تعمل أجهزة الجسم المتعددة، بما في ذلك العضلات والعظام والمفاصل والعينان والدماغ وعضو التوازن في الأذن الداخلية والأعصاب والعمود الفقري والقلب والأوعية الدموية، معًا لنحصل على توازن طبيعي، وإذا لم تكن هذه الأجهزة تعمل جيدًا، أو يتوقف جزء من هذا النظام، فإننا قد نشعر بالدوار أو الدوخة، سواء في وضعية الاستلقاء أو الجلوس أو الوقوف، فما هي أسباب الدوخة؟
ما هي الدوخة ؟
الدوخة هي الإحساس بالدوار أو عدم التوازن، مثل: الشعور بأن المكان من حولك يدور أو يتصاعد ويتهابط، ويمكن أن تصل لدرجة العجز عن الحفاظ على التوازن في الجسم.
وتؤثر الدوخة على الأعضاء الحسية تحديداً العينين والأذنين، لذا يمكن أن تسبب الإغماء أو الوقوع على الأرض، كما تقترن أحياناً بغثيان يعقبه قيء.
أعراض الدوخة ما هي؟
الدوخة هي وصف لمجموعة من الأحاسيس التي قد تشعر بها أثناء التعرض لها، ومن أبرز الأعراض المرافقة للدوخة والتي قد تستمر من ثوانٍ إلى أيام، ما يأتي:
- الدوار
- شعور زائف بالحركة
- اختلال التوازن
- عدم الثبات والاستقرار
- ثقل الرأس
- الاضطراب وعدم الاتصال بالمحيط
- الغثيان
- الشعور بفقدان الوعي أو الإغماء.
ومن الممكن أن تتفاقم هذه الأعراض عند المشي، أو الوقوف، أو تحريك الرأس، أو قد تكون مفاجئة وشديدة لدرجة أن يحتاج الشخص إلى الجلوس أو الاستلقاء.
تعد الدوخة واحدة من أكثر الأسباب شيوعاً بين الكبار لزيارة الطبيب، وعلاجها يعتمد على سببها والأعراض التي تصاحبها.
أسباب الشعور بالدوخة؟
الدوخة لا تُعتبر مرضاً، بل أحد أعراض الاضطرابات المختلفة، كما أن سببها الأساسي ليس خطيراً في العادة، لكن النوبات المتكررة منها تتطلب اللجوء إلى الاستشارة الطبية.
للدوخة العديد من الأسباب المحتملة، والتي تشمل الآتي:
- مشكلات الأذن الداخلية
في بعض الأحيان قد تحدث بعض المشكلات في الأذن الداخلية، والتي قد تؤدي إلى الدوار، حيث أنه بسبب تلك الاضطرابات يتلقى الدماغ إشارات من الأذن الداخلية لا تتوافق مع ما تتلقاه من العين والأعصاب الحسية، والتي تكون غالبًا سبب الشعور بالدوخة.
- دوار الوضعة الحميد (BPV)
تسبب هذه الحالة شعورًا قويًا ولكن زائفًا بالدوار، وفي الغالب تنجم عن تغير سريع في حركة الرأس، مثل: الجلوس في السرير بعد الاستلقاء، أو الوقوف فجأة، أو التعرض لضربة في الرأس.
- مرض منيير
يؤدي هذا المرض إلى التراكم المفرط للسوائل في الأذن الداخلية، وفي الغالب يؤدي إلى نوبات مفاجئة من الدوخة والتي قد تستمر لعدة ساعات. وقد يواجه المريض أيضًا تغيرًا في السمع وشعور بانسداد الأذن.
- الصداع النصفي
في الغالب الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي، قد يعانون من نوبات الدوار أو أنواع أخرى من الدوخة، حتى عندما لا يعانون من صداع شديد.
وقد تستمر هذه النوبات من دقائق إلى ساعات، ومن الممكن أن تظهر أعراض أخرى بالإضافة إلى الصداع والدوخة، وهي: حساسية تجاه الضوء والضوضاء.
- مشكلات الدورة الدموية
بعض مشكلات الدورة الدموية قد تؤدي للإصابة بالدوخة، أو الإغماء، أو عدم التوازن، خاصة إذا كان القلب لا يضخ الدم بشكل كافٍ إلى العقل، وقد يعود ذلك إلى: انخفاض ضغط الدم الانقباضي والذي يؤدي إلى الشعور بالدوار لفترة قصيرة، أو بسبب ضعف الدورة الدموية.
