قالت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، يوم الخميس، إنّ مئات اللاجئين الفلسطينيين ما زالوا عالقين تحت أنقاض منازلهم المدمرة في الشمال السوري جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة الإثنين الماضي، مؤكدًا أن عمليات البحث عن مفقودين جارية حتى اللحظة.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي في المجموعة فايز أبو عيد، في تصريح خاص لوكالة "صفا"، أنّ "هول الكارثة ما زال يطغى على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على حدٍ سواء، في سوريا وتركيا".
وأكد أنّ الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والشمال السوري، مأساوية وكارثية للغاية؛ نتيجة عدم وصول المساعدات الكافية لأهالي المخيمات، الذين باتوا يسكنون الخيام، بعد فقدان معظمهم بيوتهم وعائلاتهم.
وقال أبو عيد: "بحسب التحديثات التي أجرتها مجموعة العمل ومواكبتها للأحداث خلال الأربعة أيام الماضية، هناك تضارب في أعداد الضحايا؛ بسبب وجود المئات تحت الأنقاض لم يتم إنقاذهم حتى اللحظة، ولم يُعلن عن وفاتهم".
وأشار إلى أنّ عدم وصول فرق إنقاذ متخصصة، وانعدام الأدوات المتطورة التي يمكنها إزالة الركام، أعاق إخراج اللاجئين من تحت الأنقاض حتى اللحظة، "فالأهالي يزيلون الركام بأيدهم باستخدام أدوات بسيطة لإنقاذ أبنائهم".
وذكر أنّ الحديث يدور الآن حول وفاة 6 لاجئين فلسطينيين من عائلة "أبو راشد"، لم يتم التعرف على أسمائهم، بالإضافة إلى وجود عدد من المفقودين من العائلة نفسها، يجري البحث عنهم، وهم من مدينة جبلة السورية جنوب اللاذقية.
وأكد أبو عيد توثيق المجموعة أسماء 29 فلسطينيًا توفوا جراء الزلزال، منهم 20 لاجئًا من الشمال السوري بمنطقتي "جنديرس" شمالي حلب، و"سلقين" بريف إدلب.
وفي مخيم الرمل باللاذقية، وثقت المجموعة وفاة 6 لاجئين فلسطينيين تحت الأنقاض، في وقت ما زالت عمليات البحث جارية عن مفقودين.
أمّا في مخيم النيرب بمدينة حلب، فسجلت المجموعة وفاة طفلتين فلسطينيتين، وما زال طفل فلسطيني من عائلة "عباس" في العناية المشددة.
وفي أنطاكيا التركية، توفيت اللاجئة الفلسطينية رندة الحسين، وهي من أبناء مخيم النيرب، فيما تم إنقاذ زوجها أمجد القاضي من تحت الأنقاض، وفي مخيم العائدين بحمص سُجلت حالة وفاة واحدة.
وحول أوضاع اللاجئين بعد الزلزال، قال أبو عيد: إنه "تم تجهيز أماكن آمنة في مخيم حندرات بحلب، وهي عبارة عن غرف جاهزة، تم وضعها في ملعب المخيم لإيواء المتضررين من الزلزال".
ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإنّ حوالي 57 ألف لاجئ من فلسطين تضرروا من الزلزال في سوريا، متوقعةً أن يزداد عدد الوفيات بشكل كبير مع تقدم عمليات البحث والإنقاذ.
وفي شمالي سوريا، الذي يتواجد به نحو 62 ألف لاجئ من فلسطين يعيشون في مخيمات اللاذقية والنيرب وعين التل وحماة، تقدر "أونروا" أن حوالي 90% من هذه العائلات بحاجة للمساعدة، بسبب الزلزال.