مرور المركبات تحت الأرض وستنقل السكك الحديدية الخفيفة والمواصلات العامة فوق الأرض".

وتشير إلى أن ذلك يأتي كجزء من مشروع فصل المستوى في شمال وجنوب ووسط المدينة المقدسة، وخاصة محيط البلدة القديمة.
وفي هذه الأيام، تعمل سلطات الاحتلال على "بناء مجمع حي المدخل إلى المدينة، إذ تم تطوير المجمع بأكمله كمنطقة تجارية، بحيث ستوفر حوالي 20 ألف فرصة عمل جديدة للمستوطنين المتدينين شمال وجنوب القدس".

وتقع المنطقة في قلب مركز مواصلات كبير، يشمل خط القطار فائق السرعة بين القدس و"تل أبيب"، وخطوط السكك الحديدية الخفيفة ومحطة حافلات مركزية وموقف سيارات عام تحت الأرض به 1300 مكان لوقوف السيارات، بالإضافة إلى جنوب القدس قرب "جيلو" وأراضي الولجة، الموقع المركزي للمشروع، عند المدخل الرئيس للقدس، وسيسمح بمرور مريح وسريع يربط بين أجزاء مختلفة من المدينة.

وبحسب بلدية الاحتلال، فإن "بناء مشروع مدخل القدس سيكون على مراحل، وخطوة بخطوة، من أجل إنشاء اتصال مثالي بالقدس بالفعل في المراحل الأولى من المشروع".

وستضم المنطقة المستهدفة 17 مجمعًا فرعيًا، تم تسويق ستة منها حتى الآن وتبقى ثلاث مجمعات أخرى للتسويق، فيما ستُخصص باقي المجمعات للاستخدام العام أو الخاص.

مشروع تهويدي

الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن هذا المشروع التهويدي يستهدف طمس المعالم والآثار العامة في القدس المحتلة، وتشويه تاريخها ووجهها الحضاري عبر إقامة أبراج عالية، ومراكز ترفيهية وتجارية ضخمة تخدم المستوطنين.

ويضيف أبو دياب، في حديث لوكالة "صفا"، أن "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال صادقت الأسبوع الماضي على المشروع، والذي سينفذ على عدة مراحل، مستهدفًا المدخل الشمالي الغربي للقدس وربطه بشطرها الغربي، وصولًا إلى بعض القرى المقدسية المهجرة عام 1948.

ويشير إلى أن حكومة الاحتلال تقوم بمشاريع ضخمة لربط مدن وقرى فلسطين التاريخية مع بعضها البعض، وزيادة الاستيطان بشكل كبير، وإقامة الشوارع والبنية التحتية، والمراكز التجارية والمباني والأبراج العالية في القدس، وغيرها.

ويعتبر هذا المشروع من أضخم المشاريع التهويدية في المدينة المحتلة، والذي سيغير وجهها كاملًا، ويمحو معالمها وتاريخها العريق، ويطمس واجهتها العربية والإسلامية، وحقيقة وجودها كمدينة لها امتدادها العربي الأصيل.

خنق المقدسيين

ويوضح الباحث المقدسي أن المشروع التهويدي يمثل نوعًا من محاولة استكمال صبغ القدس بصبغة يهودية استيطانية، في المقابل، محاربة الوجود الفلسطيني فيها، وخنق المقدسيين اقتصاديًا، عبر توفير فرص عمل كبيرة للمستوطنين بالمدينة.

ومن شأن هذا المشروع الضخم، التعدي على ممتلكات وأراضي الفلسطينيين في القدس، والعمل على توسعة بعض شوارعها لربطها مع الشوارع المخصصة للقطار الخفيف والعام، وكل المواصلات التي تخدم المستوطنين، ومسح ما يُسمى بـ"الخط الأخضر" الفاصل بين الأراضي المحتلة عامي 1948 و1967.

ويؤكد أبو دياب أن الاحتلال سيعمل على إيجاد شبكة من المواصلات والطرق، لتسهيل وصول المستوطنين من أنحاء فلسطين التاريخية، إلى المدينة المقدسة.

ر ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك