اتهمت روسيا، يوم الإثنين، أوكرانيا بشن هجمات بواسطة طائرة مسيرة على أراضيها، وفي حين طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساعدة الهند في تنفيذ "صيغة سلام"، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن وزير خارجيته دميترو كوليبا قوله إن الحكومة الأوكرانية تهدف إلى عقد قمة سلام بحلول نهاية فبراير/شباط المقبل.
وفي وقت سابق، أعلنت موسكو إحباط هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدة أنغلز العسكرية في مقاطعة ساراتوف، كما أكد جهاز الأمن الفدرالي الروسي "إف إس بي" أنه "قتل مجموعة مخرّبين" حاولوا العبور من أوكرانيا إلى منطقة بريانسك الحدودية الروسية.
ولم تعلق السلطات الأوكرانية كالعادة على هذين الحادثين.
وكانت الطائرة المسيرة تحلق فوق قاعدة أنغلز الجوية الروسية، حيث توجد القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى، التي ربما تكون قد استُخدمت في استهداف مدن أوكرانيا وبنيتها التحتية.
وقالت الوزارة في بيان إن 3 جنود روس قتلوا جراء سقوط حطام الطائرة المسيرة. وأضافت أن معدات الطيران في المطار -الواقع جنوب شرقي العاصمة موسكو- لم تتضرر.
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام أوكرانية وروسية -صباح اليوم الاثنين- إن دوي انفجارات سُمع في قاعدة أنغلز الجوية الروسية، الواقعة على بعد مئات الكيلومترات شرق حدود أوكرانيا.
ويعدّ هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف القاعدة نفسها خلال شهر واحد.
وفي أول رد أوكراني على الانفجارات في القاعدة العسكرية الروسية، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إن الانفجارات المتلاحقة داخل الأراضي الروسية، هي نتيجة لما وصفها "بالأعمال الإجرامية للمحتلين" في بلاده.
وأضاف المسؤول العسكري الأوكراني أنه إذا اعتقد الروس أن الحرب لن تمسهم في العمق، فهم على خطأ، على حد تعبيره، ودعا للانتظار بضعة أيام حتى تُظهر صور الأقمار الاصطناعية حجم الانفجارات في قاعدة أنغلز، حسب قوله.
محاولة تسلل
وفي سياق متصل، قال جهاز الأمن الفدرالي الروسي إنه تم القضاء على ما وصفه بمجموعة تخريب أوكرانية، حاولت التسلل إلى مقاطعة بريانسك الروسية.
وأضاف جهاز الأمن الفدرالي -في بيان له- أن قوات الأمن اشتبكت مع المجموعة التخريبية المكونة من 4 أفراد، قبل القضاء على عناصرها.
وأكد البيان أن أجهزة الأمن الروسية عثرت على أسلحة ووسائل وأجهزة اتصالات أجنبية بحوزة المتسللين الأوكرانيين بعد قتلهم، إضافة إلى 4 عبوات ناسفة ذاتية الصنع.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 40 عسكريًا أوكرانيًا في هجمات لقواتها على المحور الجنوبي من مدينة دونيتسك (شرق أوكرانيا).
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت ورشًا لإصلاح أسلحة الجيش الأوكراني، في مدينة كراماتورسك شرقي إقليم دونباس.
قصف روسي
في المقابل، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية أكثر من 40 هجومًا من منظومات صاروخية على عدد من مناطق البلاد، مؤكدة أن القصف الروسي ألحق أضرارًا بأكثر من 25 بلدة.
وأضافت أن قواتها صدت هجومًا متواصلًا للروس على مناطق في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد.
وقالت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الأوكرانية إن إمدادات الكهرباء لا تزال تواجه نقصًا كبيرًا -اليوم الاثنين- مع فرض قيود على استهلاك الكهرباء في 5 مناطق أوكرانية وفي العاصمة كييف.
وقال الجيش الأوكراني إن 50 جنديًا روسيًا أصيبوا بجروح خطيرة في ستاروبيلسك بمنطقة لوغانسك.
وأضاف أن الطيران الحربي الأوكراني قصف خلال الساعات الماضية 5 مناطق يتجمع فيها الجنود الروس، فضلًا عن 9 نقاط تحكم روسية.
بدوره، قال حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكراني سيرغي غايداي إن القوات الأوكرانية لم تسيطر بعد على مدينة كريمينا، لكن القتال اقترب كثيرًا من مركزها.
وأضاف أن الجيش الروسي لا يملك القدرة على الهجوم من محاور مختلفة، خاصة من محور ليمان.
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة في باخموت أن تعزيزات عسكرية أوكرانية وصلت إلى المدينة، في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم الجبهة الشرقية الأوكرانية إن الجيش الروسي يستعد لتنفيذ هجوم معاكس في باخموت ولوغانسك وأفدييفكا.
وأضاف المتحدث أن الجيش الأوكراني اتخذ كل الاحتياطات في هذه المناطق.
قمة سلام
سياسيا، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قوله إن الحكومة الأوكرانية تهدف إلى عقد قمة سلام بحلول نهاية فبراير/شباط المقبل، وإنه يفضل أن تكون في الأمم المتحدة وأن يكون الأمين العام أنطونيو غوتيريش وسيطا محتملا، وفق تعبيره.
وأضاف كوليبا أن بلاده ستفعل كل ما في وسعها للانتصار في الحرب خلال عام 2023، وأن الدبلوماسية تلعب دورا مهما.
كما قال كوليبا إن جميع الحروب تنتهي بطريقة دبلوماسية وتكون نتيجة للتطورات في ميدان المعارك والحوار على طاولة المفاوضات.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الاثنين- إنه طلب مساعدة الهند في تنفيذ "صيغة سلام"، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وتأتي المحادثة في وقت تسعى فيه الهند إلى تعزيز العلاقات التجارية مع موسكو، بينما تفرض دول الغرب إجراءات جديدة لتقييد تمويل روسيا للحرب.
وكتب زيلينسكي -على تويتر- "أجريت مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي وتمنيت له رئاسة ناجحة لمجموعة العشرين".
وأضاف "لقد أعلنت صيغة السلام من تلك المنصة، والآن أعول على مشاركة الهند في تنفيذها".
وطلب زيلينسكي من دول مجموعة العشرين -الشهر الماضي- تبني صيغة السلام الأوكرانية المؤلفة من 10 نقاط وإنهاء الحرب. وستتولى الهند الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين لمدة عام.