كشفت وزارة الدفاع الروسية، يوم الخميس، عن نتائج عملياتها العسكرية في أوكرانيا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في وقت توقع فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) استمرار الحرب لسنوات.
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: "نحذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخل عن رغبته في السيطرة على كامل أوكرانيا، مرجحا أن تستمر الحرب "لأشهر وحتى سنوات".
وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف "علينا أن نكون واقعيين، قد تستمر الحرب لفترة طويلة، لأشهر وحتى لسنوات، لذلك علينا أن نكون مستعدين لمسار طويل، من حيث تقديم الدعم لأوكرانيا والاستمرار في العقوبات وتعزيز دفاعاتنا".
حصيلة العمليات الروسية
وأفاد المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، في إيجاز صحفي، بأن القوات الروسية دمرت خلال الليلة الماضية بصواريخ عالية الدقة أربع قواعد لتخزين الزيوت ومواد التشحيم في شرق وجنوب أوكرانيا.
وقال: "إن القوات المسلحة الروسية واصلت توجيه ضربات إلى مرافق البنى التحتية العسكرية الأوكرانية".
وأضاف كوناشينكوف "بصواريخ عالية الدقة مطلقة من الجو والبحر تم خلال الليلة الماضية تدمير أربع قواعد لتخزين الزيوت ومواد التشحيم في محيط مدن نيقولايف (ميكولايف) وزابوروجيه وخاركوف وتشوغويف استخدمت لإمداد مجموعات القوات الأوكرانية قرب خاركوف ونيقولايف وفي دونباس بالوقود".
وأكد أن سلاح الجو الروسي قصف خلال الليلة 29 هدفًا عسكريًا، منها مركزا قيادة ورادار إضاءة وتوجيه خاص بمنظومة "إس-300" وسبع بطاريات مدفعية ومستودع للأسلحة والذخيرة الصاروخية والمدفعية، بالإضافة إلى 10 مواقع حصينة وتجمعات للآليات القتالية.
وتابع المتحدث الروسي أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت في ذلك الحين أربع طائرات مسيرة، بينما واصلت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية تقدمها و"أكملت تطهير بلدة سلادكويه من القوميين".
ووفقا لكوناشينكوف، خسرت القوات الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أراضي هذا البلد 125 طائرة و93 مروحية و413 طائرة مسيرة و227 منظومة صاروخية للدفاع الجوي و1987 دبابة ومدرعة و218 راجمة صواريخ و866 مدفعا ومدفع هاون، بالإضافة إلى 1894 مركبة عسكرية خاصة.
انتهاء المعارك وسط ماريوبول
من جانبه، أعلن المتحدث باسم قوات جمهورية دونيتسك الشعبية أن المعارك الرئيسية في وسط مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا قد انتهت.
جاء ذلك في تصريحاته لوكالة "نوفوستي" الروسية، حيث صرح بأن القتال قد انتقل إلى ميناء المدينة، وإلى المناطق التابعة لمصنع الحديد والصلب "آزوف ستال".
وكان رئيس اتحاد قدامى المحاربين في أفغانستان، فرانز كلينسفيتش، قد صرح في وقت سابق بأن ممثلين رفيعي المستوى من "الناتو" قد يكونوا موجودين في مصنع "آزوف ستال".
وكان شهود عيان من السكان قد قالوا في وقت سابق إن الجيش الأوكراني قد أخبرهم صراحة بأن من لم يتمكن من مغادرة المدينة حتى الآن، لن يخرج منها الآن.
وبحسب هؤلاء، فإن الجنود الروس، على العكس من ذلك، تصرفوا بإنسانية مع السكان المحليين، ونظموا إمدادات المساعدات الإنسانية.
انسحاب روسي من محيط كييف
وعلى صعيد التطورات الميدانية في محيط كييف، نقلت رويترز عن مسؤول عسكري أميركي كبير أن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن روسيا أتمت انسحابها من محيط كييف، وتعتقد أنها تعيد تجهيز قواتها وتزويدها بالإمدادات من أجل إعادة انتشار متوقعة في أوكرانيا.
وأضاف المسؤول أن الانسحاب تضمن مغادرة القوات الروسية مدينة تشيرنيهيف أيضا، مشيرا إلى أن التقييم الأميركي كان بالكامل خلال آخر 24 ساعة.
لكن المسؤول قال إن كييف لا تزال تحت التهديد حتى لو غادرت القوات البرية الروسية المنطقة.
وأضاف أن القوات التي تغادر المنطقة تتجه إلى روسيا وبيلاروسيا لإعادة تنظيم صفوفها، ولكن لم يتضح عدد القوات التي سيتم إعادتها في نهاية المطاف إلى أوكرانيا.
اتهامات أوكرانية
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي غير تكتيكاته وأنه يحاول طمس الأدلة على الجرائم التي ارتكبها في المناطق التي احتلها.
وفي رسالة مصورة عبر تلغرام، الخميس، لفت زيلينسكي أن موقف العالم تجاه الدولة الروسية الحديثة قد تغير بعد ما رآه في بوتشا.
وأشار زيلينسكي إلى أن الجنود الروس يحاولون طمس الأدلة على الجرائم في المناطق المحتلة، بعد أحداث بوتشا.
وأضاف: "بعد بوتشا، غيّر الجيش الروسي تكتيكاته. لدينا معلومات تفيد بأن الجيش الروسي يحاول انتشال جثث القتلى الأوكرانيين من شوارع وأقبية المناطق الخاضعة للاحتلال".
ولفت إلى أن آلاف المواطنين مفقودين، مضيفا، "لا يمكنهم الهروب من المسؤولية".
وأشار زيلينسكي أن بلاده ستكشف جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا في أراضيها عبر التحقيق الموضوعي وشهود العيان ومراقبة الأقمار الصناعية، وأنها ستواصل البحث عن الحقيقة.
ونشر الجيش الأوكراني، السبت، صورا لجثث متناثرة على أرصفة شوارع مدينة بوتشا في ضواحي العاصمة كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.
كما انتشرت بمنصات التواصل الاجتماعي صور لعشرات الجثث والدمار الذي لحق شوارع بوتشا، فيما أفادت تقارير إعلامية أوكرانية، بالعثور على 57 جثة في مقبرة جماعية بالمدينة.