"قوم يا أمجد .. قوم يا أمجد يلا يلا .. خلينا نروح عالدار يما". بهذه العبارات وقفت والدة الشهيد الفتى أمجد أبو عليا على رأس نجلها لحظة رؤيته في المستشفى بعد استشهاده.
بينما وقف والده يعتصر ألمًا وحسرة من شدة البكاء دون أن يستطيع الحديث، وهو يرى نجله الوحيد ممدًا أمامه وجسده مخترق برصاص المستوطنين.
أمجد نشأت أبو عليا (16 عامًا) من قرية المغير برام الله، قضى بهجوم للمستوطنين المسلحين وقوات الاحتلال على مسيرة رافضةٍ للاستيطان بقريته؛ إذ هبّ لمشاركة الشبان في الدفاع عن أراضي القرية.
وعانى أمجد مرارًا من بطش الاحتلال رغم صغر سنه، إذ اعتقل قبل شهر برفقة فتية على مدخل القرية، إلى أن استطاعت نسوة تخليصه ورفاقه من قبضة الجنود.
ولم يستطع أمجد إكمال دراسته بمدرسة القرية مثل أقرانه، فآثر ترك المدرسة في عامه الدراسي الأخير قبل شهر، والتحق بوالده لمساعدته في مجال البناء، سيما وأن والده مصابٌ بالسرطان ويتلقى جرعات من العلاج الكيماوي ولا يقوى على العمل.
ورغم إصرار أسرته على بقائه في المدرسة لإكمال دراسته، كونه وحيد والديه من الذكور، إلا أنه رفض رؤية والده يعمل لوحده، وأصر على ترك الدراسة لمعاونة والده الذي أنهكه المرض، للمساعدة في قضاء حاجات أسرته وأخواته الثلاثة.
وبحسب فتية في القرية، كان أمجد في طليعة من يتصدون للمستوطنين رغم صغر سنه، ويصر على المشاركة في غالبية المواجهات التي تحصل في القرية ضد الاحتلال.
ويذكر الفتية أن أمجد برز في مقاومة المستوطنين والمساهمة في ردهم عن قريته، إذ كان مرارًا يشارك ليلاً في توجيه أشعة الليزر على مركبات المستوطنين المارين على الشوارع بجوار القرية لتخويفهم وإرعابهم.
واستشهد أبو عليا برصاص المستوطنين وقوات الاحتلال خلال مواجهات في المنطقة الشمالية من القرية ظهر أمس، حيث أصيب بجراح حرجة في الصدر ونقل للمستشفى مفارقًا للحياة.
وتشهد قرية المغير والبلدات المجاورة اعتداءات مستمرة ومتصاعده للمستوطنين على الأهالي والمزارعين، ويشن المستوطنين هجمات وأعمال تخريب في القرى الشمالية من رام الله.