web site counter

إحدى ضحايا مجزرة جنين

من شرفة منزلها.. رصاصات الاحتلال تغدر بالمسنة عبيد

جنين - خاص صفا

على أصوات القنابل والبارود استيقظت المسنة ماجدة عبيد فزعةً لتسارع إلى نافذة البيت لمعرفة حقيقة ما يحدث حتى أصابتها رصاصات إسرائيلية غادرة.

واستشهدت عبيد يوم الخميس الماضي برفقة 8 مواطنين بنيران قوات الاحتلال التي ارتكبت مجزرة دامية في مخيم جنين.

والشهيدة ماجدة أُم لـ6 بنات وشاب وحيد يدعى زيدون، ورغم فرحتها بزواجه وسعيها لذلك طوال حياتها، فقد عايشت الحزن الكبير بعد وفاة إحدى بناتها العام الماضي.

لحظات عصيبة

لم يتوقع عمر عبيد زوج الشهيدة، أن ترحل رفيقة دربه قائلاً: "هي أعز ما أفقد".

ويذكر لوكالة "صفا"، "توفيت إحدى بناتي قبل سنين لكن هذا اليوم يؤلمني أكثر حينما أفقد زوجتي وأم أولادي التي عشت معها 35 عامًا".

ويقول عبيد: "أعاني منذ سنوات من أمراض مزمنة ولكن لم أتألم منها كما عانيت وتألمت اليوم".

ويرى لحظة تلقيه الخبر قائلا: "كنت في عملي بالقدس المحتلة وعندما وصلني الخبر لم أصدق ماذا حدث ولم أتصور ماذا يجري في بيتي وكان يومها الخميس المعروف بالاكتظاظ المروري وأزمات السير".

ويتابع عبيد: "عدت من القدس ووصلت إلى بيتي بعد صلاة المغرب بمشقة وتعب وعناء السفر حيث الطريق طويلة ومليئة بالمركبات، ولكن كانت روحي تطير بأسرع من الوقت لكي أصدق ما جرى".

ويشير إلى أنه وصل إلى البيت وشارك بتشييع زوجته ورغم ذلك لم يزال غير مصدق أنه فقد "أنيسة حياته".

ويواصل عبيد، "لم أتحمل ذلك ولم أعد أحتمل في حينها بالتزامن مع مروري من حارتنا والبيت القريب المستهدف من الاحتلال يصعب عليّ تصديق رحيل زوجتي ويصعب عليّ تصور الحارة التي تركتها وعدت إليها متغيرة معالمها".

وبحسرة، يتذكر عمر اللحظات الجميلة التي عاشها مع زوجته قائلاً: "عشتُ معها على الحلوة والمرّة وكابدنا معيشة الحياة في هذا المخيم مررنا بأيام جميلة ومريرة وصعبة وهينة والحمد لله أصبح لدينا بعد الأولاد أحفادا".

أمنية تحققت

تقول كفاية عبيد ابنة الشهيدة ماجدة: "أعددت نفسي للذهاب إلى عملي وكنت تركت والدتي تصلي صلاة الضحى نزلت من الطابق الرابع إلى مدخل البيت وسمعت صوت إطلاق نار على المنزل وسمعت صوت انقلاب كرسي فرجعت مسرعة نحو والدتي فوجدتها ملقية على الأرض تنزف دما".

وتضيف في حديثها لمراسل وكالة "صفا"، "أسرعت نحو والدتي ووضعي يدي نحو رقبتها حيث كانت تنزف حاولت وقف النزيف دون جدوى وبعد لحظات وصلنا متطوعين الإسعاف ونقلوها إلى المستشفى ولم نستطع اللحاق بها".

وتروي عبيد أن إطلاق النار تواصل بشكل عشوائي أثناء نقل والدتها إلى المستشفى في حين اخترقت الأعيرة كل نوافذ المنزل واستقرت بالجدران الداخلية.

وتكمل، "بعد مضي وقت رأيت عدة شبان أمام منزلنا ويتحدثون ويخفون أمر ما، فتوقعت استشهاد والدتي وبالفعل وصلني خبر ارتقائها عن طريق الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي".

وتلفت كفاية إلى أن والدتها كانت تريد أن تنظر من نافذة المنزل لترى ماذا يحصل في المخيم وما إن فتحت قليلاً حتى باغتتها رصاص القناصة فجأة وما زال دمها على أرض المنزل.

وتتابع، "تركتها وهي تصلي صلاة الضحى وكانت تردد الدعاء لشباب المخيم بالحماية".

وتؤكد عبيد أن والدها كانت تتمنى أن يختم الله حياتها بالشهادة وتدعو الله دائما أن يرزقها الله بها.

ويغزو الحنين قلب كفاية وهي تتحدث عن "أجمل أيام" عاشتها مع والدتها الشهيدة ووالدها وأخواتها الخمسة وشقيقها.

وتواصل: "الكل يعرف من هي أم زيد في المخيم فهي معروفة بابتسامتها وحنانها وطيبتها وكانت تحمل روح مرحة ويذكرها الجميع بكل خير".

م ش/م ز/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام