قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أن إقامة مهرجان انطلاقة حركة فتح في قطاع غزة السبت هو تجسيد للتعددية السياسية التي يجب أن تعمم في كل الأرض الفلسطينية.
وقال خريشة لـ"صفا": "هذا هو الشكل الطبيعي في التعاطي مع الفصائل من قبل السلطة الحاكمة، سواء في الضفة أو غزة، أما غير الطبيعي فهو المنع ووضع العراقيل وممارسة الضغوطات".
وأضاف: "من يؤمن بالتعددية السياسية والخلاف السياسي يصنع مثل ما رأيناه في قطاع غزة، وهذا نموذج يجب أن يحتذى لدى الجميع كل في مناطق نفوذه وهيمنته".
ورأى خريشة في حسن تعاون الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لتأمين المهرجان، بداية خير للعمل الجماعي الفلسطيني في إطار التعددية رغم حالة الخلاف والصراع.
وأضاف أن الصراع بين الفصائل لا يعني إمكانية إلغاء الآخر أو منعه من إقامة احتفالاته أو مناسباته الوطنية.
وقال: "هذا نموذج طيب، ونأمل أن يستمر هذا النفَس وهذه العقلية حتى نستطيع أن نقول أن لدينا في فلسطين ديمقراطية حقيقية".
ونبه إلى أن الديمقراطية ليست فقط صندوق الاقتراع، وإنما هي حرية الرأي والتعبير وحرية التجمع واحترام الأغلبية للأقلية والعكس، مضيفا: "هذا ما تجسد بالأمس، ونأمل أن يتم تجسيده في المستقبل في كل المناطق الفلسطينية".
واستبعد خريشة أن تلتقط السلطة في الضفة الغربية المحتلة هذه المبادرة والبناء عليها باحترام الحريات السياسية.
وقال: "للأسف لدينا نخبة قليلة العدد لكنها متنفذة ومتحكمة، وهي لا ترى إلا نفسها، وتريد أن تمارس ضغوطا على الآخرين بمن فيهم أبناء فتح، وهي لن تسمح بمثل هذا الأمر في الضفة إلا إذا تم تغيير هذه النخبة من خلال عملية ديمقراطية.
وأضاف: "هؤلاء لن يعتبروا مما حدث في غزة، بل سيستمروا بنفس النهج والعقلية لكونهم نخبة متنفذة غير منتخبة جاءت لتتحكم في الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية في ظروف استثنائية غير طبيعية".
وكانت حركة فتح قد نظمت السبت مهرجانها السنوي بذكرى انطلاقتها في ساحة الكتيبة بمدينة غزة، فيما ساهمت الأجهزة الأمنية في غزة بإتمام كافة الترتيبات الأمنية والتسهيلات لإنجاح الفعالية التي حضرها عشرات الآلاف.
وأشاد عددٌ من الحقوقيين والنشطاء بمستوى التنظيم والجهوزية للأجهزة الأمنية في قطاع غزة عبر نجاحها في تأمين فعاليات انطلاقة حركة فتح الـ58، عبر استنفار كافة أجهزتها الشرطية.
يذكر أن الأجهزة الأمنية في الضفة كانت قد شنت حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة لكوادر وأنصار حركة حماس في الضفة قبيل الذكرى ال35 لانطلاقة الحركة قبل ثلاثة أسابيع لمنعهم من إبداء أي مظهر من مظاهر الاحتفال بالذكرى.