"عمو ميمي" الاسم الذي اختاره محمد مخيمر (26عامًا)، من رفح لنفسه، عندما كان مُهرجًا ليغدو بائع للذرة على شاطئ بحر مدينته أيام الصيف.

ورغم عمله في بيع الذرة؛ لم يغادر "مخيمر" زيّ هوايته كمهرّج، فيما يجلس بالساعات قرب منصته الخشبية على الشاطئ مرتديًا رأس الفأر الأمريكي الشهير "ميكي"، وكتب عليها "ذرة عمو ميمي".

ويلفت البائع الشاب أطفال الشاطئ الذين يلتفون حوله سعداء لشراء الذرة مرةً ولالتقاط الصور مع شخصيتهم المحببة.

وتنتشر العديد من مزارع الذرة "الشامية" الصفراء في قطاع غزة، فيما يقول مسؤولون بوزارة الزراعة إن المنطقة تنتج آلاف الأطنان على مساحة ثلاثة آلاف دونم سنويًا.

ويعتقد محمد أن أسلوب البيع هذا قد يمكنه من جذب زبائن أكثر من الأطفال والكبار، رافضًا أن يكون مجرد بائع ذرة تقليدي كغيره من مئات الشبان في قطاع غزة الذين يعملون في هذا المجال طوال أيام الصيف الرطب.

ويقول لمراسل "صفا" إنه عمل لسنوات كمهرّج لدى إحدى الجمعيات المحلية، حيث تمكن من افتتاح مشروعه الصغير بعد أن وفّر بعض المال له قرب منزله الذي يبعد عن الشاطئ بضع مئات من الأمتار، فيما ينقل منصته إلى الشاطئ مع قيظ الفصل الحارّ.

ويحاول مهرج الشاطئ الضيق؛ والذي يعدّ امتدادًا لشواطئ سيناء المصرية، أن يُقدّم أصنافًا من منتجه الوحيد؛ سواءً أصابع الذرة المسلوقة في إناءٍ معدني على نار أخشاب أثاث قديم، أو مشوية على الفحم، أو حتى أكواب الذرة الممزوجة في الزبدة الذائبة مع توابل "الببريكا" الحارة وقطرات الليمون.

ورغم سعادة محمد بوقته الذي يقضيه هنا على رمال شاطئ مدينته الفقيرة؛ إلا أنه بالكاد يجمع بعض المال من بيع منتجه النشويّ؛ فثمن كوبٌ ورقيّ واحد أو عودٌ بالكاد يصل لنصف دولارٍ تقريبًا، لذا، فقد يكون محظوظًا قليلاً طالما أنه لا شركاء له في عمله ليُقاسمه ذلك الريع الزهيد.

يُشار إلى أن موسم بيع الذرة يبدأ من شهر مايو ويستمر حتى أشهر الشتاء الأولى، حيث يتكاثر الشبان على أرصفة الطريق المحاذي للشاطئ، وهو ما يُعدّ عملاً موسميًا يساعدهم في كسب بعض المال.

وما إن يبدأ موسم هذه الحبيبات الذهبية، حتى يُسارع هؤلاء الشبان إلى العمل في بيعها، سواءً نيئة، أو حتى مشوية أو في أكوابٍ ورقية، فيما يتنافسون في تسمية أكشاكهم المنتشرة على طول الشاطئ مثل: "ملك الذرة"، "ذرة الملوك"، "ذرة الباشا".. لاجتذاب المصطافين.