web site counter

مؤتمر فتح الثامن.. تأجيل متكرر يُغذيه "صراع الخلافة"

غزة - محمود البزم - صفا

أثار التأجيل المتكرر للمؤتمر الثامن لحركة فتح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي حالت دون انعقاده في ظل أنباء تشير إلى تنامي الخلافات بين رؤوس التنظيم تحول دون تنظيمه حاليًا.

وينعقد المؤتمر العام لـ"فتح" مرة كل خمس سنوات لرسم استراتيجية الحركة في السنوات المقبلة، وينتخب رئيس فتح وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وبعدها يتم توزيع المهام، حسب النظام الداخلي للحركة.

وعقدت فتح مؤتمرها السابع في نوفمبر 2016، وانتخبت فيه محمود عباس رئيسا لها ومحمود العالول نائبًا.

ثم كان من المقرر انعقاد المؤتمر الثامن أواخر عام 2021، لكن الحركة أعلنت يوم 21 مارس 2022 موعدا لانعقاده قبل أن تقرر تأجيله إلى النصف الثاني من شهر مايو 2022 وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

ويأتي المؤتمر في ظل ظروف استثنائية تعيشها حركة فتح، ولاسيما ما يجري تداوله بشأن وجود "صراع خفي" لخلافة الرئيس محمود عباس ذو الـ87 عامًا، في قيادة التنظيم والسلطة الفلسطينية.

وحول أسباب عدم انعقاده، قال عضو المجلس الثوري للحركة عبد الله عبد الله في حديث خاص لوكالة "صفا": إن "تأجيل المؤتمر الثامن جاء نتيجة تغيرات وظروف محلية وعالمية".

وأضاف عبد الله: "لم نكن نعلم بالتطورات التي ستحدث في العالم خاصة الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن التطورات المحلية والأوضاع السائدة بمدينة القدس والضفة الغربية".

واعتبر أنه "من الصعب تحديد موعد لعقد المؤتمر، في ظل الخوف من تطور الأمور بين روسيا والولايات المتحدة والأزمة الجديدة بين الصين وتايوان".

وحول وجود خلافات دفعت لتأجيل المؤتمر، أوضح عبد الله، أنه "ليس هناك خلافات، وإنما وجهات نظر مختلفة تناقش داخل الحركة".

واعتبر أن "الحيوية تستدعي أن يكون هناك وجهات نظر" معتبرًا أن "صراع الآراء ينتج عنه دائمًا رأيًا أفضل".

جدل وتوترات

وبهذا الصدد، يرى المحلل السياسي رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، أن "حركة فتح تشهد جدالات كثيرة وتوترات واجتهادات مختلفة قد تكون أدت إلى تأجيل هذا المؤتمر".

ويقول عوض لوكالة "صفا": إن "هناك محاور متعلقة بجدول أعمال المؤتمر قد يكون بينها تعارض".

ويضيف: "ربما تكون هناك أسباب أخرى كظروف داخلية وخارجية بمعنى أن الظرف لا يسمح الآن لأن ذلك يتطلب تنسيقًا بين أطراف عديدة فلسطينية وعربية، إضافة لترتيبات الانتقال والسفر وتحديد المشاركين وشروطهم".

ويشدد عوض على أهمية انعقاد المؤتمر، "لدوره في حلحلة الأوضاع وتصويب الأداء ووضع سياسات جديدة وضخ أسماء ووجوه جديدة في الحركة وهو ما تحتاجه حركة فتح في هذا المرحلة".

ويعتبر أن "عدم انعقاد المؤتمر يؤدي إلى إبقاء الاحتقان والتوترات في الحركة وإبقاء الأمر على ما هو عليه".

3 أسباب

من جهته، يشير المختص بالشأن السياسي حسام الدجني إلى 3 أسباب قد تكون تسببت بتأجيل المؤتمر الثامن لحركة فتح.

ويرجح الدجني في حديثه لوكالة "صفا" وجود أسباب ذات بعد شخصي متعلقة بالرئيس محمود عباس وبعض المتنفذين داخل الحركة.

ويقول:" واضح أن هناك تباينات وخشية من أن يقود الكادر الفتحاوي تحولًا ديمقراطيًا داخل صفوف الحركة في ظل تراجعها في العديد من الميادين لا سيما ميدان المقاومة المسلحة بالشكل الرسمي وليس الفردي".

ويعتقد الدجني أن "الدافع الأساسي لتأجيل المؤتمر هو الهروب من هذا الاستحقاق كمرحلة مؤقتة إلى حين التأكد من أن نتائج المؤتمر لن تخرج بعيدا عن توقعات القيادة المتنفذة التي يرأسها أبو مازن ضمن هذا السياق".

ويتابع، "ربما تكون هناك أسباب خارجية متعلقة بضغوط تمنع وجود ديمقراطية مطلقة خشية إمساك التيار الثوري في فتح بزمام الأمور ما قد يصل بالأمر إلى تفكير هذا التيار بإعادة تعريف السلطة وتغيير دورها الوظيفي والأمني وهو ما لا يريده المجتمع الدولي في هذا التوقيت الحساس".

ويلفت الدجني إلى سبب ثالث، وهو متعلق "بعدم جهوزية فتح من ناحية الإدارة والتنظيم والأمور اللوجستية".

ويؤكد أن عدم انعقاد المؤتمر واستمرار تأجيله له آثار سلبية كبيرة، معتبرًا أن "غياب الديمقراطية في أي مؤسسة يعزز من ألوهية القائد وفردانية القرار وهذا يؤثر على شعبية التنظيم وصوابية قراره".

أ ك/م ز

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام