web site counter

آلاء بواقنة.. قصة بطولة رغم استشهاد والدها في جنين

جنين - خاص صفا

يخبئ حدث استشهاد المعلم جواد فريد بواقنة (59 عامًا) رفقة الشاب أدهم جبارين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة قبل أيام، قصة بطولة تحت أزيز الرصاص وأعين القناصة.

تلك البطولة سطرتها "آلاء" ابنة الشهيد جواد بواقنة التي حاولت إنقاذ الشاب جبارين واستشهد والدها أمام ناظريها.

واستشهد بواقنة وجبارين يوم الخميس الماضي بعد إصابتهما برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على مخيم جنين.

تسرد آلاء بواقنة ابنة الشهيد جواد قائلة: "صحونا من نومنا على صوت صافرات الإنذار في مسجد المخيم الذي يبعد عنا مئات الأمتار هذا الصوت المنبعث من أبواق مئذنة المسجد معلنا دخول الاحتلال للمخيم".

وتضيف "تعودنا على هذا الصوت وأصبح جزءا من حياتنا اليومية".

وتكمل "بعد مرور وقت على الاقتحام وعندما علمنا على مواقع التواصل الاجتماعي بانسحاب قوات الاحتلال قال لنا والدنا بأن علينا العودة إلى النوم، وأن الأمور ستسير كالمعتاد في ذلك اليوم خاصة أنه مرّ دون وقوع شهداء أو إصابات".

وتتابع بواقنة "بعد لحظات سمعنا صوت إطلاق نار، فحاول أبي تنبيه شباب المخيم من وجود قناصة في المباني العالية على أطراف المخيم".

وتمضى قائلة: "ثم سمعنا صوت صراخ الناس يتحدثون عن وجود جريح ويستغيثون بسيارة الإسعاف التي منعها الاحتلال من دخول المخيم".

ثم ما لبثت آلاء أن نظرت من نافذة المنزل حتى رأت شابًا مصابًا قرب منزلهم، فنزلت إليه وهو ملقى على ظهره وطلبت أن يساعدها في سحبه، حسبما تقول.

وتذكر "بدأت بسحبه باتجاه البيت وخلال هذا الوقت سمعت صوت أقدام أبي على الدرج مسرعًا إليّ فطلبت منه مساعدتي في سحب الشهيد أدهم جبارين وكان حينها مصابًا بحالة خطيرة".

وتتابع بواقنة "ونحن نسحب الشهيد أدهم شعرت بدفعة خفيفة من والدي على كتفي وكان نظري باتجاه المصاب وتفاجأت بصوت أخي فريد أبي أصيب أبي استشهد".

نظرت آلاء إلى والدها ووجدته في وضعية سجود على الأرض وظنت حينها أنه أخذ الأرض ليحمي نفسه من رصاص قناصة الاحتلال.

وتتابع، "كان والدي يلبس بلوزة بيضاء وبدأت تمتزج باللون الأحمر شيئا فشيئا فتركت أدهم وأسرعت إليه وطلبت منه نطق الشهادتين".

أجزاء من الثانية بعد ذلك حتى بدأت آلاء بإحساس أن والدها فارق الحياة حينها كان أفراد أسرتها داخل البيت وأبيها على عتبته، وفق ما تقول.

وتقول:" ازدادت كثافة إطلاق الرصاص باتجاهنا فصعب علينا إدخال أبي والشاب جبارين إلى البيت".

وتردف: "بعد محاولات عديدة وبمساعدة أهلي أدخلناهما إلى البيت مع وصول مسعف متطوع في المخيم، وسألت المسعف عن حالة والدي ولم يجبني فأدركت أنه استشهد، ثم نقلناه داخل السيارة إلى المستشفى وكنت في حالة دون وعي لكمية الرصاص وآليات الاحتلال المحاصرة للمخيم واوصلته لمستشفى ابن سينا ولم أذكر كل تفاصيل اقتحام المخيم حينها".

ثم تروي آلاء: "عندما وصلت المستشفى لم يستطع أهلي من الوصول وحرموا من لحظات الوداع المؤلمة التي عشتها لوحدي وستبقى محفورة في ذاكرتي".

وتشير إلى أن والدها استشهد وهو أعزل ولم يحمل السلاح، في مشهد يؤكد أن الاحتلال لا يفرق بين المقاوم والأعزل.

وتنهي حديثها بالقول: "أنا البنت البكر لوالدي مع 3 شقيقات وشقيقين واسم آلاء مرتبط باسم جواد ودرست نفس تخصص والدي (التربية الرياضية) وزاملته في التربية لنفس التخصص".

م ت/م ز

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام