web site counter

خلال ندوة حول استهداف الاحتلال المتعمد للصحفيين

صحفيون وحقوقيون يدعون لملاحقة الاحتلال والضغط على السلطة للتحرك

غزة - متابعة صفا

أوصى متخصصون بالإعلام الفلسطيني والحقوقي باستمرار ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الصحفيين بسياسة النفس الطويل، وعدم الارتهان للموسمية والتواصل مع كل من يُعنى بحقوق الصحفيين عبر نقابة قوية تدافع عنهم.

ودعا هؤلاء خلال ندوة نظمتها لجنة دعم الصحفيين بعنوان "الاستهداف المتعمد للصحفيين الفلسطينيين من منظور القانون والإعلام" بمقرها في غزة، الصحفيين للضغط على السلطة للتوقف عن مسار التنكر لحقوقهم بعدم التقدم جديا لملاحقة الاحتلال ومستوطنيه على جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الصحفي الفلسطيني.

كما أوصى المشاركون، الصحفيين بضرورة مواصلة العمل من أجل فضح جرائم الاحتلال، موجهين الاتهام للسلطة الفلسطينية، بالتقاعس عن عملها باتجاه محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين، وتحديداً الملف الأخير وهو إعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة.

عضو الأمانة العامة لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام "تواصل" ياسر أبو هين، قال إن الاستهداف المتعمد للصحفيين من منظور الاعلام يأتي ضمن عدة محاور أهمها، الاستهداف المباشر للصحفي بالقتل والإيذاء والاعتقال والمنع من التغطية ومحاربة المحتوى، بالإضافة لمنع دخول أدوات السلامة الكفيلة بتوفير مستوى من الأمان خلال تغطية الأحداث.

ونوّه أبو هين إلى أن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين تحول لسياسة رسمية ممنهجة، معتمدًا على الإنكار والتسويف وعدم المحاسبة القضائية أو حتى إبداء الأسف.

وأوضح أن سياسة الاحتلال في التسويف والمراوغة في اتجاه فتح تحقيق أو محاسبة القاتل، تبدأ بالنفي المطلق وتحميل جهات فلسطينية المسؤولية.

ولفت أبو هين، إلى إبادة عشرات المؤسسات الإعلامية بالكامل، حيث أن (59) مؤسسة تدمرت خلال معركة سيف القدس، مبيناً أن اعتقال الصحفيين لا يتم عشوائياً، ناهيك عن الضرب والاعتداء خلال الاعتقال والعمل في الميدان، مشيرًا إلى النقص في توفير أدوات الأمن والحماية للصحفي الفلسطيني خلال عمله في الميدان.

وأوضح أبو هين، أن انتهاكات الاحتلال تصاعدت بمحاربة المحتوى الفلسطيني واغلاق الصفحات الإخبارية، وإغلاق صفحات النشطاء والصحفيين، والمؤسسات الفلسطينية.

وأشار إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه الصحفيين، لافتًا إلى أنه على المستوى الرسمي الفلسطيني لم يتحقق أي إنجاز لوقف تغول الاحتلال ضد الصحفيين.

الصحفيون في عين العاصفة

وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي، إن الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين ومؤسساتهم تحول إلى سياسة لدى الاحتلال، عبر الاستهداف المباشر بغرض القتل المتعمد أو الإيذاء معتمدًا على الإنكار والمماطلة والتسويف للهروب من الملاحقة والمتابعة القضائية.

وأضاف: "الاحتلال قتل 49 صحفيًا، ولم يفتح أي تحقيق جدي يخلص لتقديم الجاني ويحدد فيه المسؤولية، بالإضافة لقصفه وتدميره لمقار المؤسسات الإعلامية الدولية والمحلية بغرض تحييد الإعلام عن تغطية جرائمه ".

ولفت عبد العاطي إلى أهمية البحث في سبل حماية الصحفيين، الذين يتعرضون لاستهداف متعمد، حيث أن هدف الاحتلال جعل الصحفيين في عين العاصفة، خاصةً أنهم الأداة الأكثر فعالية في فضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته.

وأشار إلى أن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين خاصة تلك التي حدثت أمام الكاميرات تُروع "إسرائيل" كجريمة إعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة وفضل شناعة وياسر مرتجى، والذين وثقت الكاميرا استشهادهم، وهي جريمة حرب واضحة المعالم.

وبين أن القانون الدولي وفّر حماية للصحفيين، كما وفرت أحكام اتفاقية جنيف الرابعة حماية للصحفيين عامةً للمدنيين، وحماية خاصة بجانب الأطقم الطبية والصحية والكبار والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد رئيس هيئة "حشد" أن الإجماع الدولي على أن استهداف الصحفيين جريمة، مؤكداً أهمية وجود اتفاقية دولية خاصة لضمان احترام حرية عمل الصحفيين.

وقال الحقوقي عبد العاطي: "في 2021 كان هناك استهداف وجودي لمهنة الصحافة، عبر ضرب كل المقار الإعلامية للشركات والمؤسسات الإعلامية العربية والدولية، وتعمد منع الصحفيين من العمل واستهداف الصحفيين في كافة الساحات، مسيرات العودة ومواجهات الضفة والقدس المحتلة".

وأكد أن هناك غياب لمسار جاد للمسائل والمحاسبة من قبل السلطة الفلسطينية، حيث لم يتم إحالة القضية، متهماً المؤسسة الرسمية بالتقصير في متابعة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، والتراخي في هذا الملف.

وشدد على أن من الواجب التضامن مع الصحفيين، باعتبارهم فرسان الكلمة، مُعرباً عن تقديره لمجهوداتهم التي شَكَلَت أدوات إدانة للاحتلال، خاصةً في ظل منع لجان تقصي حقائق، حاثاً على مواصلة العمل من أجل فضح الجرائم الإسرائيلية.

الاحتلال يحارب الإعلام الفلسطيني

من جهته، أكد الإعلامي والكاتب الصحفي التركي "إسلام أوزكان"، على أن الصحفيين يواجهون انتهاكات وقيود على عملهم أمام أعين العالم، دون محاسبة من أحد، من كيان يعرفه الجميع جيداً بقتله وجرائمه بحق الفلسطينيين، فهي تقتل أكبر عدد من الصحفيين في العالم.

وقال:" إسرائيل قتلت أكبر عدد من الصحفيين، وحتى في الحروب مثل الحرب في أوكرانيا لم يسجل هذا العدد من الصحفيين القتلى".

وأضاف أوزكان: "إسرائيل" مارست الوقاحة في قتل الصحفية أبو عاقلة بدم بارد على الرغم من أنها صحفية مشهورة للعالم وتعمل في قناة عربية بارزة، "وهذا نابع من تأكدها من الهروب من المحاسبة ودليل على ما يمكن أن تفعله بحق الصحفيين الفلسطينيين".

أ ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام