يُحيي فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948، اليوم العالمي للغة العربية، في ظل حرب شعواء يتعرضون لها في لغتهم الأم، من المنظومة الإسرائيلية؛ بدءًا من رأس الهرم السياسي وحتى أقل جهاز أمني وتعليمي.
ويوافق اليوم، الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، اليوم العالمي للغة العربية.
وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر عام 1973 الاحتفال باللغة العربية، بإدخالها إلى لغات المنظومة الأممية المعتمدة، إلى جانب الإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية.
لكن "إسرائيل" تشنّ على هذه اللغة حربًا لم تضع أوزارها منذ قيامها على أرض الفلسطينيين في الداخل المحتل، من خلال عدة أدوات، على الصعيد التعليمي وحتى في الحيز العام وحياتهم الخاصة.
محاربة منذ قيامها
ويقول المختص بالشأن التعليمي وعضو لجنة المتابعة العليا لشئون التعليم في الداخل المحتل محمد فرحان لوكالة "صفا": "إن اللغة العربية محاربة في الداخل منذ قيام الكيان الإسرائيلي، من خلال مناهج التعليم والحيز العام".
ويضيف: "وصلت ذروة هذه الحرب حينما تم سنّ ما يسمى بقانون القومية في الكنيست، والذي عرّف إسرائيل بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي، وكان من بين بنوده إلغاء اللغة العربية كلغة رسمية في أراضي 48".
وبموجب القانون العنصري، تم تحويل اللغة العربية إلى لغة غير رسمية "خاصة"، ولم تكتف حكومة الاحتلال بذلك؛ فقد تبع القانون نتائج كارثية على الفلسطينيين ولغتهم.
وحسب فرحان، فإن حربًا شعواء تبعت هذا القانون العنصري، شُنت أولًا على كل لافتة وتعريف في كل مكان بالحيز العام، من شوارع ومؤسسات وجامعات ومدارس، وإحلالها بالعبرية.
كما مسّت المؤسسة الإسرائيلية الرموز وحتى الأماكن التاريخية وتم سرقتها وعبرنتها.
محاربة بـ"المناهج"
"إسرائيل تحارب هذه اللغة حتى في المناهج التعليمية داخل المدارس الفلسطينية في أراضي 48، فالبرغم من أنها تُدرس، إلا أن ما يقوم على وضعها للتدريس هم أصحاب سياسات عليا في "إسرائيل"، يقول فرحان.
ويوضح: "من يضعونها للتدريس يراقبونها، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد؛ بل إنهم يعملون على إضعافها والتقليل من شأنها، بالإضافة إلى المس بالعربية الفصحى في المناهج، أي أننا أمام تشويه للغة في مدارس عربية".
ويشير إلى ما يجري في منهاج "المدنيات" وما يتعلمه الطلاب من لغات عالمية عدة، باستثناء العربية.
ويستطرد حديثه "في هذا المنهاج يتم تعليم كل اللغات والتطرق لها، إلا العربية، فقد تم شطبها وعدم الحديث عنها، وكل هذا يحدث منذ المصادقة على قانون القومية المذكور".
ويشدد فرحان على أن الفلسطينيين في الداخل "أمام تحدٍ كبير في الإبقاء على اللغة العربية، ويلقي بالمسئولية الكبيرة أولًا على الأسرة".
ويضيف: "يجب على كل أسرة فلسطينية في الداخل، أن تعلم اللغة العربية لأبنائها، وترسخ انتماءهم لها كلغة أم".
كما تستوجب الحملة ضد اللغة العربية، القيام بمسئولية ودور كبير من مؤسسات المجتمع المدني في المجتمع الفلسطيني بالداخل، تتجسد –وفق فرحان- بالنضال من أجل إعادة هيبة اللغة، وإلا فسوف تستمر الحرب الشعواء ضدها، وصولًا إلى إلغائها تمامًا".