قالت وزارة الأسرى والمحررين بغزة إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك أبسط القوانين والأعراف الدولية باعتقاله لأطفال فلسطين وتعريضهم للتعذيب والتنكيل والمحاكمات الجائرة وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.
وأوضحت الوزارة في بيان صحفي في ذكرى يوم الطفل العالمي، أن الأسرى الأطفال الذين يبلغ عددهم ما يقارب 170 طفلاً يتعرضون لكافة أشكال التعذيب والتنكيل النفسي والجسدي بدءًا من لحظة الاعتقال التي يتعرض فيها الطفل لتحقيق ميداني قاسٍ وإطلاق نار في بعض الحالات.
ولفت إلى مرورًا بمرحلة التحقيق التي تعتبر المرحلة الأخطر والتي يشاهد فيها الطفل عالما موحشًا يترك في مخيلته ذكريات قاسية يصعب عليه نسيانها، وحتى الزج بهم في السجون التي تفتقر لأدنى مقومات العيش الآدمي وصولاً لتعريضهم لمحاكمات جائرة.
وأكدت أن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الأطفال تتمثل فيه حرمانهم من التعليم من خلال احتجازهم لسنوات وأشهر طويلة، وكذلك حرمان بعضهم من زيارة ذويهم بحجة المنع الأمني، وتصاعد عمليات الاقتحام والتفتيش لغرفهم وأقسامهم.
كما أن محاكم الاحتلال وفي سابقة خطيرة أجازت محاكمة الأطفال قبل بلوغهم سن الـ18 وهو ما منح هذه المحاكم حرية أكبر في إصدار الأحكام الجائرة بحق الأسرى الأطفال وفي بعض الحالات يتم تأجيل المحاكمة لسنوات عدة حتى يبلغ الطفل سن المحاكمة القانونية، الأمر الذي يهدد يشكل كبير مستقبل هؤلاء الأطفال.
ولفتت الوزارة أن من بين أقسى الانتهاكات على الأسرى الأطفال هو فرض الغرامات المالية الباهظة عليهم وتحميل ذويهم عبئاً إضافياً عبر الاستغلال المادي لهم، الأمر الذي حول قاعات وجلسات المحاكمة إلى مزاد لسلب ونهب أموال ذوي الأسرى الأطفال.
واعتقل منذ العام 1967 ما يقارب 50 ألف طفل فلسطيني وهو الدولة الوحيدة في العالم التي تشرعن اعتقال الأطفال وتحاكمهم في انتهاك واضح للمادة رقم 1 و 2 لاتفاقية حقوق الطفل وإعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924، والمادة رقم 16 من اتفاقية حماية الطفل.
وذكر أن معاناة الأسرى الأطفال تزداد مع كل يوم إضافي يقضونه خلف القضبان، وإن قضية الأسير أحمد مناصرة الذي لازال الاحتلال يتلاعب بمصيره من خلال استمرار عزله الانفرادي دليل واضح على عقلية الاحتلال العنصرية والإرهاب في التعامل مع الأسرى، ولن يتوقف الاحتلال عن التفكير والتدبير في المزيد من الإجراءات التي تحول غرف الأسرى الأطفال وحياتهم إلى جحيم لا يُطاق.
ودعت الوزارة كل مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية أن تضاعف الجهود وأن تطرق كل الأبواب الإقليمية والدولية وأن لا تدخر أي جهد في سبيل وقف هذه الصورة المأساوية للطفل الفلسطيني، وضمان تمتعه بعيش كريم وحياة مطمئنة كما باقي أطفال العالم.