web site counter

رفض إعطاء ضمانات.. ما الرسالة التي أراد هنية إيصالها؟

غزة - أكرم الشافعي - صفا

رأى كتاب ومحللون سياسيون أن رفض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إعطاء ضمانات للوسطاء لما ستؤول إليه الأمور عقب التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة يعني أن "المعركة ما زالت مفتوحة".

وأكد المحللون في أحاديث منفصلة لوكالة "صفا"، أن ما حدث في القدس ومحيط المسجد الأقصى خلال "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية "جريمة مسّت وهزّت مشاعر كل الفلسطينيين والأحرار"، لكنهم شددوا على أن "المقاومة استطاعت تجاوز ما كان يخطط له الاحتلال".

وقال هنية إن ما حدث أمس بالقدس والمسجد المبارك "لن يُغتفر"، رافضًا إعطاء تعهد أو ضمانات لأي طرف لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع داخل فلسطين، بعد تدخل بعض الأطراف لـ"احتواء الموقف".

وأشار الكتاب والمحللون إلى أن هنية أراد أن يقول إن المعركة مع الاحتلال لا زالت مفتوحة، وردود المقاومة لا زالت جاهزة، ولكن لن يسمح للاحتلال أن يحدد مكان وتوقيت المعركة.

وأضافوا أن رئيس الحركة أوصل رسالة مفادها، أن على قادة الاحتلال ألا يعتقدوا أنهم حققوا انتصارات من خلال تغولهم أمس على المرابطين والأهالي بالقدس المحتلة، "فالمعركة لا زالت مفتوحة".

"المعركة لم تنتهِ"

الكاتب والمحلل وسام عفيفة، أشار في حديثه لـ "صفا" إلى أن هنية لخّص مشهد الساعات الأخيرة قبيل "مسيرة الأعلام" من ناحية جهود الوساطة والضغوط التي مورست على جميع الأطراف لاحتواء الموقف.

وقال عفيفة: "من خلال حديث هنية .. تقديري أن عدم رد المقاومة في غزة عسكريًا، كان نتيجة تقدير المستوى السياسي والغرفة المشتركة لإدارة هذا الملف".

ولفت إلى أن هنية لخص موقف المقاومة، بأنها اتخذت قرارها بناءً على مصلحة شعبنا وعلى سلوك الاحتلال وعلى الخطوط الحمر التي توافق عليها فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى ومحيطه.

وأضاف: "هنية ألحق حديثه بأن ما حصل لا يغتفر ولم يعطِ أي تعهدات، وكأنه يقول إن تبعات هذا السلوك الاستفزازي والعدواني الشرس لم ينتهِ، وأن الاحتلال لم يتجاوب مع ما وعد به الوسطاء سابقًا ولم يلتزم، وبالتالي فإن رسالة المقاومة واضحة بأنها طليقة اليد، وأنها قررت إدارة المشهد وفقًا لتقديرات سياسية وأمنية وعسكرية ووفقًا للاحتياجات المرتبطة بالميدان" .

وحول تساؤل إذا ما ترك هنية الباب مفتوحًا لرد المقاومة على استفزازات المستوطنين والاحتلال، وأن ما حصل أمس بالقدس المحتلة لم ينتهِ ولن ينتهي عند هذا الحد، قال الكاتب عفيفة إن ذلك ليس بالضرورة أن يكون هدف وتوجه حديث هنية في هذا السياق.

وتابع: "ولكن هذا توجه وقناعة لدى كل فلسطيني تابع وشاهد السلوك العنصري الاستفزازي للمستوطنين وجيش الاحتلال بعد أن توغلوا في الانتهاكات".

حديثه بالقول: "ما حصل بالقدس أمس ملأ خزان الغضب الفلسطيني، وهذا ما عبّرت عنه وسائل إعلامية إسرائيلية وكتاب ومحللين إسرائيليين بأن ما حصل أمس سينفجر في وجوههم مستقبلاً، ويحسب للمقاومة أيضًا أنها قدّرت الموقف جيدًا وجعلت الرد ضمن جبهة فلسطينية موحدة".

وأصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات مع المستوطنين وقوات الاحتلال في محيط وداخل البلدة القديمة بالقدس تزامنًا مع "مسيرة الأعلام".

"مصلحة شعبنا مقدَّمة"

بدوره، رأى الكاتب والمحلل مصطفى الصواف، أن هنية أراد القول للجميع إن "مصلحة الشعب مقدمة على كل المصالح، وعلى أي طلب من أي جهة إذا كانت تمس بمصلحة الشعب.

ولفت الكاتب إلى أن كلام هنية للوسطاء يؤكد على أن لـ "حماس" والمقاومة قرارها الخاص، الذي لا تؤثر فيه جميع الأطراف حال تعارضها مع مصالح شعبنا.

ونوّه الصواف إلى أن رفض هنية إعطاء الضمانات للوسطاء بعد أن أخلّ الاحتلال بكل ما تعهد به سابقًا، يعني أن للحركة مخططًا يتوافق مع مصالح الشعب، وأن المعركة مع الاحتلال لم تنتهِ بمسيرات المستوطنين أمس، وأن المقاومة لها الحق بالرد وفق رؤيتها وتوقيتها.

أ ش/أ ك

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام