أثار تصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف "ايتمار بن غفير"، بالبدء بعملية "السور الواقي 2" في مناطق شرقي القدس، بعد تنفيذ عملية الدهس مساء الجمعة، موجة من السخرية في صفوف كبار ضباط الشرطة السابقين.
وجاء على لسان ضباط احتياط في الشرطة الإسرائيلية وفق رصد وترجمة وكالة "صفا" أن "بن غفير ليس لديه أدنى معرفة بالواقع الأمني على الأرض"، مشددين على أن تصريحاته فارغة من مضمونها وتتسبب بالكثير من الأضرار الأمنية.
ونقل على لسان مفتش عام الشرطة الأسبق "موشي كرادي" قوله إنه "يستبعد القيام بحملة عسكرية شرقي القدس وذلك على ضوء أن الخصم غير معروف في ظل سيطرة طبيعة العمليات الفردية على موجة العمليات خلال السنوات الأخيرة حيث يتخذ المهاجمون قرار تنفيذ العملية في لحظة من الزمن لا يمكن توقعها".
وأضاف "قد يتم القيام بحملة ما شرقي القدس ولكن أن تقارن ذلك بعملية السور الواقي يدلل على عدم دراية أمنية مطلقة، فالشرطة تقوم بهكذا حملات في الأحوال المعتادة وليست بحاجة إلى تصريحات، نقوم بذلك بهدوء حتى نتحاشى الانتقادات".
وقال وفق ترجمة "صفا": "التصريحات المتسارعة لبن غفير حول عملية السور الواقي 2 خلال يومين تدلل على أنه يفتقد للأهلية لهذا المنصب، كما أنه يفتقد للخبرة والخدمة العسكرية، هذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها وزير للخصم متى سنبدأ بالعملية العسكرية ومناطق تنفيذها وفي أية ساعة ونوعية القوات، هذا مثير للسخرية وكان يفترض أن يمر ذلك عبر الكابينت ويجب إشراك الجيش ومتخذي القرار بهذا".
وواصل "كرادي" هجومه على بن غفير وهذه المرة على خلفية تصريحات الأخير حول منع خبز "البيتا" عن الأسرى الفلسطينيين قائلاً: "حان الوقت ليتوقف هذا الوزير عن الانشغال بخبز البيتا وخبز اللفة والبدء بالتعرف على ما يخفيه الميدان، يبدو أن الوزير لا يعرف بأن القدس تم توحيدها في العام 1967 وسكان شرقي القدس أصبحوا سكان دولة "إسرائيل" بهويات زرقاء، دون حواجز وقيود، غالبية هؤلاء السكان يحركون عجلة اقتصاد القدس".
بينما هاجم قائد منطقة القدس الأسبق في شرطة الاحتلال تصريحات بن غفير قائلاً: لم يسبق أن كان هناك وزير أمن داخلي لا يفهم شيءً بمهام منصبه، كثير الكلام طيلة الوقت على حد تعبيره.
وقال "آرية عاميت" في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "بن غفير لا يفهم بالأمن الداخلي ولا يناسب هذا المنصب في الوقت غير المناسب".
وأضاف عاميت، أن بن غفير لا يفهم ما هي العمليات العسكرية ولا في إدارة المعارك ولا يعرف كيفية التعامل مع "الإرهاب"، لافتاً إلى أنه لم يتجند مطلقاً للجيش ولا الشرطة وكان في الجانب الآخر المعادي للجيش وللشرطة وأنه يعرف فقط الصراخ على الشرطة ويكثر الصراخ وهذا يتسبب بالضرر البليغ للأمن الإسرائيلي.
ونفى الضابط وجود إمكانية عملياتية لشن هكذا عملية شرقي القدس قائلاً:" لا يعرف بن غفير ما هي الشرطة ولا يعرف كيفية مواجهة المشاكل، جميع التصريحات بإغلاق منازل منفذي العمليات فارغة من مضمونها، هل يتخيل أحدكم أن الفلسطيني المستعد للموت في العملية سيهمه إغلاق منزله بعد وفاته !!، أو أنه سيهتم بتمرير قانون إعدام منفذي العمليات بعد مصرعه!!".
وواصل الضابط هجومه قائلاً:" بن غفير صفر مكعب ويتسبب بالضرر طيلة الوقت، وهذا تصريح سخيف آخر، لن تكون هنالك أي عملية كبيرة ونحن أيضاً قبل شهر رمضان والقيام بهكذا عملية عبارة عن أزمة كبيرة".
انتقادات في الدوائر الأمنية
أما على صعيد الدوائر الأمنية الإسرائيلية فقد قوبل تصريح بن غفير بانتقادات لاذعة، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم عن عملية السور الواقي إنها نفذت ضد خلايا عسكرية في الضفة الخاضعة للسلطة الفلسطينية، مشددين على أن شرقي القدس تابعة لحكومة الاحتلال وسيادتها وجميع العمليات التي خرجت من شرقي القدس كانت فردية ولا يمكن اكتشاف منفذيها عبر معلومات استخباراتية.
كما أن تصريحات بن غفير جاءت مفاجئة أيضاً للمستوى السياسي الإسرائيلي كونها صدرت دون تنسيق مع الكابينت أو رئيس الحكومة والوزراء.
وهاجم مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى بن غفير قائلاً: إن تصريحاته لا يمكن ترجمتها على الارض وأن جميع ذوي الاختصاص يعلمون أنه لا يمكن القيام بعملية واسعة النطاق خلال يومين".
وكان بن غفير قد صرح على الإعلام بعد عملية اليوم التي قتل فيها إسرائيليان دهساً وأصيب5 آخرون بأنه أصدر تعليماته للشرطة بالاستعداد لعملية السور الواقي 2 في مناطق شرقي القدس ابتداءً من يوم بعد غد الأحد.