تواجه وسائل الإعلام الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية انتقادات لتجاهلها تطورات ملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة، في ظل تساؤلات عن تغييبها قضية مهمة تتصل بمصير نحو 5 آلاف أسير.
ومنذ أسر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس 4 جنود إسرائيليين منهم اثنين خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، وآخران دخلا القطاع في ظروف غامضة، تنأى وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية بنفسها عن التعاطي مع ملف هؤلاء الجنود.
وخلال السنوات الماضية أفرجت كتائب القسام عن معلومات مهمة تخص الأسرى الإسرائيليين لديها بهدف تحريك الملف والضغط على الاحتلال لإبرام صفقة تبادل أسوة بصفقة "وفاء الأحرار" التي جرت عام 2011.
وكان آخر ما كشفته "القسام" مقطع فيديو للجندي الإسرائيلي من أصول إثيوبية "أبراهام منغيستو" أمس الاثنين، وجّه فيها رسالة للحكومة الإسرائيلية ومطالبًا تدخلها للإفراج عنه.
وتضم منظومة الإعلام الرسمي هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تأسست عام 1994 مع إنشاء السلطة الفلسطينية، وتلفزيون فلسطين وإذاعة صوت فلسطين ووكالة وفا وجريدة الحياة.
وتجاهلت هذه المنظومة بكافة مؤسساتها، الرسالة الأخيرة التي نشرتها كتائب القسام، وما تبعها من ردود فعل إسرائيلية حول الأمر.
إعلان فشل
ويقول المحلل المختص بالشأن السياسي ذو الفقار سويرجو: "إن السلطة الفلسطينية عليها أن تفهم بأن نجاح المقاومة في إحداث اختراق بملف الأسرى ليس فشلًا لهم".
ويضيف خلال حديثه لوكالة "صفا"، "إذا كان لدى السلطة القدرة في إحداث اختراق آخر في هذا الملف والإفراج عن الأسرى، سيكون كل الفلسطينيين سعداء بهذا الإنجاز".
ويرى سويرجو، أن وسائل الإعلام التابعة للسلطة تتجاهل الموضوع "لأنهم يعتبرون أن أي اختراق تحدثه المقاومة في هذا الملف، هو إعلان فشل لهم وأنهم لم يقدموا شيئا للأسرى بعلاقاتهم ووسائلهم الدبلوماسية والتنسيق الأمني".
ويتابع "هم يتمنون عدم النجاح ولا يكترثون بالإفراج عن الأسرى بقدر ما يكترثون بعدم تحقيق المقاومة أي اختراق في ملف الأسرى".
وحول الفيديو الذي نشرته "القسام" للجندي "منغستو"، يعتقد سويرجو أن "الملف الحالي يختلف عن الملفات السابقة كون أن الجنود المؤكد أنهم على قيد الحياة ليسوا من ذوي البشرة البيضاء".
ويستدرك "لكن رغم ذلك، فإن المقاومة تدير الملف ببراعة عالية وعلى الأقل فهي تضع كل الاحتمالات على الطاولة، بمعنى أنه في حال لم تنجح الصفقة فهي استطاعت إحراج حكومة الاحتلال وخلقت حالة من الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي".
ويرى سويرجو "أن الأخطر من ذلك هو المساس بشخصية الجيش الإسرائيلي الذي كان بالسابق يُعتقد أنه محاط بهالة إعلامية قوية واحترام كبير في المجتمع الإسرائيلي".
أجندات إعلامية
من جهته، يرى رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن "كل وسيلة إعلام لديها توجه وسياسة وأدوات تحدد من خلالها الخبر المهم من غير المهم".
ويقول فارس، في حديثه لوكالة "صفا": "من الممكن أن يتم اعتبار موضوع الكشف عن مصير الجنديى المأسور لدى القسام –منغستو-أمر غير مهم لوسيلة إعلامية محددة لأن مصيره محسوم سابقًا".
ويضيف "لو جرى أي حديث جدي حول تقدم في عملية التبادل وأصبح هناك حديثًا عن أرقام وعناوين وأسماء حينها تفرض القضية نفسها على أي وسيلة إعلام، وحينئذ أي وسيلة تتجاهل الأمر فهي تشطب نفسها عمليًا".
ويؤكد فارس أن الأسرى يرون أن أملهم الوحيد في إطلاق سراحهم عبر إجراء صفقة تبادل مع الاحتلال.
ويشير إلى أن ثقة الأسرى تزعزعت في الآونة الأخيرة بإمكانية إبرام صفقة تبادل وازنة وذات قيمة.
ويتابع رئيس نادي الأسير "الأسرى مستاؤون مما يحدث في الآونة الأخيرة، ويرون أنه آن الأوان للإفصاح عما لدى المقاومة إن كان الجنود المجهول مصيرهم أحياء أم في عداد الموتى".
ويعتقد فارس أن "المقاومة نجحت بالتكتيك الذي تعتمده حاليا، ولكنها لا تستطيع للأبد أن تنجح فيه، في وقت سوقت فيه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لمجتمعها أن الجنديين الآخرين "هدار وشاؤول" عبارة عن جثث، بينما "منغستو" وهشام السيد ليسا موضوعين رئيسين بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي لأنهم لم يؤسرا خلال الحرب".
وبثت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس الاثنين، رسالة مصورة للجندي الأسير لديها "أبراهام منغستو".
وحظي المقطع المصور الذي نشرته "القسام" للجندي الإسرائيلي "منغستو" باهتمام إسرائيلي رسمي وشعبي كبيرين.