بعد يومين من الإعلان المبدئي عن نتائج انتخابات الكنيست التي أظهرت فوزًا صريحًا لتحالف اليمين بقيادة رئيس حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو، بدأ الحديث عن مدى متانة التحالف، والبرامج التي ستسعى كتل اليمين لتحقيقها.
وعلى الرغم من وجود تمازج في البرامج المشتركة للأحزاب اليمينية الفائزة "حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، وحزب الصهيونية الدينية بزعامة رأسين ايتمار بن غفير وبتسليئيل سموتريتش، وحزبي المتدينين شاس ويهدوات هتوراة"، إلا أن هناك خلافات قد تطفو إلى السطح خلال محاولة تشكيل الحكومة.
ووفقًا للقناة "12" العبرية؛ هناك خلاف حاد بين أحزاب "المتدينين" وإيتمار بن غفير حول اقتحامات المسجد الأقصى، إذ شدد الأخير في دعايته الانتخابية على نيته السماح لليهود بالصلاة في الأقصى دون قيد أو شرط، بينما أكدت أحزاب "المتدينين" حرمة اقتحام الأقصى قبل بناء الهيكل المزعوم وخروج المسيح، ويعتقد غالبيتها أن "كل عملية اقتحام تقابل بعملية موجهة ضد اليهود كعقاب رباني لهم".
أما على صعيد البرامج الأخرى؛ طرح تحالف "الصهيونية الدينية" عدة برامج متطرفة خلال الدعاية الانتخابية سيكون من الصعب عليه تحقيقها في ظل وجود رئيس وزراء "متمرس" مثل نتنياهو، الذي سيحاول تدجين أعضاء التحالف تمامًا كما فعل مع نفتالي بينيت الذي استوعبه متطرفًا وأخرجه مفرغًا من مضمونه اليميني إلى خارج الكنيست.
ويرى مراقبون أن تحالف "الصهيونية الدينية" صنيعة نتنياهو، وهو من عزز مكانته وأمده بعناصر القوة عبر الدعم المتواصل لعضو الكنيست بن غفير والتوسط بينه وبين "سموتريتش" لتوحيد الصفوف وخوض الانتخابات ضمن قائمة واحدة بعد أن نشب خلاف بين الجانبين قبل أسابيع.
ويحظى "بن غفير" بشعبية قوية للغاية في أوساط المستوطنين، في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية "سموتريتش".
وسبق لـ"بن غفير" أن تعهد بإقرار قانون إعدام منفذي العمليات وإبعاد عائلاتهم وسرقة المزيد من أراضي الضفة الغربية، كما طرح حزب الليكود برنامجًا لشرعنة البؤر الاستيطانية الصغيرة في الضفة وتحويلها إلى مستوطنات، إلا انه سيصطدم بعدة عقبات على رأسها الإدارة الأمريكية الحالية، وهو ما سيعزز الخلاف داخل أقطاب اليمين.
كما تعهدت أحزاب اليمين بإحداث "تغييرات جوهرية" في النظام القضائي الإسرائيلي ليصبح أكثر تطرفًا عبر تعيين قضاة يمينيين بدلًا من اليساريين وخاصة في المحكمة العليا، وهو تغيير تعارضه أحزاب الوسط واليسار بشدة، لكن مع وجود أغلبية لليمين في الكنيست سيكون من السهل عليهم إحداث هذه التغييرات.