يُشارك وفد من المُهندسين الفلسطينيين من القدس المحتلة في ورشة علمية بمدينة فاس المغربية، تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف، بالتعاون مع وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس، وبدعم من وزارة إعداد التراب والوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة.
وتأتي الورشة تحت عنوان: "بين فاس والقدس: حماية العمارة الأثرية وصيانتها واجب مشترك للإنسانية"، وذلك في إطار زيارة الوفد للمملكة المغربية في الفترة ما بين 5 و12 ديسمبر الجاري.
ويضم الوفد الذي ترأسه أمين عام هيئة الرئاسة بجامعة القدس صفاء ناصر الدين، مديرة المكتب الهندسي بجامعة القدس أمال حسن، وعددًا من المعمارين والمحاضرين بالجامعة، وهم يارا السيفي، عمر يوسف، مها منصور، حسني قرط، إيهاب الأفندي، وعبد الرحمن الكالوتي.
وخلال الورشة، سيُعرض رئيس جمعية المهندسين المعماريين إبراهيم هندي، مشروع تلاقح العمارة الفلسطينية الأصيلة مع الطابع المغربي المتفرد، وتناغمهما بين فضاءات مبنى المركز الثقافي المغربي– بيت المغرب في البلدة القديمة للقدس.
وتُتوج أشغال هذه الورشة، التي تحتضنها "دار التازي"، مقر جمعية فاس سايس ومؤسسة روح فاس، بصياغة وثيقة مرجعية لترميم وصيانة المباني الأثرية في القدس، استلهاما للتجربة المغربية وللتجربة الفلسطينية في هذا المجال، تعتمدها وكالة بيت مال القدس، ضمن دليل المساطر والإجراءات، الذي ينظم تدخلاتها في قطاع الترميم والاعمار بالقدس.
ويُشارك فيها خبراء من وزارة الإسكان المغربية ومن "اليونيسكو" و"الإيسيسكو"، ووكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس وجمعية فاس سايس، بالإضافة إلى الهيئة المغربية للمهندسين المعماريين والوكالة الحضرية لفاس، وعدد من الأساتذة الباحثين المنتمين للجامعات وللمدارس العليا بالمغرب.
ويشمل برنامج الزيارة، جولة لوفد المُهندسين الفلسطينيين في عدد من المدن المغربية للاطلاع عن كثب على تجربة هذا البلد في مجال ترميم وصيانة المباني الأثرية في مدن الرباط وفاس على الخصوص، وأيضًا زيارة مناطق أخرى لاستكشاف التنوع المجالي والعمراني في المملكة بمدن ميدلت والرشيدية ووارززات (بالجنوب الشرقي)، ومنها إلى مراكش ثم الدار البيضاء.
يُذكر أن وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، تولي قطاع الإعمار والترميم أهمية خاصة رغم إمكانياتها المحدودة؛ وقد استثمرت لذلك، منذ انطلاقتها، ما يزيد عن 25.6 مليون دولار تتوزع على مشاريع الإقراض الفردي وبرامج ترميم المباني الأثرية، وإعمار البيوت القديمة، وتمويل مشاريع البناء الموجه للمنفعة العامة.