web site counter

"الاتصالات": دخول "فايبر منزلي" للمنافسة

الإنترنت في غزة.. شركات "تتصارع" على الزبائن وعروض "ملتبسة"

غزة - أكرم الشافعي - صفا

حالة من الاستغراب أصابت عديد المواطنين في قطاع غزة من حجم الاتصالات والرسائل الواردة إليهم من شركات توزيع خدمات الإنترنت؛ لإقناعهم بعروض "مغرية".

ويقول المواطن "عبد الله أحمد"، الذي يسكن غربي مدينة غزة لوكالة "صفا"، إنه يتلقى العديد من الرسائل والاتصالات ويتعرض للكثير من الإعلانات الممولة وغيرها على منصات التواصل الاجتماعي لإقناعه بالاشتراك في عروض الإنترنت.

ويضيف "مع انتهاء مدة العرض الذي كنت أتلقى وفقه خدمة الإنترنت المنزلي عبر الأسلاك النحاسية، انهالت علي العروض من شركات وموزعين لإقناعي بالاشتراك بعرض آخر وبنفس الأسعار أو تزيد قليلًا ولنفس المدة".

ويوضح أنه خلال تلقيه الخدمة، وفق الاشتراك المنتهي، اكتشف أن السرعة التي وقّع العقد وفقها كانت 8 ميجا/ثانية مقابل 58 شيكلًا شهريًا، لكنها لم تصل إلى منزله كما هو متفق، وتراوحت بين 5 إلى 6 فقط، وفي أوقات الذروة تقل، متهمًا بعض الشركات بـ"التلاعب في الألفاظ خلال العروض".

وتتراوح أسعار تقديم خدمة الإنترنت عن طريق الأسلاك النحاسية بين 59 شيكلًا مقابل سرعة حتى 8 ميجا، و174 شيكلًا مقابل سرعة حتى 100 ميجا في الثانية، وبينهما العديد من السرعات بأسعار مختلفة.

ويشير "عبد الله" إلى أنه، خلال بحثه عن موزعين للخدمة، تبين له أن خدمة جديدة بدأت بالانتشار، وهي "الفايبر"، إذ تعطي سرعات عالية بمبالغ أقل.

و"الفايبر نت" هي تكنولوجيا الإنترنت عبر الألياف الضوئية، وتستخدم لنقل البيانات بأداء عالٍ دون التأثر بالعوامل الخارجية، كما تُمكّن المشترك من الحصول على سرعات تحميل ورفع عالية، دون الحاجة إلى خط نفاذ أو خط هاتف، وتُعد الأفضل للتطبيقات الحديثة كمكتبات التلفاز التفاعلي وألعاب الفيديو الإلكترونية.

وتوفر خدمة "فايبر" سرعة تحميل ورفع عالية "تصل إلى (1000 ميجا بت/ثانية)، وبجودة عالية وبأسعار أقل من السعر الموجود حاليًا مقارنة مع الخدمة التقليدية، وفق ما تحدث به مزودون للخدمة لـ "صفا".

واقع الإنترنت بغزة

وعن وضع الإنترنت، تقول وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غزة لوكالة "صفا" إنها فتحت باب المنافسة بين الشركات المزودة لخدمات الإنترنت "بما يضمن حصول المواطنين على هذه الخدمات بأعلى جودة وأقل سعر".

ويوضح مدير عام التراخيص بالوزارة زياد الشيخ ديب، أن بإمكان المواطنين الحصول على خدمات الإنترنت لاسلكيًا "WIFI" أو من خلال خطوط النفاذ النحاسية "BSA" أو من خلال الخطوط النحاسية "DSLAM" أو من كوابل الألياف الضوئية "فايبر".

وحول سعر الخدمة في غزة ومناسبته مقارنة بالأسعار في الدول المجاورة وفي الداخل المحتل حيث السرعات عالية والأسعار أقل، يشير المهندس الشيخ ديب إلى أن وزارته تقوم وبشكل دوري بعمل دراسات حول أسعار خدمات الإنترنت في فلسطين ومقارنتها مع دول الجوار من حيث الأسعار والسرعات وجودة تقديم هذه الخدمات.

ويَعتبر أن "سرعات الإنترنت في فلسطين متقدمة مقارنة مع العديد من دول الجوار وأقل من الأسعار في العديد منها".

ويضيف "تبين لنا أن المشكلة في الأوضاع الاقتصادية الصعبة بغزة، والتي تقاس بنصيب الفرد من الناتج المحلي القومي، وهي متدنية جدًا مقارنةً مع دول الجوار، والضفة الغربية أيضًا، مما أدى لأن تُشكل أسعار هذه الخدمات عبئًا اقتصاديًا على المواطن الغزى".

خدمة "فايبر نت"

وبشأن خدمة "فايبر نت"، يشير الشيخ ديب إلى أن وزارته منحت مع بداية العام 2022 الموافقة المبدئية لعدد من الشركات لتقديم خدمات الإنترنت المنزلي من خلال كوابل ألياف الضوئية.

ويلفت الشيخ ديب إلى أن دخول "الفايبر" للخدمة سيؤدي إلى تطور كبير في خدمات الإنترنت من حيث جودة الخدمات والسرعات العالية بأقل الأسعار الممكنة، كما سيجعل السوق مواكبًا لاحتياجات المجتمع من حيث استخدام الإنترنت في التعليم الإلكتروني أو العمل عن بعد والحوسبة السحابية والعديد من الاستخدامات الأخرى.

وتتنافس عديد شركات الإنترنت من حيث نوعية الخدمة مثل "نت الشوارع" و"واي فاي" والأسلاك النحاسية و"فايبر نت" من حيث السرعات والأسعار، وتحاول بعض هذه الشركات ربط الزبائن بعقود طويلة تصل لعامين؛ قبل انتشار خطوط "الفايبر" الأقل تكلفة والأسرع.

وحول ذلك، يوضح الشيخ ديب أن وزارة الاتصالات تُلزم جميع الشركات المرخصة ومن ضمنها الشركات المزودة لشبكات الإنترنت اللاسلكي "WIFI" بتعليمات وشروط خاصة تضمن تقديم هذه الخدمات ضمن بيئة آمنة للمشتركين.

وفيما يخص شكاوى المواطنين من سوء الخدمة المقدمة وعدم التزام الشركات بالسرعة المحددة بالعقد، يقول مدير عام التراخيص إن هناك وحدة خاصة بالوزارة، يتم من خلالها متابعة شكاوى المواطنين على الشركات المرخصة لضمان التزامها بالشروط والمواصفات المعتمدة من الوزارة.

ويلفت إلى أنه بإمكان المشتركين التقدم بالشكوى على الشركات المرخصة من خلال زيارة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أو من خلال الدخول الموحد على الموقع الإلكتروني لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Mtit.gov.ps أو من خلال الاتصال على الرقم المجاني (131).

معيقات تطور الخدمة

وفيما يتعلق بالمعيقات التي تحول دون تطوير خدمة الإنترنت في غزة، فهي تتلخص في الحصار الإسرائيلي، وفق المسؤول بالوزارة.

ويُرجع الشيخ ديب ذلك إلى عدم سماح الاحتلال بإدخال الأجهزة والمعدات والكوابل الخاصة بتقديم خدمات الإنترنت، ورفضه السماح باستخدام ترددات الجيل الثالث والرابع للهاتف الخلوي.

أ ج/أ ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام