web site counter

انتشر مؤخرًا

تدريب المستوطِنات على السلاح.. أسلوب ميليشيات تقره "إسرائيل" لتنفيذ "مهمات قذرة"

الداخل المحتل - متابعة صفا

انتشرت مؤخرًا ظاهرة تدريب النساء المستوطنات على استخدام السلاح، وكان من بينهم زوجات قيادات في اليمين الإسرائيلي المتطرف، الفائز في انتخابات الكنيست الأخيرة، والذي يُبلور حكومة جديدة حاليًا.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، صور المستوطِنات وهنّ يتدربن على إطلاق النار، وكان من بينهن أيالا بن غفير، زوجة المتطرف إيتمار بن غفير، الذي سيتولى حقيبة وزارة الأمن الداخلي، بناءً على اتفاق مع رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو.

وظهرت زوجة "بن غفير" وهي تحزم مسدسها على خاصرتها، وتتدرب على استخدام السلاح، بحضور سارة نتنياهو التي استضافت زوجات قادة الأحزاب المرشحة للائتلاف الحاكم.

ويؤشر هذا السلوك إلى رسالة الائتلاف الحاكم المقبل، الذي سيكون المتطرف "بن غفير" حجر أساس فيه، وهو المعروف بإشهاره السلاح في وجه الفلسطينيين في محطات كثيرة وأمام وسائل الإعلام، دون أي اكتراث بوجود عناصر شرطة الاحتلال.

"دولة استيطان سافر"

إلا أن الرسالة الأخطر لتدرب المستوطِنات على استخدام السلاح، هو أن الفلسطينيين أمام "جيل جديد لا يسعى بمفاهيمه إلى حركة استيطان بل إلى دولة استيطان سافر"، كما يقول المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي أمير مخول.

ويقول مخول في مقالة حول استخدام المستوطِنات للسلاح، وصلت وكالة "صفا": "إنه من المعروف أن جمهور المستوطنين وبالذات في مدينة الخليل هم الأكثر رعايةً من جيش الاحتلال ومن منظومات الأمن الإسرائيلي المختلفة".

ويضيف "هم فعليًا محميّون أكثر بالذات حين يقومون باقتحاماتهم واعتداءاتهم على الفلسطينيين، هم والتنظيم الإرهابي المعروف باسم شبان التلال".

ويشير مخول إلى أن "الاستيطان تاريخيًا كان ملازمًا لبناء القدرة العسكرية والأمن القومي وترسيم حدود سيطرة المشروع الصهيوني وجزءًا لا يتجزأ من هذا المشروع الاستيطاني، لكن بخلاف اليوم فإن القوى التي بنت المشروع الصهيوني في فلسطين هي حركة العمل العبرية وتيار العمل، والذي بات اليوم على هامش السياسة الإسرائيلية".

ويكمل "باتت حركة ميرتس وبالذات مركّبها حزب المبام العمالي في طي التلاشي، وبات حزب العمل في طور الاضمحلال، وعلى هامش الصهيونية الدينية وحزب عوتسما يهوديت الذي يقوده بن غفير".

ويرى أن "تكرار ظاهرة التدرب على حمل السلاح وإطلاق النار من نساء بالغات في العمر وبعيدات كثيرًا عن جيل الجندية، وأساسًا لم يخدمن في الجيش من منطلقات دينية، هو أبعد من المسألة الشكلية، إذ إن في الرمزية مقولة مهمة، وهي تعود من ناحية إلى التاريخ اليهودي التلمودي".

كما تعود هذه الرمزية "إلى مشاركة النساء في الهمّ العام اليهودي بما فيه القتال، وهو مصاغ في "سِفر العدد" (بمدبار) ضمن التوراة، وهذا ما يشغل الشقّ الديني من عقيدة هذا التيار"، وفق مخول.

ويستطرد "في المقابل يجمَع هذا المشهد رموزًا من المشروع الصهيوني الحديث في فلسطين منذ قرن ونصف القرن، ويتعلّق الأمر بشخصية الطلائع اليهودية بالمفهوم الصهيوني".

تطور خطر الحركة الصهيونية

ووفق مخول، فإنه ومنذ نشوء الحركة الصهيونية، انشغلت ولا تزال الأدبيات وكل منظومات التنشئة الاجتماعية المنبثقة عنها، في بناء اليهودي الجديد ويشمل الرجال والنساء.

لذلك، فإن "مشهد النساء المستوطنات هو من صور هذا التيار ونفوذه واستحواذه على مساحات واسعة احتلها من التيار العلماني الصهيوني القائم على تجند الفتيات للجيش والانشغال في ترقيتهن في كل الوحدات القتالية وسلاح الطيران والمدرعات ووحدات النخبة وفي الموساد والشاباك"، كما يؤكد مخول.

وفي ذات الوقت، يرفض تيار الصهيونية الدينية أن تتجند النساء التابعة له في الجيش وإجمالًا يتجندنَ في إطار ما يسمى الخدمة القومية، رغم وجود "متدينات" في الجيش والأجهزة الأمنية.

ويرى هذا التيار دور المرأة في "الاستيطان والتزايد الديمغرافي وتجذير قيم التضحية، المستوحاة من شخصيات النساء في التوراة".

لكن في الوقت الحالي، يقول مخول "إن تلك النساء انعتقن في إطار المشروع الصهيوني في فلسطين، حتى وإن حضرت مع تقاليدها، إلا أنها تغيرت بسرعة ولاءمت نفسها لمتطلبات المشروع الاستيطاني الاقتصادي والعسكري".

ويريد مخول من الخلفية السابقة، القول إن "التحولات في المشروع الصهيوني الاستعماري، رافقتها شخصية مختلفة لما تسمى بالطلائع، وأن ما نشهده اليوم من الحضور البارز للمرأة الصهيونية، هو تأكيد بأن انقلاب الصورة والمشهد، هو امتداد لانقلاب النخب الصهيونية وتحوّلها من الخلفية والهامش إلى مقدمة المشهد".

ويشدد على أن "مشهد التدرب على إطلاق النار، ليس سوى ترسيخ لذهنية العصابات والمليشيات التي باتت تنتشر بتسارع كبير في النقب ومدن الساحل الفلسطيني وفي القدس والخليل وأنحاء الضفة الغربية".

ويحذر من أن هذه الميليشيات مكشوفة تقرّ لها "الدولة والجيش والشرطة"، وظيفة لا يستطيع المستوى الرسمي القيام بممارستها قانونيًا.

وبالمجمل نحن بصدد تحول الذهنية العنصرية والعصابية إلى بنية فاشية تتعزز في قلب النظام الإسرائيلي الصهيوني حتى تقلبه، كما يقول مخول.

ويستطرد "بل إنها انتعشت بقرار من أعلى المستويات الحاكمة، فكل من لديه رخصة سلاح، فهذا الأوان لحمل السلاح".

ويُذكر مخول بمقولة "متوقع منكم أن تفتحوا عيونكم، تحلّوا باليقظة وبالمسؤولية"، التي صرح بها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نفتالي بنيت في الثلاثين من آذار 2022 وغداة عملية بني براك".

ويختتم مخول بأن "بنيت هو من تيار الصهيونية الدينية الذي تزعمه سابقًا، واليوم يتصدّر سموطريتش وبن غفير ونساء المسدّسات وبنية المليشيات واجهةَ المشهد".

ر ب/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام