انطلقت صباح الثلاثاء في غزة فعاليات المؤتمر العلمي الأول، تحت عنوان "التعليم العالي في فلسطين- تحديات وتطلعات"، بتنظيم من المركز الفلسطيني للأبحاث والدراسات - مرصد، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي.
وافتتح وزير التربية والتعليم الأسبق ناصر الشاعر كلمته بالمؤتمر بتحية المؤتمرين والثناء على حرصهم على الحياة ما استطاعوا إليها سبيلًا رغم المؤامرات، وفق متابعة وكالة "صفا".
وأكد الشاعر أنّ المؤتمر العلمي خير شاهد على التميز والإبداع للتعرف على واقع التعليم العالي، والذي يمثل عصب الحضارة وأساس التقدم للأمم والمجتمعات.
ودعا لإدارة حوارات معمقة حقيقية حول الواقع العلمي ومؤسساته العلمية كما هو دون تزيين أو إخفاء للعيوب، مؤكدًا على الحاجة الماسة إلى المزج بين الاهتمامات العلمية المختلفة والأكاديمية بمعادلة ناجحة.
من جانبه، أشار رئيس اللجنة العلمية، محمد عسقول، خلال الجلسة الافتتاحية، إلى الإقبال الكبير من الباحثين للمشاركة في المؤتمر العلمي وهو ما عكسه حجم المشاركة الفاعلة للأبحاث العلمية، حيث وصلت لجنة المؤتمر 90 ورقة علمية.
وأوضح عسقول أنهم قبلوا40 ورقة، بما يتوافق مع مبادئ المؤتمر، ثم عرضوا للتحكيم العلمي، إلى أن خلص القبول لـ20 ورقة علمية.
بدورها، ذكرت رئيس المؤتمر جميلة الشنطي، وفق متابعة وكالة "صفا"، أنّ قطاع غزة مليء بالتحدياتِ والصعاب، موضحةً أنّ القطاع يضم 8 جامعات، و15 كليةً ومعهدًا، يقدمون انسجامًا متحدًا، وتعاونًا مستمرًا، وتفاعلاً حيويًا.
ولفتت الشنطي إلى الأزمة المالية التي تعاني منها أكثر الجامعات الفلسطينية، إلى جانب المعاناة من التنسيقٌ بين مخرجات الجامعات وحاجات السوق المحلي، والحاجات الاقتصادية عامةً، لاسيما من أجلِ توفيرِ فرص عمل، إضافةً إلى ضعف ربط نتائج البحث العلميّ بمؤسساتِ الإنتاج.
وأضافت "غزة تعتمد في قطاع التعليم العالي على المساعدات الخارجية، ونعاني من المركزيةُ في اتخاذ القرارات، ونواجه واقعًا يسيطر عليه الروتين الإداريِّ الذي يقتلُ روحَ العمل".
وشددت الشنطي على الحاجة الضرورية لربط القطاع التعليميِ بالاقتصادِ الوطني، وتوفيرِ الإمكانات اللازمة؛ لتفعيل البحث العلمي؛ كي يأخذَ دورَه في عملية البناء.
وتابعت "نحن بحاجة إلى تعزيز تطبيقِ قوانين التعليمِ العالي؛ لضبط الأوضاع الأكاديمية والإدارية والمالية في الكليات والجامعات.
وأوصت الشنطي الجامعات، بضرورةُ تطبيق معاييرِ الجودة، ومواكبة تحديثات التكنولوجيا، وتأملت أن يخرج هذا المؤتمر برؤى تَرقَى إلى التحسين والتجويد والمعالجة الحقيقية، لمجالس الجامعات، علَّها تفتح لهم نافذة؛ للارتقاءِ بمؤسساتهم.
من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أنّ المجتمعات الواقعة تحت الاحتلال والطامحة نحو الاستقلال هي أحوج ما تكون للتعليم.
ودعا هنية إلى تعزيز الثقافة الأصيلة والاستثمار في التعليم والبحث العلمي للانعتاق من الاحتلال، الذي يسعى إلى تجهيل الشعوب وربطها بثقافة المحتل.
وأكد هنية أن تطوير التعليم العالي والبحث العلمي من أولوياتنا الاستراتيجية، لتلبية الاحتياجات الوطنية، فهو يتيح بناء القدرات المحلية ويفتح المجال لجميع أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في علمية البناء والتحرير.
ولفت إلى أنّ العدد الكبير من الطلبة الملتحقين بالتعليم العالي، يدل على حيوية الشعب الفلسطيني والأمانة الكبيرة التي تقع على الأستاذة والمدرسين، مبينًا أنّ الاستقلال والحرية مرهونان بأشكال مختلفة من القوة الناعمة والخشنة.
وقال هنية:" إنّ الممر الإجباري لامتلاك قوة قادرة على إيلام العدو، هو امتلاك المعرفة وتوسيع دائرة البحث العلمي، وهذا يقع بشكل أساس على القائمين على المؤتمر العلمي الذين يهيئون أبنائنا في الانخراط في المسارات التي لها إسهام مباشر في حماية المشروع الوطني كاملًا غير منقوص، وفي مقدمته القدس وحق العودة وتحرير الإنسان".
وشدد على أنّ استثمار العقول وإعادة إنتاج المعرفة، هو أحد الأهداف المرجوة التي يجب أن نسعى إليها جميعًا، مؤكدًا أنّ مراكز الأبحاث أصبحت بنوك التفكير للدول المتقدمة وأصبح روادها هم من يرسمون السياسات العامة.
وأكد أنّ باب قيادة الحركة مفتوح لأي بحث أو رؤية تساهم في تطوير الأداء أو حل المشكلات.
وأضاف "يقع على عاتقنا جميعًا تطوير العلوم والتقنيات ومواكبة التطورات، وإعطاء فرصة أكبر للجامعات من أجل المشاركة في القرار، وعلى كل المستويات".
بدوره، ذكر محمد النوري في كلمته عن مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين _ ماليزيا، أنّ الدول العظمى لم تقام إلا بالعلم، ولم يؤخذ أي قرار إلا بالأبحاث العلمية، مؤكدًا أنهم يسيرون في نفس الاتجاه.
وأكد النوري، وفق متابعة وكالة "صفا"، على ضرورة عدم الاقتصار على ردود الفعل والقبول برواية العدو عنّا، والبدء بالتفكير العلمي معه، مؤكدًا استمرار دعمهم وحضورهم حتى نهاية الطريق والوصول للتحرير.
أمّا الوكيل المساعد في التعليم العالي، إبراهيم القدرة، بيّن أنّ الشعب الفلسطيني شق طريق البحث العلمي والتعليم العالي كسبيل لمواجهة الاحتلال.
وأوضح القدرة أنّ إجمالي عدد الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي بلغ نحو 100 ألف طالب.
ولفت إلى الحاجة الملحة للرقابة على الأبحاث العلمية ورسائل الماجستير وزيادة فرص الإقبال على التعليم المهني والتقني في غزة، مع وضع خطة جاهزة لفك الشهادات المحجوزة.