web site counter

محاولة لتغيير الواقع بالمسجد

"القرابين النباتية".. خطوة لترسيخ التعامل مع الأقصى بصفته "هيكلًا"

القدس المحتلة - خاص صفا

"الأترج، الصفصاف، سعف النخل، ورود الآس".. هذه هي ما تُسمى "القرابين النباتية" التي تسعى "جماعات الهيكل" المزعوم لإدخالها إلى المسجد الأقصى المبارك خلال أيام "عيد العرش" اليهودي، والتي تستمر حتى الاثنين المقبل، في محاولة لترسيخ التعامل مع المسجد بصفته "هيكلًا".

و"القرابين النباتية" يتم إدخالها للأقصى لتقدم "قربانًا إلى روح الرب"، باعتبارها "تحل في الهيكل" وفق اعتقادهم المزعوم الذي تقوم عليه "العبادة القربانية"، وهي خطوات للزعم بأن "الأقصى هو الهيكل المزعوم الذي تحل فيه روح الرب".

و"عيد العرش" هو أحد "أعياد الحج" الثلاثة لدى اليهود، والتي تتركز طقوسها في "المعبد" المزعوم، وتُقام فيه "العرش" قرب البيوت أو على السطوح لمحاكاة حال اليهود.

وينصب المستوطنون الغرف الخشبية والخيم خلال العيد اليهودي، وتنتشر في طرقات وأزقة وأسواق البلدة القديمة بالقدس المحتلة، مما يفاقم معاناة سكانها وتجارها، بسبب ممارسات المستوطنين واستفزازاتهم.

وطيلة أيام العيد، تشهد أحياء البلدة القديمة حالة من الاحتكاك اليومي بين المقدسيين والمستوطنين بفعل استفزازات اليهود، وتُجبر سلطات الاحتلال أصحاب المحال التجارية في البلدة على إغلاقها، لتأمين اقتحامات وصلوات المستوطنين التلمودية.

ويحمل المستوطنون أغصان النخيل لدى مرورهم بالشوارع والحواري والأزقة بالمدينة المقدسة وبلدتها القديمة، ويُؤدون طقوسهم التلمودية بصوت مرتفع، ما يشكل إزعاجًا للمقدسيين.

وتحاول الجماعات المتطرفة خلال "عيد العرش"، تكريس المسجد الأقصى، باعتباره "مركزًا للعبادة التوراتية بالتقديم الفعلي للقرابين النباتية"، وأيضًا تكريس الحضور الكثيف للمقتحمين اليهود للمسجد من خلال سباق الأعداد.

وتكمن الخطورة بأن لهذه القرابين رمزية دينية يهودية، وإدخالها إلى مسجد المسلمين يعد انتهاكا لحرمته، وترسيخًا للرواية اليهودية بصفته "هيكلًا".

مكان مقدس

رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث الشيخ ناجح بكيرات يقول لوكالة "ًصفا" إن الجماعات المتطرفة تحاول إظهار التراث اليهودي والتعريف فيه خلال "عيد العرش"، ومحاولة إدخاله للمسجد الأقصى.

ويوضح أن "هذه الجماعات تريد إثبات أي حق لهم بالأقصى، وتحويله لمكان يهودي مقدس، وأن تصبح الأعياد اليهودية أمرًا اعتياديًا يجب الاحتفال فيها داخل المسجد".

ويضيف أن كل ما يقومون فيه داخل الأقصى مجرد محاولة لنقل الثقافة والتراث اليهودي إليه، ولزيادة أعدادهم ووجودهم بداخله، حتى يصبح لا يمكن السيطرة عليها، فضلًا عن جعل المسجد ذات قداسة جديدة بعيدًا عن قداسته الإسلامية.

ووفق بكيرات، فإن "جماعات الهيكل" تسعى من خلال مخططاتها ومحاولاتها نقل الرموز اليهودية التوراتية والقرابين وغيرها للسيطرة على المسجد الأقصى وصولًا إلى هدمه وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.

وخلال "عيد الفصح" اليهودي الذي وافق نيسان/ أبريل الماضي، خطط الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه لتقديم "القرابين الحيوانية" وذبحها داخل المسجد الأقصى، إلا أن صمود المرابطين والمعتكفين في باحاته أفشل ذلك.

بناء الهيكل

أما الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب فيقول لوكالة "صفا" إن "جماعات الهيكل" تُصر على إدخال "القرابين النباتية" للأقصى في محاولة لترسيخ التعامل معه بصفته "هيكلًا" ولو كان معنويًا.

ويوضح أن الجماعات المتطرفة تحاول إدخال تلك القرابين للأقصى بزعم أنه "كان هناك معبد يتم فيه إدخال القرابين إليه، وأداء طقوسهم التلمودية بداخله، في عيد العرش"، كون هذه الطقوس تشكل إحياءً معنويًا للهيكل المزعوم.

وبهذه الطقوس، يريد الاحتلال ومستوطنوه- كما يؤكد أبو دياب- فرض وقائع تهويدية خطيرة على الأقصى، لأنه عند حمل المستوطنين لهذه القرابين أو محاولة إدخالها للمسجد يتبعها أداء طقوس تلمودية، لإثبات البدء في تغيير الواقع داخل المسجد المبارك.

ويضيف أن "إدخال القرابين سواء النباتية أو الحيوانية للأقصى يهدف لإثبات أن هذا المكان المقدس أصبح مكان عبادة وقداسة لليهود فقط، وجزء لا يتجزأ من عقديتهم وديانتهم، وليس للمسلمين أي حق فيه".

وبحسب أبو دياب، فإن هذه الطقوس تدلل على أن هناك مخطط تقوده "جماعات الهيكل" وحكومة الاحتلال بخطوات متتالية وتدريجية لأجل تغيير واقع الأقصى الديني والتاريخي، بدايةً من الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته، ومن ثم نفخ البوق وصولًا إلى تقديم القرابين.

ويبين أن تقديم القرابين داخل الأقصى يعني ضرورة الإسراع في بناء "الهيكل" مكان الأقصى، بما يشكل جزءًا من محاولة التدرج في بنائه، وأيضًا كي العقلية الفلسطينية والعربية والإسلامية وتطويعها لأجل القبول بمثل هذه الطقوس التوراتية، وكأنها باتت أمرًا طبيعيًا داخل الأقصى.

ويؤكد الباحث المقدسي ضرورة إيقاف هذه الإجراءات الخطيرة ضد الأقصى، كونها تشكل انتهاكًا لحرمته واعتداءً صارخًا على المسلمين ومقدساتهم، وعلى الوصاية الأردنية الهاشمية، بالإضافة إلى أنها تمثل نوعًا من هيمنة وسيطرة اليهود على المسجد.

ر ش/أ ج

/ تعليق عبر الفيس بوك