أطلق مختصون قانونيون وصحفيون ممثلون عن أطر ومؤسسات صحفية، يوم الثلاثاء حملة دولية لحماية المحتوى الفلسطيني، في ظل الانتهاكات المتواصلة من قبل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي ضد الرواية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الهيئة الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" بالتعاون مع منتدى الإعلاميين بمدينة غزة، تحت عنوان "انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني وسبل مواجهتها".
وتضم الحملة برنامجًا ميدانيًّا يتخلله إطلاق نداء وقف استهداف المحتوى الفلسطيني، ونشر بنرات (إعلانات) رافضة لهذا الاستهداف، وحملة تغريد عبر منصات تواصل اجتماعي "فيسبوك" و"انستجرام".
كما تتخلل مخاطبات لمؤسسات دولية ومنصات تواصل اجتماعي، وزيارات لمؤسسات دولية وحقوقية، وتقديم شكاوى حول أبرز الانتهاكات للمحتوى الفلسطيني ومقاضاة منصات التواصل المنتهكة للمحتوى الفلسطيني، وتنفيذ فعاليات ميدانية داعمة للحملة.
ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ الحملة الأسبوع المقبل.
محاربة المحتوى
وبهذا الصدد، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف: إن محاربة المحتوى الفلسطيني بدأ فعليًّا منذ عام 2015، عبر عريضة قدمتها الحكومة الإسرائيلية آنذاك لموقع فيسبوك، حيث وافق الموقع على الاستجابة لنحو 85% من العريضة.
واعتبر معروف في كلمته بالورشة، أن حالة التقييد والحجب والحذف لصفحات فلسطينية تتصاعد بين الفينة والأخرى مع كل فعل للمقاومة في الضفة؛ حتى وصلت تلك المواقع لممارسة "ديكتاتورية رقمية" تشكل وجهًا آخر للديكتاتورية الإجرامية التي يمارسها الاحتلال.
وأكد أن "ما تقوم به إدارة فيس بوك يهدف لتغييب الرواية الفلسطينية في المقابل تغض البصر عن المحتوى الإسرائيلي المتطرف، إذ أنه من بين كل 4 منشورات هناك منشور عبري يحض على الكراهية والتعصب والقتل ولا تحرك فيسبوك ساكنا تجاه ذلك".
وأضاف معروف أن هذه المحاربة لم تتم لولا أن المحتوى الفلسطيني حقق إنجازات كبيرة واستطاع أن ينافس الرواية الإسرائيلية.
وأوصى بالاعتماد على منصات تواصل اجتماعي أخرى غير فيسبوك، لافتا إلى أن ناشطين استخدموا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة منصة تيك توك.
ودعا معروف للتوجه إلى المستوى القانوني لمواجهة هذا القمع.
دعوة للعمل بشراكة
بدوره، قال مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين: "واضح للجميع حجم الاستهداف الذي يتعرض له المحتوى الفلسطيني (..) جئنا اليوم لنرفع صوتنا عاليًا من خلال الحملة لوقف الانتهاك الصارخ بحق المحتوى الفلسطيني".
وأكد ياسين في كلمته بالورشة، أن شعبنا يجب ألاّ يقف مكتوف الأيدي أمام العدوان الصارخ على شعبنا ومصادرة حقه بحرية الرأي والتعبير.
وشدد على أهمية حشد الجهود والعمل بشراكة بين المنتدى ومؤسسة حشد والمؤسسات الشريكة الأخرى؛ كي نواجه سياسات مواقع تواصل اجتماعي، نتحدث عن انضمام حوالي أكثر من 30 مؤسسة إعلامية وحقوقية ومحلية في غزة والضفة والخارج للمشاركة في هذه الحملة.
ازدواجية بالمعايير
من جهته، أكد مدير الدائرة القانونية بالهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" رامي أبو محسن، أن مواقع تواصل الاجتماعي تمارس ازدواجية بالمعايير فيما يتعلق بالمحتوى الفلسطيني.
وقال أبو محسن في كلمته: إن الحقوق الرقمية الفلسطينية تشهد انتهاكات واسعة تقترفها مواقع فيس بوك وشركة ميتا؛ "هذا يشكل انتهاكًا للرواية الفلسطينية، وتسييسًا في حق الرأي والتعبير، ويشكل انحيازا للجلاد على حساب رواية الضحية.
وأضاف، "المحتوى الفلسطيني يتعرض للكثير من التضييق وشهدنا ذلك خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، من خلال تقييد الحسابات وإلغاء صفحات".
وتابع أبو محسن "هذه الازدواجية تكشف أزمة أخلاق كبيرة يعاني منها المجتمع الدولي بكل مؤسساته وشركاته؛ لذا ندعو لفتح حوار جدي وفاعل مع شركة ميتا لتفنيد المزاعم الإسرائيلية بحق شعبنا".
ودعا، لتنشيط حملات ضغط ومناصرة لدعم الحقوق الرقمية للشعب الفلسطيني، وحشد الجهود للضغط ومقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي.