اعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اقتحام المستوطنين الصهاينة هذا اليوم للمسجد الأقصى برعايةٍ وحمايةٍ من قوات الاحتلال، غير بعيدٍ عن مخطط فرض السيادة عليه، والذي يشكّل ناظمًا ومحرّكًا لكل الاقتحامات التي يشهدها الأقصى منذ سنوات، وفي سياق المخطط الأشمل الذي يستهدف فرض السيادة وتهويد مدينة القدس المحتلة بأكملها.
ودعت جميع القوى ومكونات شعبنا للتعامل مع اقتحامات اليوم للمسجد الأقصى على هذا الأساس، بما يستوجب عدم الركون للوعود الخادعة التي تقدّمها حكومة الاحتلال للوسطاء، وإلى العمل لتوحيد الموقف الوطني والتصدّي الميداني لقطعان المستوطنين وحمايتهم من قوات الاحتلال بمختلف الأشكال، والأهم أن تحسم قيادة السلطة والمستحوذين على قيادة المنظمة العلاقة مع دولة الكيان بإلغاء الاتفاقيات معها وسحب الاعتراف بها، والعمل سريعًا على إعادة توحيد الساحة الفلسطينيّة بالانطلاق مما سبق، وبتنفيذ الاتفاقيات الوطنيّة الموقّعة بهذا الخصوص.
وأكَّدت أنّ أي تلكّؤ من قبل السلطة والمستحوذين على قيادة المنظمة في حسم العلاقة مع دولة الكيان، واستمرار التعامل مع اقتحامات الأقصى، ونهب الأرض والاعتداءات التي لا تتوقف على مساحة الضفة بما فيها القدس، من خلال عقد الاجتماعات "القياديّة" الشكلية كالتي سنشهدها مساء اليوم، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يعني سوى العجز والاستسلام أمام مخطط العدو، ومنحه مزيدًا من الوقت لاستكمال تنفيذ مشروعه الاستيطاني الاستعماري في فلسطين.
وختمت الجبهة بتوجيه التحية والتقدير لكل المدافعين عن الأقصى وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، داعيةً إلى توفير الإسناد والدعم الكامل لهم ولأهل القدس البواسل، وجددت دعوتها لجميع القوى إلى لمبادرة بتشكيل لجان الحماية وتوحيد قواها في الميدان للدفاع عن شعبنا وأرضه أمام تغوّل المستوطنين وقوات الاحتلال عليها.