نشر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك)، مساء الثلاثاء، تحقيقاته الخاصة بفشل السابع من أكتوبر، وهي تحقيقات مقتضبة جاءت في ثماني صفحات فقط.
وذكر التحقيق، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من المتطرفين اليهود، والتضييق على الأسرى، واعتقاد حماس أن المجتمع الإسرائيلي بدأ بالانهيار في ذروة التظاهرات المناوئة للتغييرات القضائية، أسهمت كلها في تسريع قرار البدء بتنفيذ الهجوم.
واتهم التحقيق المستوى السياسي الإسرائيلي برفض المصادقة على توصية الشاباك بتنفيذ ضربة استباقية ضد قادة حماس في القطاع قبل السابع من أكتوبر.
كما تحدّث التقرير عن تعامل الشاباك والجيش باستخفاف مع خطة حركة حماس "وعد الآخرة"، إذ لم يتم التعاطي معها بجديّة، واعتقد الشاباك أن حماس غير جاهزة وغير ناضجة بما يكفي لشن حرب بحجم السابع من أكتوبر.
في حين أشارت التحقيقات الى أن الشاباك أصيب "بالعمى الاستخباري" في القطاع على مدار السنوات الماضية مع فقدانه أهم مصادره البشرية من العملاء وخاصة بعد فشل العملية الخاصة نهاية العام 2018 شرقي خانيونس وانكشاف أمر القوة وتصفية العملاء بعدها.
كما اعترف الشاباك بالفشل في اختراق دوائر صنع القرار في حركة حماس، وعدم القدرة على رسم تصور عام لما يجول في الغرف المغلقة لدى صانعي القرار في الحركة.
وأشار إلى أن "قوّة الردع" الإسرائيلية المتآكلة في أعين حماس أسهمت باتخاذ قرار الهجوم، كما أن الاستهانة بقدرات حماس تسبب بتدفيع الكيان أثماناً كبيرة.
وجاء في التحقيق: "لم يتم التعامل مع خطط حماس العسكرية وتدريباتها كسيناريو واقعي للبدء بالهجوم، وبالتالي لم يتم التعامل معها كتهديدات أمنية ولم يتم رسم سيناريوهات جادة لمواجهتها وهو ما وجد له تفسيراً في عجز الجيش عن صد هجوم حماس في السابع من أكتوبر".
وأضاف "لم يتم التعامل مع مخططات حماس بجدية ولم نكن على اعتقاد بأن حماس انتقلت من مرحلة التخطيط للتنفيذ في القطاع، ولكننا اعتقدنا أن الحركة تسعى لإشعال الضفة الغربية".
ولفت إلى أنه لم يتم التعامل مع خطة "وعد الآخرة" التي أعدتها حماس، ولم يتم تحويلها إلى تهديد جدي، كما لم يتم توزيع المهام بين الشاباك والجيش حول المسؤول عن تقديم إنذارات بوجود هجوم من هذا النوع من القطاع.
في حين بيّنت التحقيقات وجود ثغرات كبيرة في التعامل مع المؤشرات التي وصلت الشاباك والجيش ليلة السابع من أكتوبر، وبقيت في إطار التقديرات غير الخطرة حتى آخر لحظة بما في ذلك تشغيل مئات الهواتف النقالة في القطاع بشرائح إسرائيلية.
ورأى الشاباك أن عملية "حارس الأسوار" (سيف القدس) في أيار عام 2021 كانت نصراً صريحاً لحركة حماس، وهو ما دفع الحركة للتفكير بعملية تكسر القواعد بفضل الهدوء الذي ساد المنطقة بعد تلك العملية.
وأقر الشاباك بأن "مصادر المعلومات لدى الجهاز تضررت بشكل قاتل خلال السنوات الأخيرة بما في ذلك القدرة على تجنيد عملاء جدد على ضوء إغلاق القطاع وعدم وجود حرية حركة للجيش مقارنة مع الواقع في الضفة الغربية".
واعترف الشاباك لأول مرة بقيامه بزراعة أجهزة تجسس ومجسات أمنية في القطاع قبل السابع من أكتوبر للحصول على صورة استخباراتية ساعة الصفر، إلاّ أنه لم يتم الاستفادة منها، خاصة ليلة السابع من أكتوبر.
وردًا، على نشر تحقيقات الشاباك قالت مصادر مقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن التحقيقات جاءت للتغطية على فشل الشاباك في تقديم إنذارات مبكرة حول الهجوم، وإنها معدة للتغطية على الخلل الكبير الذي اعترى الجهاز ومن يقف على رأسه.
وأشارت المصادر إلى أن "الشاباك فشل فشلاً ذريعاً في كل ما يتعلق بحركة حماس بشكل عام وأحداث السابع من أكتوبر على وجه الخصوص".
وذكرت المصادر المقربة من نتنياهو أن رئيس الشاباك "رونين بار" لم يقرأ الصورة الاستخباراتية جيدًا وكان يعيش في وهم أن حماس مرتدعة ولن تتجرأ على الهجوم.
واتهم مقربو نتنياهو "بار" بعدم مناقشة خطة "وعد الآخرة" التي خططت لها حماس للهجوم على الغلاف أمام نتنياهو، ولم يتم إطلاع رئيس الحكومة على تفاصيلها.