كشف المختص في شؤون القدس جمال عمرو عن أطماع يمينية متطرفة لاقتطاع جزء من مساحة المسجد الأقصى المبارك لصالح المستوطنين.
وأوضح عمرو في تصريح خاص لوكالة "صفا" يوم الثلاثاء، أن منظمات يمينية متطرفة لديها أطماع وتوجهات تعتزم تنفيذها بشأن الأقصى، وذلك عبر اقتطاع مساحة 8 دونمات من الجزء الشرقي للمسجد بمنطقة باب الرحمة وما حولها، والاستيلاء عليها، بغية "تخصيصها لصلاة المستوطنين".
وأضاف أن" أطماع المنظمات اليهودية المتطرفة بدأت تتنامى وتتصاعد بشكل كبير بشأن الأقصى، بالتزامن مع أداء الصلوات التلمودية، والانبطاح والسجود الملحمي، ورفع العلم الإسرائيلي داخل المسجد المبارك، وغيره".
وأعرب عن خشيته من أن تصبح هذه الأطماع خاضعة للتطبيق على الأرض، مثل أداء الصلوات العلنية داخل المسجد، والذي أصبح مستباحًا بشكل خطير.
وأشار إلى أن تنفيذ المخططات الاحتلالية بحق المسجد الأقصى تجري على مراحل، بهدف "ترويض العقل الفلسطيني والعربي والإسلامي، وبأن تصبح هذه الطقوس والإجراءات وكأنها أمرًا واقعًا".
وحذر عمرو من خطورة التوجهات المتطرفة لاقتطاع مساحة من الأقصى، قائلًا: إن "الأمر خطير جدًا، ويستوجب التحرك الجاد والعاجل لوقف كل مخططات الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد".
وأكد أنه لا يمكن المساومة على ذرة تراب واحدة من المسجد الأقصى، الذي لا يقبل القسمة ولا الشراكة، فالمسجد بكامل مساحته الـ144 دونم حق خالص للمسلمين وحدهم.
وتابع أن" المستوطنين باتوا يصعدون من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم بحق الأقصى، وما يجري عبارة عن جس نبض للشارع الفلسطيني، وهنا تكمن الخطورة، لأنه مجرد التفكير باقتطاع جزء من المسجد يعني إعلان حرب دينية في المنطقة".
وشدد على أنه لا يجوز التهاون في ردود الفعل، ولابد من التحرك العربي والإسلامي وعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية لبحث المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى، والضغط على الاحتلال لعدم السماح بتمرير مثل هذه الأطماع والاعتداءات.
وأوضح أن المستوطنين باستباحتهم لحرمة الأقصى تحدوا المسلمين والوجود الفلسطيني، والوصاية الأردنية الهاشمية، إلا أن المرابطين يقفون لهم بالمرصاد، ويشكلون شوكة في حلقهم.
وأكد المختص في شؤون القدس أن المزيد من شد الرحال والرباط الدائم بالمسجد الأقصى، والمزيد من الصمود كفيل بإفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه بحق المسجد.
ومنذ سنوات طويلة، يحتدم الصراع الإسرائيلي على هوية الجزء الشرقي للمسجد الأقصى، والذي يهدف الاحتلال من خلاله إلى تقسيمه مكانيًا، عبر الاستيلاء على باب الرحمة، وصولًا للسيطرة الكاملة على المسجد، وفرض الرواية التوراتية.