تشهد مدينة القدس المحتلة أوضاعًا متوترة للغاية، وتصاعدًا كبيرًا في حدة الاعتداءات والمواجهات مع قوات الاحتلال، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وتحديدًا المسجد الأقصى المبارك.
وأبرز نقاط المواجهة تركزت في بلدات سلوان، صور باهر، الطور، وادي الجوز، جبل المكبر، العيسوية، ومخيم شعفاط، وتخللها إطلاق كثيف للأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، في المقابل، تصدى الشبان للقوات بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والألعاب النارية.
وفي إطار سياسة العقاب الجماعي، أغلقت قوات الاحتلال الأحد، منزل عائلة الشهيد علقم في بلدة الطور شرقي القدس، بالأدوات الحديدية واللحام، بعدما أفرغته من محتوياته، تمهيدًا لهدمه.
وتسود حالة من التوتر والترقب الشديدة المدينة المقدسة، مع شروع سلطات الاحتلال بتنفيذ مخطط لهدم 14 منزلًا، بدأتها أمس، بهدم منزل يعود لعائلة مطر في بلدة جبل المكبر، بحجة البناء دون ترخيص، علمًا أنه مُشيد منذ 15 عامًا.
وبحسب قناة "ريشت كان" العبرية، فإنه وبإيعاز من وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير"، بدأت عملية الهدم هذا الصباح، بإشراف من بلدية الاحتلال في القدس.
أوضاع متوترة
المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن الأوضاع في القدس متوترة جدًا، وتشهد كل ليلة تصاعدًا في المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي تحاول كسر معنويات وشوكة المقدسيين، من أجل إرضاء المتطرفين الإسرائيليين.
ويضيف، في حديث لوكالة "صفا"، أن حكومة الاحتلال تريد الانتقام من أهل المدينة بالطرد والهدم والإبعاد، لذلك بدأت بإغلاق منزل الشهيد علقم، وهدم منزل عائلة مطر في جبل المكبر، والتهديد بطرد وسحب هويات عائلات منفذي العمليات، ومخصصات التأمين الوطني.
ويكشف عن إرسال المتطرف "بن غفير" رسالة لبلدية الاحتلال لتسريع عمليات الهدم وزيادتها، وطلب قائمة بأسماء المنازل المبنية دون ترخيص في المدينة، متوقعًا إقدام الاحتلال على ارتكاب "مجزرة هدم" بالمدينة خلال الأيام القادمة.
ويسعى الاحتلال-وفقًا لأبو دياب- إلى زيادة محاولات اقتلاع المقدسيين، وتفريغ القدس من أهلها، وكذلك الاستيلاء على مزيد من المنازل والأراضي الفلسطينية فيها، بهدف تركيعهم وكسر شوكتهم التي لن يستطيع أن ينال منها مهما فعل.
وحولت شرطة الاحتلال القدس إلى ثكنة عسكرية، وعززت من تواجد عناصرها ووحداتها الخاصة في كل مكان، عقب عمليتي القدس.
وبنظر أبو دياب، فإن "عسكرة القدس أصبح هدفًا مهمًا لحكومة الاحتلال تريد تحقيقه على الأرض، عبر الانتشار المكثف لعناصرها وكافة وحداتها في المدينة، لطمأنة المستوطنين، وظنًا منهم أن ذلك سيمنع تنفيذ أي عمليات أو انفجار الأوضاع بالمدينة".
صمود المقدسيين
وانتشار عناصر الشرطة بهذه الكثافة- كما يحذر أبو دياب- ينذر بمزيد من المواجهات والاحتكاكات مع قوات الاحتلال في القدس، التي تشهد كل أحيائها وبلداتها مواجهات ليلية.
ويتوقع أن تتجه الأوضاع في المدينة للتصعيد بشكل أكبر، لأن هدف حكومة الاحتلال المتطرفة طرد المقدسيين وإبعادهم عن المدينة المحتلة من خلال استعمال مزيد من القوة.
لكنه يؤكد أن هذه الإجراءات والاعتداءات لن تنال من صمود وثبات المقدسيين، ولن تثنيهم عن الدفاع عن مدينتهم وممتلكاتهم والاستمرار في مطالبة حقوقهم.
وما قرارات " الكابينت" الإسرائيلي ضد منفذي العمليات بالقدس إلا دليل على إفلاسها وفشلها وتخبطها في مواجهة مثل هذه العمليات، لكن هذه السياسة لن تجدي نفعًا في ردع المقدسيين. كما يرى الباحث المقدسي
ويبين أن حكومة الاحتلال تحاول استغلال أي ظرف من أجل تحقيق أهدافها في تصفية الوجود الفلسطيني في القدس، وتفريغها من أهلها، باستمرار سياسة التهجير والطرد.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال سحبت منذ احتلالها المدينة عام 1967 هويات 20 ألف فلسطيني وأبعدتهم عن المدينة، وربما تريد اليوم زيادة العمل بهذه السياسة.
صفيح ساخن
وأما المختص في شؤون القدس جمال عمرو فيقول لوكالة "صفا": إن" القدس باتت على صفيح ساخن، إذ تتعرض لأبشع صور التهويد والأسرلة، بالإضافة إلى اشتعال أحيائها بالمواجهات الليلة مع قوات الاحتلال، ناهيك عن عمليات الهدم والتهجير القسري".
ويضيف "نحن أمام عمل إجرامي ميداني في المدينة، بعدما أصدرت حكومة الاحتلال عدة قرارات ضد منفذي العمليات، بدأتها بإغلاق منزل الشهيد علقم، بالإضافة إلى تصاعد الاعتداءات والمواجهات، وهدم المنازل وغيرها".
ويوضح أن شرطة الاحتلال عززت من نشر وحدات "اليمام" بأنحاء القدس، بهدف التنكيل أكثر بالمقدسيين، وتضييق الخناق عليهم، وتزايد حالات القتل.