تترقب 11 عائلة مقدسية في حي واد قدوم ببلدة سلوان بالقدس المحتلة، بقلق وغضب، خطر هدم الاحتلال بناياتهم السكنية، بعد تسليمهم اخطاراً من بلدية الاحتلال يقضي بإخلاء البناية حتى السابع من شهر ديسمبر الجاري، من أجل تنفيذ عملية الهدم.
وتعيش العائلات في حالة من الخوف على مصيرهم بعد هدم بنايتهم التي يقطنوها منذ نحو ثماني سنوات، وتهجيرهم القسري مع أطفالهم على أيدي موظفي بلدية الاحتلال.
ويقطن في البناية المهددة نحو 95 فرداً، استنفذوا كل السبل لمحاولة منع أمر الهدم، وذلك في صراع طويل مع محاكم الاحتلال، وصلوا معها إلى طريق مسدود.
ومن المقرر أن تنفذ العائلات المهددة بهدم منازلها وقفة احتجاجية في ساحة بلدية الاحتلال غربي القدس المحتلة صباح يوم غدٍ الثلاثاء.
بلدية الاحتلال تخطر أصحاب بناية مكونة من 11 شقة يسكنها ما يزيد عن 90 فردا في واد قدوم ببلدة سلوان بالهدم📹 خاص صفا| بلدية الاحتلال تخطر أصحاب بناية مكونة من 11 شقة يسكنها ما يزيد عن 90 فردا في واد قدوم ببلدة سلوان بالهدم يوم 7/12/2022
Posted by وكالة صفا on Monday, December 5, 2022
عجز ومناشدة بالتضامن
ويقول عيد شاور أحد المتضررين من قرار الهدم لوكالة "صفا": "إن العائلات تفاجأت يوم الخميس الماضي بإرسال بلدية الاحتلال ورقة مع محاميهم تقضي باخلاء البناية بعد أربعة أيام حتى السابع من الشهر الجاري".
ويصف قرار هدم البناية بالظالم، مضيفًا "أنه يسكنه مرضى وكبار السن وأطفال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، سيتم تهجيرهم قسرًا من البناية، التي تم بنائها عام 2014".
ويؤكد أن أوضاع العائلات صعب للغاية، فهم "لا ينامون ليل ولا نهار من شدة التفكير بمصيرهم في حال هدمت جرافات الاحتلال منازلهم".
ودعت العائلات إلى تضامن المقدسيين مع ها في الوقفة التي ستنظمها غدًا، من أجل الضغط على بلدية الاحتلال وإيقاف قرار الهدم.
وحسب المتضررين، فإن بلدية الاحتلال فرضت عليهم شروطاً تعجيزية من أجل الحصول على تراخيص بناء للبناية، من بينها توفير أراض في محيط البناية.
ويقول شاور "إنه وبعد شراء الأرض وتجهيزها تفاجئوا بقرار البلدية بهدم البناية"، مؤكدًا أن العائلات استنفذت كافة الطرق القانونية، وأن كافة الاعتراضات رُفضت، ولا يوجد للعائلات أمل سوى الاحتجاج.
الشاب محمد برقان المتضرر أيضًا من هدم البناية، يقول "إن العائلات لم تتمكن من ترخيص البناية بسبب الشروط التعجيزية التي تفرضها بلدية الاحتلال بحقهم،وأهمها دفع مبالغ طائلة في ظل ظروفهم المعيشية الصعبة".
ويؤكد أن سلطة الاحتلال تهدف من هدم المنازل تهجير المقدسيين من مدينة القدس، كونهم فلسطينيين، بينما لو كان القاطنين مستوطنين لوفرت البلدية كافة التسهيلات لهم ليعيشوا بأمان.
ويناشد كافة الضمائر الحية أن تقف بجانب العائلات في محنتها ومصيبتها، معتبرًا أن الصمت على هدم المنازل المأهولة بالسكان، سيؤدي إلى تعزيز أهداف الاحتلال بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم قسرًا.
كما يقول شقيقه مؤيد: "نحن نعيش 9 أفراد في منزلنا منذ عام 2014 ولا يوجد لنا مأوى آخر،ومصيرنا العيش بالعراء".
ويصف القرار بهدم منازلهم بالجائر، مضيفًا أنه "رغم ممارسات بلدية الاحتلال بحقنا إلا أننا سنبقى مرابطين في أرضنا وبيوتنا بالقدس".
هدم الملك والإيجار
المقدسي إياد أبو صبيح، هو الآخر لم يكن يعلم بأن المنزل الذي استأجره للعيش فيه مع أفراد أسرته، بعدما هدمت سلطات الاحتلال منزله في حي عين اللوزة ببلدة سلوان قبل عامين، سيكون هو الآخر هدفًا للهدم والتهجير القسري.
ويقول أبو صبيح لوكالة "ًصفا" إننا تفاجئنا بقرار بلدية الاحتلال إخلاء البناية، تمهيدًا لهدمها الأربعاء القادم، بعدما رفضت المحاكم الإسرائيلية التأجيل أو تجميد الهدم".
ويوضح أن العائلات التي تقطن في البناية حاولت على مدار سنوات سابقة، الحصول على رخصة بناء عدة مرات، وأيضًا استصدار مخططات تنظيمية للبناية، إلا أن بلدية الاحتلال رفضت ذلك، وفرضت غرامات مالية على ساكنيها.
ويضطر المقدسيون للبناء شرقي القدس، دون الحصول على رخص البناء، في ظل القيود والإجراءات المشددة التي تفرضها بلدية الاحتلال إزاء ذلك.
ويضيف أبو صبيح "منذ إبلاغنا بقرار الإخلاء، ونحن نعيش في حالة توتر وقلق شديدة، خشيةً من تشريدنا مجددًا، بعدما هُجرت مع زوجتي وأطفالي ووالدي من منزلنا عام 2020، وعشت ذات المأساة والألم، حين أجبرتني بلدية الاحتلال على هدمه في حي عين اللوزة".
ويتابع بألم، "لا نعلم إلى أين سنذهب، ولا يوجد أي مأوى بديل لنا، حيث نجد صعوبة في الحصول على السكن، نتيجة الضائقة السكنية التي تعاني منها القدس، لكننا لن نتخلى عن بيوتنا، ولن نخليها أو نهدمها، وسنبقى صامدين في مدينتنا، حتى لو جرى تهجيرنا مرة أخرى".
ويشير إلى أن تهجير الفلسطينيين والمقدسيين من منازلهم سياسة احتلالية ممنهجة منذ عام 1948 حتى اليوم، وقد تصاعدت أكثر مع اعتراف الرئيس الأمريكي السابق رونالد ترمب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل."
ويؤكد أن الاحتلال يحاول الاستيلاء على المنازل والأراضي وطرد المقدسيين بالقوة، ودفعهم لمغادرة المدينة.