قال القيادي في حركة "حماس" حسين أبو كويك إن جرائم الاحتلال اليومية متواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، وتصاعدت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة.
وأكد أبو كويك في تصريح لوكالة "صفا" يوم الثلاثاء، أن صد هذه الجرائم يجب أن تواجه بوحدة وطنية حقيقية وإتمام المصالحة والالتزام بما صدر عن لقاء الجزائر، للرد على المشروع الصهيوني اليميني المتطرف.
لكنه أكد أن ممارسات السلطة وأجهزتها الأمنية في الضفة الغربية، لا تزال تعيق أي تقدم لعمل المقاومة ومشروع نهضتها ضد الاحتلال، "من خلال استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال وملاحقة المقاومين واعتقالهم والتحقيق معهم".
وأشار القيادي أبو كويك إلى أن السلطة تعمل في واد آخر بعيدًا عن هموم الشعب الفلسطيني ومعاناته، وهي مستمرة في التضييق على أي عمل مقاوم ضد الاحتلال، بل إنها تلاحق وتضيق على العمل النقابي في الجامعات وتعتقل الطلاب.
وعبر عن رفضه لما تقوم به قيادات السلطة وبعض قيادات حركة فتح في المرحلة الراهنة، في ظل نهوض حالة ثورية في محافظات الضفة.
وأوضح أبو كويك أنه وبدون وحدة وطنية سيكون الموقف الفلسطيني ضعيفًا جدًا، وخاصة أن السلطة بأجهزتها الأمنية تتعاون مع الاحتلال بهذا الاتجاه.
وبين أن مشروع التسوية والمفاوضات والتنسيق الأمني تكلل بالفشل الذريع، "ولا يمن لأي مشروع وطني ناجز أن ينبثق من خلال اتفاقية أوسلو التي وصلت إلى طريق مسدود".
وقال "لم يتبق أمام السلطة سوى التنسيق الأمني وهذه قضية خطيرة جدًا تضر بالشعب الفلسطيني وحاضره ومستقبله".
وتطرق أبو كويك إلى أن الحالة القائمة بحاجة إلى استنهاض وجهود مشتركة تحتاج إلى إعادة تشكيل الجسم الفلسطيني من خلال انتخابات تشريعية ديمقراطية ومجلس وطني ورئاسي، يستند إلى برنامج وطني لتوحيد الساحات في مواجهة الاحتلال الذي يستنفذ الأرض والمقدسات.
وطالب القيادي السلطة بالعودة إلى الحضن الشعبي والتنسيق الفصائلي، "من أجل الوصول إلى حالة من الوحدة مستندة على برنامج وطني كفاحي يتضمن تطوير المقاومة وتوسيعها بشكل حقيقي تنتفض فيها المدن والقرى والمخيمات، لا أن تكون مقاومة شعبية على مقاس السلطة، وبعيدة عن الملاحقة الأمنية".
وبين أبو كويك أنه جرى الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة في المرحلة الراهنة، إلا أن السلطة وفتح لم تلتزم به وأصرت على خيار التنسيق الأمني.
وقال "إن الرئيس أبو مازن صرح ومن خلال عشرات المواقف والتصريحات أنه لا يريد سلاح، ولا يريد مقاومة وينتظر مواقف المجتمع الغربي والرباعية والفتات الإسرائيلي، وأعلن في اجتماعاته مع قيادات الأجهزة الأمنية وشارك فيها قيادات من فتح مؤخرا، للتخطيط والتفكير كيف ينهيها".
وتساءل أبو كويك عن البديل أمام حالة التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق وحالات القتل اليومية، في ظل فشل الرهان على المجتمع الدولي والمفاوضات مع الاحتلال.
ولفت إلى أن السلطة ومن خلال خطابها الراهن، غالبًا ما تصرح إلى سعيها لإسقاط اليمين الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه هي على استعداد للتعامل مع حكومة اليمين.
لكن أبو كويك شدد على أن الحالة القائمة بحاجة إلى نهضة حقيقية تشارك فيها كافة الفصائل والأطياف لممارسة مقاومة فعلية حقيقية على الأرض بعيدة عن أي علاقة مع الاحتلال، وسماع خطاب حقيقي من قبل قيادات فتح والسلطة تكون مسموعة ترفض السير في ركب الاحتلال.
وأكد أن حركته جاهزة في أية لحظة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لقاء الجزائر واللقاءات الأخرى، والعمل بجدية مع كافة الفصائل والأطراف على الساحة الفلسطينية.