web site counter

ابتكره المرابطون لمواجهة الاحتلال

"الإرباك الصوتي".. أسلوب جديد يُرعب مقتحمي الأقصى

القدس المحتلة - خاص صفا

"الإرباك الصوتي".. أسلوب مقاومة جديد نجح المرابطون والمعتكفون في المصلى القبلي بابتكاره لبث الخوف في قلوب المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، وإرباكهم والتشويش عليهم أثناء الاقتحامات المستمرة لليوم الثالث على التوالي بأعداد كبيرة.

ولم تعد الحجارة السلاح الوحيد الذي يستخدمه المرابطون في مواجهة اقتحامات قوات الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى، بل باتوا يلجؤون إلى التكبيرات والهتافات المرتفعة، واستخدام سماعات ومآذن المسجد لبث النداءات، والطرق بشكل صاخب على أبواب المصلى القبلي، بما يُشابه قرع "طبول الحرب".

ورغم حصار المعتكفين داخل المصلى واعتداءات الاحتلال عليهم وقمعهم بقوة، إلا أنهم لم يعدموا الوسيلة ويُصرون على التصدي لهذه الاقتحامات، وإطلاق الحجارة والألعاب النارية على المستوطنين والقوات التي تعتلي يوميًا سطح المصلى.

وما زاد من رعب وارتباك المستوطنين أثناء الاقتحامات، بث المعتكفون تسجيلًا صوتيًا للمتحدث الرسمي باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" وإشعال صفارات الإنذار داخل المصلى القبلي، وسط تعالي هتافات التكبير، ما أجبر شرطة الاحتلال على إبعاد المقتحمين سريعًا عن مسار الاقتحام.

ولم يقتصر أساليب التصدي للاقتحامات على فعاليات "الإرباك الصوتي"، بل أغلق الشبان بالحجارة والصخور مسار الاقتحامات بالجهة الشرقية للأقصى، وأجبروا المستوطنين على تغيير مسارهم إلى الجهة الترابية المليئة بالحصى والأشواك وبقايا الزجاج المتناثر.

ويرى مراقبون في "الإرباك الصوتي" أسلوبًا نضاليًا جديدًا، ضمن أنشطة المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال، بهدف إزعاج المستوطنين وعدم ترك ساعات الاقتحام الممنوحة لهم تمر بهدوء.

مقاومة الاحتلال

المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول لوكالة ً"صفا" إن المقدسيين لا يملكون سوى أجسادهم، وبعض الأدوات المستخدمة للدفاع عن المسجد الأقصى ومقاومة اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه، باعتبارها عنصرًا رئيسًا ومهمًا لإرباك المقتحمين.

ويوضح أن طرق المرابطين على الأبواب واستخدام المفرقعات النارية وصفارات الإنذار لبث الخوف في قلوب المستوطنين كلها أدوات ابتدعها المقدسيون كأسلوب مقاومة لردع الاحتلال وتحدي الجنود والمقتحمين.

وهذا ما يدلل-وفقًا للهدمي- على إصرار المقدسيين وبحثهم عن كل الوسائل، رغم قلة الإمكانيات، لمواجهة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، الذين قمعوا بكل حقد وكراهية المرابطين والمصلين في الأقصى، ويريدون إرهاب أهل القدس.

ويضيف أن وضع الشبان الحجارة في طريق مسار المقتحمين، وإجبارهم على تغيير مسارهم، واستخدام فعاليات "الإرباك الصوتي" وضع الاحتلال في حالة نفسية.

وبنظره، فإن" أحداث الداخل المحتل والضفة الغربية المحتلة، وتغير الواقع في مدينة القدس، وأحداث الأقصى، أدى لهبوط الروح المعنوية لدى حكومة الاحتلال، ووضعها في مأزق سياسي".

وما حديث سلطات الاحتلال عن منع إقامة مسيرة الأعلام حول البلدة القديمة في القدس غدًا الأربعاء، باعتبارها كانت المفجر للمواجهة العسكرية في قطاع غزة العام الماضي، ما هي إلا خشية من انزلاق الأمور نحو الانفجار والمواجهة الشاملة. كما يرى الناشط المقدسي

تكثيف الرباط

وأما الناشط المقدسي محمد أبو الحمص فيقول لوكالة "صفا" إن فعاليات "الإرباك الصوتي" أربكت شرطة الاحتلال والمستوطنين أثناء اقتحامهم للأقصى، ودبت الخوف والرعب في قلوبهم، لذلك عملت على قمع المرابطين ومحاصرتهم داخل المصلى القبلي.

ويضيف أن تواجد المعتكفين والمرابطين داخل الأقصى أثر على اقتحامات المستوطنين، وجعل جولاتهم سريعة وقصيرة، رغم أن شرطة الاحتلال أخرجت المصلين من باحات المسجد، تزامنًا مع الاقتحامات.

ويوضح أن الاحتلال يسعى للسيطرة على الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، فهو يعتبر نفسه أنه "صاحب هذا المكان، وله الحق فيه".

ويطالب أبو الحمص بتكثيف شد الرحال للأقصى والرباط الدائم فيه، لصد الاقتحامات المتواصلة، والمحافظة على ممتلكات المسجد المبارك.

تطور جديد

فيما كتبت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني على صفحتها بـ"فيسبوك"، إنه" وفي تطوّر جديد في مسار المقتحمين، وجود زجاج مكسور، بالإضافة للحجارة والحصى، الأمر الذي أزعجهم وأغضبهم، لأنّ أرجلهم الحافية تتمزق من الزجاج".

وتضيف "خوفًا من المعتكفين، المستوطنون يُجبرون على السير بسرعة، وعدم الوقوف أبدًا، وإنهاء اقتحامهم سريعًا عبر أقصر الطرق، فيما يواصل الشبان لليوم الثالث على التوالي، التشويش على اقتحامهم للأقصى من خلال الطرق على أبواب المصلى القبلي"

وبحسب الحلواني، فإن الإرباك الصوتي أسلوب يستخدمه المرابطون لبث الخوف في قلوب المقتحمين، وإحداث إرباك لقوات الاحتلال في باحات الأقصى.

وأما المختص في شؤون القدس زياد إبحيص، فيقول إن "الإرباك الصوتي" والمفرقعات تعتبر وسيلة المرابطين الأساسية المبتكرة للتأثير من حيث أنهم يتحصنون داخل المصلى القبلي، وأن قوات الاحتلال الخاصة تحاول أن تجد وسيلة لاقتحام المصلى لكن بلا فائدة.

ويضيف أن الزجاج المكسر الذي وضعه المرابطون في مسار اقتحامات المستوطنين يشكل تطورًا إضافيًا في إعاقة الاقتحامات، حيث يتعمد المتطرفون اقتحام الأقصى حفاة الأقدام للدلالة على تعاملهم معه باعتباره "هيكلاً".

ويؤكد ضرورة مواصلة الاعتكاف والرباط داخل الأقصى بأعداد أكبر، ووضع العوائق في مسار الاقتحامات بالساحة الشرقية، وتحصن المرابطين داخل المصلى القبلي طوال مدة الاقتحام واستخدامهم المفرقعات والإرباك الصوتي لمواجهة هؤلاء المقتحمين.

ط ع/ر ش

/ تعليق عبر الفيس بوك

تابعنا على تلجرام