أجمع مختصون في الشأن السياسي وأسرى محررون في غزة على أهمية الضغط من أجل عقد صفقة جديدة لتحرير الأسرى على غرار صفقة "وفاء الأحرار"، التي أطلقت المقاومة بموجبها سراح الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا.
جاء ذلك خلال طاولة مستديرة نظمتها وكالة "صفا" بمقرها في مدينة غزة اليوم الاثنين بالتعاون مع جمعية "واعد" للأسرى والمحررين في الذكرى العاشرة لاستشهاد قائد أركان المقاومة أحمد الجعبري، بحضور عدد من الأسرى المحررين ومختصين في شؤون الأسرى ومحللين سياسيين.
وأكد مدير جمعية "واعد" عبد الله قنديل أن صفقة "فاء الأحرار" شكلت حدثًا تاريخيًّا ليس على صعيد الحركة الأسيرة فحسب، مشيرًا إلى أن "ذكرى استشهاد القائد الجعبري يجب أن تكون نبراسًا للقادة من خلفه، ويجب أن يكون تحرير الأسرى الرقم واحد في سلم أولوياتهم.
وأشار إلى أن اللقاء الحواري يأتي ضمن الجهود المتواصلة مع وكالة "صفا" لتفعيل قضية الأسرى والخروج بتوصيات تشق طريقها نحو التنفيذ.
ولفت قنديل إلى أن "جزءًا من التوصيات دخلت حيّز التنفيذ عقب 3 لقاءات سابقة جرى تنظيمها مع وكالة صفا لحشد الجهود الإعلامية والوطنية حول قضايا الأسرى".
سجل مُشرّف
أما المُحرر في صفقة "وفاء الأحرار" طارق عز الدين، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، فأكد أن الصفقة "سجل تاريخي مشرف لشعبنا"، مترحمًا على روح مهندس الصفقة القائد الجعبري.
وأوضح عز الدين أن صفقة "وفاء الأحرار"، "كسرت معايير الصفقات التي حدثت داخل فلسطين، إذ اختلفت فيها الشروط والمعايير في إطلاق سراح الأسرى".
وشدد على أن "الأمل الذي يتعلق به الأسرى للإفراج عنهم كبير جدًا"، ويتطلعون لعقد صفقة جديدة لتحريرهم لتدب الحياة في نفوسهم".
وأضاف "نوصل رسالة لكل الفصائل بأنه يجب تحرير الأسرى وخاصة المرضى، ونؤكد أن تحريرهم هم في رقاب الفصائل كافة؛ فالأسرى يعولون دائمًا على المقاومة لتحريرهم".
ودعا عز الدين لـ"بناء استراتيجية من أجل عقد صفقة دورية لتحرير الأسرى كل 3 سنوات على الأقل، ومعرفة عدد الذين سيتبقون داخل الأسر، وعمل دراسة لتحريرهم".
قضية الأسرى
أما الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا فأكد أهمية العمل على تعزيز قضية الأسرى ونصرتهم إعلاميًّا وسياسيًّا، مشددًا على أن "القضية يجب أن تحوز في كل عملنا الوطني على العنصر الأساسي للتحرك".
وقال القرا إن قضية الأسرى يجب أن تكون دائمًا على سلم الأولويات، "ويجب أن نستحضر دائما التجارب السابقة، إذ إن صفقة أحمد جبريل هي الوحيدة التي كانت ناجحة، قبل صفقة شاليط، فيما يتعلق بأسر الجنود".
وأوضح أن "صفقة شاليط تجربة فريدة قُدمت على أرضنا في قضية كبيرة، وترتب عليها نتائج مهمة، وهي العدد الكبير من الأسرى المفرج عنهم".
وأشار إلى أن قضايا الأسرى "يجب أن يسلط عليها الضوء إعلاميًّا، بالإضافة على بناء الوعي من أجل تحريرهم".
وأضاف القرا "هناك الكثير من الأجيال لا تعرف كثيرًا عن الأسرى داخل السجون، وهناك أسرى قضوا أكثر من ربع قرن داخل الأسر ولا أحد يعلم عنهم، لكل واحد منهم قصة وحكاية".
وتابع "من المهم أن نراكم العمل الإعلامي في صناعة وعي شعبنا لدعم قضية الأسرى؛ فهناك 500 أسير مريض، و30 أسيرة، وأطفال وكبار سن، يجب أن نسوّق قضاياهم بشكل كبير".
ودعا لأهمية التوازن بين الجانب الإنساني والمقاوم، في عرض قضية الأسرى.