- الأدوية
قد تكون الدوخة أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل: الأدوية المضادة للتشنج، ومضادات الاكتئاب، والمهدئات.
وقد تسبب أيضًا أدوية خفض ضغط الدم الإغماء، خاصة إذا كان الشخص يعاني من انخفاض ضغط الدم كثيرًا.
- اضطرابات القلق:
تسبب بعض اضطرابات القلق الشعور بالدوار والدوخة، وقد تترافق معها نوبات من الهلع والخوف من مغادرة المنزل، أو التواجد في مساحات كبيرة ومفتوحة.
أما عن الأسباب المحتملة الأخرى للدوخة، تشمل: الظروف العصبية، فقر الدم، نقص السكر في الدم، انخفاض ضغط الدم، انخفاض نسبة الحديد، التسمم بأول أكسيد الكربون، ارتفاع درجة الحرارة والجفاف، التمرين المفرط.
أسباب الدوخة عند النساء؟
إلى جانب الأسباب التي تم ذكرها، تنضمّ أسباب أخرى وراء حدوث الدوخة لدى النساء، وهي كالآتي:
- الحمل
من أهم أسباب الدوخة الرئيسية لدى النساء هو الحمل. فالتغييرات الهرمونية وانخفاض ضغط الدم في فترات الحمل، يسبب الدوخة وحدوث الغثيان والقيء.
- الدورة الشهرية
تؤثر الدورة الشهرية على النساء بطرق مختلفة، والإحساس بالدوخة أحد هذه التأثيرات، ففي هذه الفترة تنخفض نسبة الحديد في الدم ما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين المتدفق إلى الدماغ، الذي بدوره يسبب الدوخة.
- اتباع الرجيم
تتبع بعض النساء نظاماً غذائياً قاسياً، مما قد يؤدي إلى حدوث الدوخة لدى بعضهن، ويعود ذلك إلى اتباع النظام الذي يفتقر إلى العديد من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان.
متى تكون الدوخة خطيرة؟
في العادة، لا يعتبر حدوث الدوخة أمراً خطيراً أو مهدداً للحياة، لكن إذا تكرر حدوثها والشعور المستمر بالدوار الحاد أو المفاجئ أو غير المبرر، يجب مراجعة الطبيب والحصول على الرعاية الطبية الفورية، خاصةً إذا صاحب إحساس الدوار آلام في الصدر وصداع مفاجئ وشديد.
قد تؤدي الدوخة في بعض الأحيان إلى حدوث بعض المضاعفات، مثل: زيادة خطر السقوط وإصابة الشخص نفسه، كما قد يؤدي الشعور بالدوخة أثناء قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الثقيلة إلى زيادة احتمالية وقوع حادث.
وتكون الدوخة خطيرة أيضاً عند كبار السن، خاصة الذين يعانون من حالات طبية أو يتناولون أدوية تسبب الدوخة، بالإضافة إلى أنه إذا عانى الشخص من دوخة سابقًا فمن المحتمل أن يصاب بالدوار في المستقبل.
كيف يمكن معالجة الدوخة؟
للوقاية من الآثار الجانبية التي قد تسببها الدوخة، داوم على الاحتياطات الآتية:
- تجنب التحرك فجأة، ومحاولة مسك العصا عند المشي لتحقيق التوازن.
- يفضل إزالة المخاطر التي قد تؤدي إلى التعثر، مثل: السجاد، والأسلاك الكهربائية المكشوفة.
- ينصح بالجلوس أو الاستلقاء فورًا عند الشعور بالدوخة، وإغلاق العينين في غرفة مظلمة إذا كان الشخص يعاني من دوخة شديدة.
- تجنب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الثقيلة عند الشعور بالدوخة بشكل مستمر.
- تجنب استهلاك الكافيين، والكحول، والملح، حيث أن الإفراط في استخدامهم يؤدي إلى تفاقم الدوخة والأعراض الأخرى.
- ينصح باتباع نظام غذائي صحي، والإكثار من شرب الماء والسوائل.
- ينصح بالحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم، وتجنب الإجهاد.